أعاني من التفكير بالماضي السلبي والخيال الكثير.. أين الخلاص؟

0 722

السؤال

السلام عليكم

أعاني من التفكير والخيال الكثير، والمشكلة فيها هي عند الصلاة كثيرا ما أسهو، وأيضا أعاني من التفكير السلبي والتفكير بالماضي والأشياء الحزينة والظن السيء بالآخرين، كيف أتخلص منها؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

حديث النفس إلى النفس وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقا لمعطيات الواقع، وقام بالتطبيق الفعلي لذلك نقول أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيرا إذا وجهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة، فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور، أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول، أو نتائج واقعية، فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط لعدم تمكننا من إشباع دوافعنا، وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

وإذا استغرقنا في هذا الخيال بشدة فيصعب علينا التمييز بين الواقع والخيال، فنرشدك بتعلم مهارات حل المشكلات وكيفية اتخاذ القرارات، وعليك بالاستعانة بالله أولا، ثم الآخرين، واعرض عليهم آرائك ومقترحاتك وناقشهم في آرائهم ومقترحاتهم، وستخرج -إن شاء الله- بحلول واقعية لمشاكلك وبتخطيط سليم يمكنك من تحقيق أهدافك.

وإليك بعض الإرشادات لتساعدك في التغلب على المشكلة:
1-الإكثار من فعل الطاعات والاستغفار فإنه مزيل للهم والحزب ومجلب للسعادة -إن شاء الله- وكذلك تجنب فعل المنكرات والابتعاد عنها، فالذنوب تسبب الضيق والضنك والتعاسة، واعلم أن الله غفور رحيم.

2- لا تهتم بما فاتك من أمور الدنيا، ولا تنظر لما عند الآخرين، وتذكر أن الله تعالى هو المانح والمعطي {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، وفوض أمرك لله سبحانه وتعالى فهو مجيب المضطر إذا دعاه، وهو كاشف الضر.

3- ركز على الحاضر واستمتع به، وانس الماضي وما فيه من تجارب مؤلمة، وتطلع للمستقبل، وأبعد التشاؤم، وكن متفائلا دائما.

4- أجلس مع نفسك وحاول اكتشاف سبب الحزن الذي أنت فيه، فربما يكون السبب تافها وحقيرا، وليس له قيمة، لكنك كبرته، وأعطيته حجما أكبر من حجمه.

5- انظر إلى ما أنت فيه من النعم والخيرات، وقارن نفسك بمن حرموا من هذه النعم التي حباك الله بها وبمن هم دونك في كل المستويات.

6- أحسن الظن في الآخرين حتى يثبت لك العكس ولا تستعجل في تفسير المواقف إلا بعد أن تتبين في الأمر وتتقصى الحقائق.

أما بالنسبة للوساوس التي تنتابك أثناء الصلاة، فنقول لك: لا تسترسل معها، وحاول تجاهلها وقبل تكبيرة الإحرام، اسأل نفسك ما تريد أن تفعل؟ وبعد تكبيرة الأحلام تصور صورة الكعبة أمامك، وأن الجنة عن يمينك، والنار عن يسارك، وأنت واقف بين يدي الله عز وجل، وانظر إلى موقع السجود، ثم اشغل تفكيرك بالآيات القرآنية التي تتلوها وبمعانيها.

قد يحتاج منك الأمر لمجهود في البداية، ولكن المداومة عليه تساعدك في التغلب على الوسواس -إن شاء الله-.

أعانك الله ويسر أمرك.

مواد ذات صلة

الاستشارات