السؤال
السلام عليكم
عمري 21 سنة، لدي مشكلة كبيرة، وعملت لي مشاكل في حياتي اليومية، وهي: أني أحب السفر، ولكن الآن أخاف من حدوث مشكلة وهي أني قبل فترة سافرت إلى دولة مجاورة وبدأت أخاف من الضياع، أو أن تحدث لي مشكلة مفاجئة، فقمت بإرسال عنوان مكاني إلى أهلي؛ خوفا من حدوث شيء ليعرفوا مكاني، ويصيبني ارتفاع في درجات الحرارة والعرق، وألم في المعدة، وفي يوم اضطررت إلى النزول من الباص بصورة هستيرية، وذهبت فورا إلى المنطقة التي فيها أصدقائي.
أرجوكم اعطوني الحل، أريد أن أعيش طبيعيا، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدلله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الممكن أن تكون قد مررت بتجربة سلبية في إحدى سفراتك هذه، والإنسان كثير الأسفار دائما يحب أن يستكشف ما حوله، وتعرضك لتجربة سلبية أعتقد وأكرر أنه هو السبب الذي جعلك تعاني من هذه المشاعر، مشاعر الخوف السلبية، التي تخلوا من شيء من الوساوس.
وربما أيضا كان لك توقعات معينة في أحد أسفارك، وهذه التوقعات المعينة لم تحدث ولم تصب؛ مما جعلك تتأثر على نطاق وجدانك وعقلك الباطني.
أيها الفاضل الكريم: النوبة التي حدثت لك، والتي اضطررت أن تنزل فيها من الباص مسرعا، قد تكون نوبة هرع، والهرع هو جزء من القلق، ومن الخوف، وتجربة مثل هذه حين تحدث للإنسان قطعا سوف تسيطر عليه مشاعر سلبية، تكون شاملة ومسيطرة على وجدانه؛ مما يجعله يكره المهمة التي هو فيها، حتى وإن كان السفر ممتعا.
الذي أراه هو: أن تستمر في رحلاتك، تستمر في سفرك، وتحرص على دعاء السفر، احرص عليه وتمعنه، وسوف تجد أنه يشمل ما يقيك من شر الخوف، ما يحفظك في سفرك، ما يهون عليك طوله ووعثاءه، ما يجعلك تكون مطمئنا على من هم خلفك من أهلك وخلافه، تدبره وتأمله وسوف تجده بالفعل خير معين لك في مثل هذه المواقف.
لا تتجنب السفر، هذا لا يعني أن تكثر منه، لكن التجنب له تبعات سلبية جدا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.