ترافقت نوبات الهلع عندي مع آلام وحرقة وارتجاع في المعدة

0 493

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا بد لي أولا من شكر جميع من قام على هذا الموقع، وكل من أزال هم مريض وطمأنه بعد الله، فبارك الله بكم وبجهودكم، ورزقكم من حيث لا تحتسبون.

حقيقة أنا لا أعلم كيف أصف ما بي! ومن أين أبدأ؟ ولكن كلي أمل -بعد الله- بكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، عانيت في سنوات ماضية من نوبات الهلع، بعد رؤية موقف كاد لا يفارق ذاكرتي، لكن بعد إطلاعي على أعراض من اشتكوا مثلي، ونصائحكم لهم وأنها حالة نفسية، ارتحت قليلا -ولله الحمد-، عالجت نفسي بنفسي بالرقية، والدعاء، وتغير حالي كثيرا بفضل ربنا، بعدها بفترة أحسست بكتمة وألم ناحية القلب، وأحيانا آلام بسيطة تسري في أعصاب يدي، وآلام أعلى الظهر، بعد ذهابي للطبيبة والكشف، اتضح أن لدي نقصا في (فيتامين د)، استمريت على العلاج للفترة المحددة وتوقفت، أحسست بتحسن واضح، ولكن أيضا بعدها بفترة بسيطة عادت ذات الأعراض، لكن بنسبة أقل وكان هناك وخزات مؤلمة بالقلب، وأعصاب يدي أصبحت تؤلمني أكثر قليلا، ذهبت لطبيبة عامة وعملت لي تحليل (فيتامين د)، وتخطيط قلب، وتحاليل سكر، وفقر دم، ظهرت النتائج سليمة -ولله الحمد-، ما عدا (فيتامين د) ناقص قليلا.

وطلبت أن أستمر على دوائي السابق لمدة شهر، استمريت وتوقفت، ولم أعمل تحليلا للتأكد من وصوله للحد الطبيعي، وأعطتني فيتامين ب لآلام اليد أخذتها لمدة خمسة أيام، وتوقفت لأني لم أشعر بفائدة منها، وبعدها ذهبت آلام اليد من تلقاء نفسها.

قضيت فترة بصحة وعافية -بفضل الله-، ثم انتابتني مشاكل المعدة، والحرقة، والارتجاع، وتكررت زيارتي لطبيبة الباطنية كثيرا، فعند استخدام الأدوية أتحسن كثيرا، وبتركها يعود الأمر كما كان، آخر مرة عند زيارتي للطبيبة سمعت نبضات قلبي، وأخبرتني أنها سريعة، ونصحت بتحويلي لطبيب القلب، وعمل لي تخطيطا وأخبرني أن هناك تزايدا في الضربات ولكن طبيعي، وأعطاني أدوية تخص المعدة، وطلب مراجعته بعد أسبوع من المراجعة، وقال بأن الوضع أفضل وأنا تحسنت -ولله الحمد-، ولكن بعدها بفترة عاد الارتجاع، وأصبح الحرقان يتكرر معي يوميا، وهناك آلام جهة القلب تؤرقني، ووخزات تؤلم، وألم أشعر به أحيانا عند الضغط على مكان القلب، وألم في الظهر كأنه يتكسر، وبين فترة وأخرى أشعر بألم في رسغ اليد اليسرى.

للمعلومية: أنا أسهر طوال الليل، أنظم نومي ليومين ثم يعود كما كان، وأكلي قليل، لأني أحاول إنقاص وزني، مع عمل بعض التمارين، أرشدوني بارك الله فيكم، فأنا لا أعتقد بأني أستطيع الذهاب إلى المستوصف هذه الفترة، وهاجس القلب، والجلطة، وهذه الأمور تتعبني بعض الشيء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله -يا أختي الكريمة- أن تحاليلك كلها سليمة، وأن طبيب القلب قد طمأنك أن أمور القلب بخير، ولكن الأعراض ناجمة عن الارتجاع المريئي، والدليل أنه لم يصرف لك دواء للقلب وإنما للارتجاع وللمعدة، ولذلك لا داعي للقلق من موضوع القلب، وإنما أعراض الارتجاع المريئي والحموضة المعدية مشابهة في كثير من الاحيان لآلام القلب، وإن الألم الناتج عن سبب قلبي لا يزداد بالضغط على الصدر، وهذا دليل آخر على أن الألم ليس بسبب قلبي.

وهذه لمحة موجزة عن الارتجاع المريئي: ينتج عن ضعف المعصرة بين المريء والمعدة، وهذه المعصرة عملها منع ارتداد الحمض من المعدة للمريء، وهذا يؤدي للشعور بالحرقة والحموضة، وصعوبة البلع مع شعور بالغثيان أحيانا، وقد يؤدي لرائحة كريهة للفم، وكذلك أحيانا للسعال المزمن مع التهاب الحنجرة وبحة في الصوت، وتعطي أحيانا آلاما مشابهة لآلام القلب، وقد تؤدي إلى تضيق في المريء.

إن من الأسباب التي تؤدي لزيادة الارتجاع المريئي:

- تناول الأطعمة الحارة كالفلفل والتوابل والشطة الحارة.
- والأطعمة الحامضة كالليمون والبندورة المطبوخة.
- والأطعمة المقلية والدهون.
- البصل والنعناع.
- والشوكولاتة.
- القهوة والشاي والكحول والمشروبات الغازية.

ويتم تشخيص الحالة عادة بالتنظير المعدي الذي يظهر ضعف وارتخاء بالمعصرة التي بين المريء والمعدة، والعلاج يعتمد على الحمية أولا، ومحاولة تخفيف الوزن بالابتعاد عن كل الأطعمة التي ذكرت سابقا أو التخفيف منها قدر الإمكان، عدم النوم بعد الطعام مباشرة، عدم تناول الماء أو العصير أثناء الطعام، التخفيف من حجم الوجبة الغذائية بالاعتماد على عدة وجبات صغيرة بدلا من وجبتين كبيرتين، وضع مخدتين تحت الأكتاف عند النوم للتخفيف من ارتجاع الحمض أثناء النوم، وهذا يعتبر فعالا بدرجة كبيرة.

المعالجة الدوائية: وأفضل الادوية حاليا هي ما تسمى (مثبطة مضخة البروتين)، مثل: البارييت والاوميبرازول والنكسيوم، فينصح باستعمالها ولفترات طويلة ولكن بإشراف طبي.

والعلاج الجراحي: ويكمن أن يتم بالمنظار ويتم فيه تقوية المعصرة، ونتائج العملية جيدة وتعطي نتائج مريحة للمريض، وتعتبر سليمة لأنها بالتنظير وليست بالتدخل الجراحي.

ونرجو من الله أن يكتب لك الشفاء العاجل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد مازن، تخصص باطنية وكلى.
وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أجاب الأخ الدكتور محمد مازن -جزاه الله خيرا- عن كل ما هو مطلوب حول الارتجاع المريء، من ناحيتي أقول لك أنك لديك قلق عام، وهذا القلق أدى إلى زيادة في أعراض الجسدية، وهذه تعتبر حالة نفسية جسدية بسيطة، نوبات الهلع لا شك أن أحد نتائجها ومنتجاتها أنها تؤدي إلى وسوسة مستقبلية وخوف وقلق توقعي.

أرجو أن تطمئني تماما وتعيشي حياتك بإيجابية، وهذه الآلام الجسدية المتعددة والوخزات حول القلب هذه أؤكد لك أنها ناتجة من توترات عضلية ليس أكثر من ذلك، وتمارين الاسترخاء سوف تفيدك جدا، وحين يتم علاج الارتجاع المريء حسب ما ذكره لك الدكتور محمد مازن هذا أيضا سيفيدك كثيرا. تمارين الاسترخاء يجب أن تكون جزء من حياتك فهي مفيدة جدا، واستشارة إسلام ويب تحت الرقم (2136015) فيها توجيهات بسيطة ومفيدة -إن شاء الله تعالى-.

أنا أفضل أن تذهبي إلى الطبيبة مرة كل ثلاثة أشهر خلال السنة القادمة، هذا يساعدك كثيرا ويجعلك مطمئنة، لأن استجاباتك العلاجية الدوائية الوقتية ممتازة جدا، فحين تتواصلين مع الطبيبة أعتقد أن هذا سوف يشعرك باطمئنان وأمان كبير، ويمنعك في ذات الوقت من التردد على الأطباء، الطبيبة يمكن أن تعطيك دواء بسيطا لعلاج القلق وتوترات، وهنالك أدوية عديدة كثيرة جدا معروفة لدى جميع الأطباء تقريبا.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا. أسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات