السؤال
السلام عليكم
أنا متزوجة، وعندي طفل عمره سنتين، وبيني وبين زوجي مشاكل وأريد الانفصال، وحاليا أستخدم حبوب منع الحمل وزوجي يريد أطفال، ويريد أخذي إلى المستشفى لمعرفة سبب تأخر الإنجاب، سؤالي: هل في التحاليل والفحوصات يظهر أني أستخدم حبوب منع الحمل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من المعروف أن طبيعة عمل حبوب منع الحمل هي في وقف التبويض، عن طريق التأثير في الهرمونات المحفزة للمبايض fsh وهرمون lh الذي يؤدي إلى تفجير البويضات، وبالتالي لا يحدث تبويض، أو توجد بويضات صغيرة الحجم جدا لا تصلح للتخصيب ولكن لا تخرج من المبايض، مع تأثيرها أيضا تأثيرا مباشرا على بطانة الرحم، وتصبح ضعيفة لا تناسب انزراع البويضات المخصبة حال وصولها إلى الرحم، وبالتالي يستطيع الطبيب بكل سهولة بعد عمل تحاليل الهرمونات، وتصوير المبايض والرحم من معرفة السبب.
ولك إعادة حساباتك مرة أخرى بخصوص الانفصال عن زوجك، وهناك طفل صغير سوف يضيع بين زوجة أب وزوج أم، فإذا كانت الأسباب قاهرة لا يمكن التعايش معها بأي حال، ولا يمكن إصلاح ذات البين، فلك الحق في طلب الطلاق دون خوف أو دون مواربة، وإذا كانت المشاكل مما يحدث كل يوم بين الأزواج، فيمكن حل ذلك بالحوار وإصلاح ذات البين دون اللجوء إلى الطلاق وهو أبغض الحلال عند الله، وأنت وحدك من يقرر إذا كانت الأسباب واهية، وبالتالي يجب التراجع عن تلك الفكرة، أو أن الأسباب قاهرة ولا يمكن الرجوع عن طلب الطلاق والانفصال.
واعلمي أنه لا يوجد رجل كامل ولا امرأة كاملة، فإذا كرهت من زوجك تصرفا فاحمدي له تصرفا آخر، كما أن زوجك يحب فيك تصرفا ويكره فيك تصرفا آخر، وهذه هي الحياة.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم، طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.
وتليها إجابة الدكتور أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نرحب بك - ابنتنا الفاضلة -، ونشكر الدكتورة المتخصصة على الإجابة الرائعة والتوجيه المتميز، ونسأل الله أن ينفع بها البلاد والعباد، نحب أن نؤكد لك - ابنتي الفاضلة - أن المرأة لا يجوز لها استخدام مثل هذه الحقوق دون الوفاق والاتفاق مع زوجها، لأن الجنين حق مشترك للطرفين، فلا يجوز لطرف واحد أن يتخذ قراره بهذه الطريقة، وعلى كل حال فإننا نؤيد فكرة وقفة للمراجعة.
ونتمنى أن تكتبي إلينا عن أسباب المشكلات حجمها ودوافعها والعناصر الإيجابية الموجودة في الرجل والسلبيات الموجودة حتى نستطيع أن نقيم التجربة قبل أن تدخلي في قرار الطلاق، وحاولي أن تعدي زوجك خيرا وتؤجلي هذا الموضوع جهدك، ولا تكرري استخدام الحبوب بعد ذلك، وإنما ينبغي أن تعالج المسألة بمنتهى الوضوح؛ لأن شعوره بهذا سيعمق المشكلات الحاصلة، وتعميق المشكلات ليس في المصلحة سواء حصل استمرار أو حصل انفصال؛ لأن بينكما طفل، وردة الفعل ستكون قوية في هذه الحالة.
ولذلك نحن نتمنى الآن أن تسوفي الموضوع، فلا تشجعي فكرة الذهاب للمستشفى وقولي دعنا نجرب ونحاول، ثم اكتبي إلينا بتفاصيل المشكلات الحاصلة حتى نضع النقاط على الحروف، ونتفق سويا بعد المشاورة والتحاور إن كان هناك فرصة للاستمرار فهذا هو الأصل، والمرأة ينبغي أن تحافظ على بيتها وزوجها، واهمة من تظن أنها يمكن أن تجد رجل بلا عيب، وواهم من يظن أنه سيجد امرأة بلا عيوب، وأيضا كون هذا الرجل يريد أطفال، كونه متمسك بك، هذه إيجابية تحسب له، فدعينا نستمع للسلبيات ودعينا ننظر المسألة من كافة جوانبها قبل اتخاذ هذا القرار حتى لا تندمي عليه.
ونؤكد لك أن القرار الناجح يقوم على أركان، على رؤية ونظر في العواقب ومآلات الأمور، على قياس الأمور على ميزان للإيجابيات والسلبيات، ونوعية السلبيات وهل هي قابلة للتحسن والتغيير؟ فالقرار أكبر مما تتصوري، ولذلك نتمنى أن تتواصلي مع الموقع وأن تحاولي أن تؤجلي مسألة الذهاب للطبيب حتى لا تزداد الأمور سوء، ونسأل الله لنا ولك وله التوفيق والسداد.