السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة حامل في الأسبوع الثالث والثلاثين تقريبا، ومريضة بفقر الدم المنجلي، وقد تبين أني أعاني من سكر الحمل، ومع الحمية التي أتبعها أخبرتني الدكتورة بأنها جيدة ويجب أن أتابعها.
وهذه المرة تبين أن الأجسام المضادة في جسمي قد ارتفعت وهي (4+)، ولا أعرف تأثيرها علي أو على الجنين، والآن طلبت مني الدكتورة أن أقوم بالفحص لدى دكتورة مختصة بطب الأجنة.
أرجو أن تطمئنوني بأسرع وقت فأنا خائفة جدا.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ورد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يختفي سكر الحمل في الغالب بعد الولادة، وقليلا ما يستمر نوع السكر الثاني T2DM، والعلاج يكون:
- بالغذاء الصحي.
- والحمية الغذائية.
- والرياضة.
- ونادرا ما يحتاج إلى الأنسولين لتنظيمه.
وجرعة الأنسولين -في حالة الاحتياج إلى ذلك- هي: 0.8 U/kg أي تقريبا 50 وحدة أنسولين، تقسم على جرعتين بمعرفة الطبيب المعالج، ولكن عموما مع تنظيم الأكل والحركة، فإن معظم السيدات الحوامل مع سكر الحمل لا يحتجن إلى الأنسولين، والحمية ليس معناها الجوع، بل هناك البروتين الحيواني والنباتي، والأجبان، والخضروات والفواكه، فقط يجب تجنب الحلويات، والسكريات والإقلال من المكرونات، والأرز والمخبوزات.
والأنيميا المنجلية هي: من الأمراض الوراثية ويتم توارثها بصفة متنحية أي: (يكون كل من الوالدين حاملا للجين المسبب للمرض)، وحامل الجين الوراثي يبدو طبيعي المظهر ولا يعاني من أي أمراض، ولكن عندما تكون المرأة مصابة بهذا المرض فهي تعاني من نوبات فقر دم حادة؛ نتيجة تكسر كريات الدم الحمراء، كما تعاني هؤلاء المريضات من التهاب متكرر في المجاري البولية والكليتين، وقد يحتاج الأمر إلى نقل الدم عدة مرات، والمسكنات للألم عند حدوث التكسر في الدم.
أما بالنسبة للحمل، فمن المهم متابعة نسبة الهيموجلوبين، وعدم حدوث فقر الدم، ومعالجة أي التهاب في الرئة، أو المثانة البولية بشكل كاف، وتجنب الجفاف عن طريق شرب المزيد من السوائل؛ حتى لا تحدث نوبات التكسر.
أما بالنسبة للجنين: فغالبا ما تكون هناك فرصة الولادة المبكرة، أو صغر حجم الجنين نتيجة فقر الدم، كما يمكن أن يكون الجنين حاملا لهذا المرض، أو متأثرا به، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بعد الولادة.
كما يجب الحذر من تزاوج الأقارب في مثل هذه الحالات الحاملة للمرض، والفحص عند الطبيبة المتابعة لنمو الجنين، وربما لأخذ عيـنة من السائل حوله فلا بأس من ذلك، وطالما الحمل الآن في الأسبوع الثالث والثلاثين وأكثر، فالولادة على الأبواب، وطالما حركة الجنين ونموه طبيعية من خلال متابعة السونار، فلا تقلقي - إن شاء الله -.
ومن خلال المتابعة أعتقد أن اتخاذ قرار العملية القيصرية يجب أن يكون في الحسبان، حتى لا تحدث مفاجآت غير مرغوبة، والأجسام المضادة يقوم جهاز المناعة بتكوينها ضد الجراثيم، فيما يشبه المناعة فلا خوف منها - إن شاء الله -.
حفظكم الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.