السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
كل الشكر لكم على ما تبذلون من جهود، وجزاكم الله خيرا.
أرغب باستشارتكم في عدة أمور فيما يتعلق بحملي:
عمري 28 عاما، وأنا الآن في حملي الثاني وقد دخلت في شهري السادس، كانت ولادتي الأولى قبل عام تقريبا، وقد حدثت لي مشكلة وقتها إذ تعرضت لنزيف شديد بعد الولادة مباشرة، وكان سببه كما أخبروني هو عدم تقلص الرحم، وبقيت لهذا السبب في غرفة الولادة لمدة 5 ساعات إلى أن استقرت أموري، وحدث نزيف شديد بعدها مرة واحدة ثم توقف، فما سبب ما حصل؟ وهل بالضرورة أن يتكرر ذلك في ولادتي الثانية؟ وهل من المحتمل أن يكون السبب فيما حصل هو تسارع المخاض وحصول الولادة سريعا؟ إذ إن المخاض وقتها استمر لساعتين فقط، وكان يشتد بسرعة تدريجيا ثم حصلت الولادة مباشرة.
أما بالنسبة لاستفساري الثاني: فأنا منذ لحظة الولادة أعاني من انعدام القدرة على السيطرة على الغازات، حتى أنني أفقد السيطرة نهائيا في أثناء الصلاة وأعاني كثيرا في مسألة الوضوء، وأعتقد أن السبب في ذلك هو حصول تمزق أثناء الولادة وصل لمنطقة الشرج، وما حصل -حسب اعتقادي- كان لقلة خبرة الطبيبة التي أشرفت على الولادة، أو ربما بسبب سرعة خروج الجنين، هل أحتاج لعملية جراحية لإصلاح الأمر؟ وهل يمكن إجراؤها عقب الولادة المقبلة بإعادة تقطيب الجرح القديم؟
أما سؤالي الأخير: فما السبب برأيكم في عدم قدرتي على إرضاع طفلي؟ علما بأني بذلت كافة الوسائل لإرضاعه طبيعيا، ولم أتمكن من إرضاعه سوى لشهرين فقط وبالاستعانة بالحليب الصناعي، فهل يمكن أن يكون السبب وراثيا؟ أم أنه يعود لطبيعة جسمي؟ وما نصيحتكم لضمان إرضاع طفلي الثاني رضاعة طبيعية؟
وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الـ uterine atony أو ارتخاء عضلة الرحم وعدم عودتها إلى حالة الانقباض الشديد حالة طبية معروفة ولها أسباب عديدة، والمهم هو عمل مساج للرحم، وتناول الأدوية القابضة للرحم مثل دواء ميثرجين، والتأكد من نزول كامل المشيمة، ولا يمكن الجزم بسبب النزيف في ذلك الوقت، وليس شرطا أن يتكرر النزيف الرحمي في الحمل الحالي -إن شاء الله-.
وتسارع المخاض يعني أن انقباضات الرحم كانت قوية، وبالتالي من المنطق عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي بشكل سريع أيضا وعدم حدوث ارتخاء أو نزيف، وبالتالي لا يمكن أن تكون الولادة السريعة سبب للنزيف، ولكن قد يحدث تمزق في عضلة عنق الرحم في حالة الولادة السريعة، مما يؤدي إلى حدوث النزيف بعد الولادة وهذا أقرب للمنطق.
وليس للغازات علاقة بتمزق قد يكون حدث في فتحة الشرج، وفي حالة تمكنك من الضغط على فتحة الشرج وانقباضها تماما، بحيث لا يمكن تمرير أو إدخال طرف الإصبع الصغير، فلا تمزق ولا حاجة إلى جراحة للشرج، وفي كثير من الأحيان تتم الولادة الثانية دون الحاجة إلى شق منطقة العجان، مع الدعم اللازم لرأس الجنين وللأنسجة حتى تخرج الرأس دون أن تمزق مجرى الولادة.
أما الغازات والانتفاخ في البطن فليس لها علاقة بالحمل أو مضاعفاته، ولكن هو توتر في القولون بسبب القلق والتوتر الناشئ عن الوجبات الحارة والتوابل والشطة، والدسم في الطعام. والعلاج لتلك الحالة عن طريق تناول خليط من التوابل الطبيعية، مثل: الكمون والشمر، والينسون والكراوية، وإكليل الجبل والزعتر والهيل بكميات متساوية، ويوضع من ذلك الخليط على السلطات والخضار المطبوخة أكثر من مرة في اليوم، مع شرب الماء، وأكل الحبوب مثل القمح (البليلة) وشوربة الشوفان لعلاج مشاكل القولون والانتفاخات، مع تناول حبوب Spasmocanulase ثلاث مرات يوميا قبل الأكل، وممارسة قدر من الرياضة مثل المشي، وأعمال البيت والتمارين الرياضية، وسوف تتخلصين من الغازات -إن شاء الله-.
والسبب الرئيسي في فشل الرضاعة الطبيعية هي إقدام الأمهات على إعطاء أطفالهن حليبا صناعيا كنوع من الحب الزائد للطفل، وكنوع من الوجاهة أو الخوف أن الرضاعة الطبيعية لا تكفي الطفل، ومن المعروف أن الحليب الصناعي ذو طعم أحلى من حليب الأم، وفي ذات الوقت يحصل الطفل على الحليب الصناعي بطريقة أسهل كثيرا من الجهد المبذول في الرضاعة الطبيعية التي تصل بالطفل إلى التعرق، وبالتالي يكره الطفل الثدي ويفضل الحليب الصناعي عليه طبعا، بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة منها أمراض تشقق الحلمات، وغير ذلك كثير، ويجب مراعاة ذلك مستقبلا -إن شاء الله- مع الحمل الثاني، لما للإرضاع الطبيعي من فوائد عظيمة للأم وللطفل معا.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم الله لما فيه الخير.