أصبت بفقدان تركيز فلا أحفظ معلومة ويكاد يدمر دراستي وحياتي

0 299

السؤال

السلام عليكم.

عمري 16 عاما، كلي رجاء أن تساعدوني لأني على حالتي هذه منذ سنتين، أجريت عمليه انحناء العمود الفقري وكنت قبلها من الأوائل على مستوى دولتي، وكنت مطمئنة دينيا وعلاقتي مع والدي حسنة؛ بالرغم من أني لست اجتماعية على الإطلاق، ولا أميل للتحدث كثيرا.

وبعد أن عدت للوطن من العملية قبل انتهاء العطلة الصيفية بأيام، وباشرت الدراسة من أول يوم، وكنت متفائلة أن العملية نجحت وأني سأصبح بخير، انقلبت الأمور رأسا على عقب، من الناحية الدراسية لم أعد أركز أبدا في الفصل، وعندما أعود للبيت وأرغب في المذاكرة لا أستطيع إكمال صفحة خلال 3 ساعات، حاولت وحاولت ثم أخذت فسحة لأرتاح نفسيا، وعدت وحاولت ولكن لا أعلم ما الخطب، لا أستطيع الفهم ولا الحفظ.

أخبرت نفسي أني أتوهم وأنها فترة وستزول، وبالرغم من محاولاتي فشلت، أحبطت لدرجة لا يعلمها إلا الله وكرهت المدرسة حتى أني تركتها قبل شهرين من انتهائها والمدير جعلني في المرتبة 12 في الفصل، وأنا التي كنت التاسعة على مستوى الدولة. بالمختصر الصف الأول والثاني الثانوي لم أخرج منهما ولو بمعلومة، لا أتذكر أي شيء، ولدي 3 أشهر وتبدأ السنة الأخيرة، والله يعلم كم أنا قلقة، فقد كنت أحب العلم وأفعل أي شيء لأتعلم، فعندما فقدت أعز شيء تدهورت حياتي.

والدي أخذني لشيخ ظنا أنه مرض روحي، لكن قال ليس بي شيء مجرد أنه لاحظ شرودا ذهنيا، والمشكلة الأخرى لم أعد أطمئن وأخشع في الصلاة، وأصبحت عصبية حتى على والدي. طوال اليوم ولمدة سنتين وأنا أفكر في حالتي ومستقبلي المجهول، أذهب لشراء كتب وأرغم نفسي على قراءتها وأنهيها ولا أخرج بحرف واحد، أحاول التذكر وكتابة رؤوس الأقلام على ورقة ولكن لا فائدة. أين مستقبلي وحلمي أن أكون جراحة؟

وسأخبرك عن أعراض أخرى تصيبني من شهرين تقريبا، بعد المغرب حتى صلاة الفجر أشعر بضيق فجأة وضيق تنفس بلا أسباب مرضية، لأني عملت تحاليل والنتائج سليمة، وأشعر بخوف وتزداد دقات قلبي وأحيانا أصاب بخمول وفتور وإنهاك، وبطئ دقات القلب ودوخة، وألم بوسط الصدر وتنمل يدي ورجلي اليسرى، وأيضا التحاليل سليمة، وشعوري كأني سأموت!

عذرا للإطالة والاسترسال الذي يبدو كثرثرة، لكن حقا أرجو نصحكم فأنا أشعر كأني أنتهي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ rahiq حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

الفقرة الأخيرة في رسالتك هذه تشير وبوضوح شديد أنك تعانين من قلق المخاوف الاكتئابي، حالة الخوف والضيق وتسارع ضربات القلب، والشعور بالخمول والتنميل في اليد والرجل اليسرى، هذه كلها أعراض قلقية واضحة ومصحوبة بخوف، وهذا أدى إلى شعور اكتئابي ثانوي مما أحبطك وجعل إقدامك على الدراسة ودرجة تركيزك واستيعابك ضعيفة، فالأمر إذا واضح جدا، وعلاجه -إن شاء الله تعالى- متوفر.

اذهبي إلى الطبيب النفسي مباشرة ليصف لك أحد الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق التوتري، أمرك لا يسمح لك أن نصف لك دواء مباشرة، لكن الذهاب إلى الطبيب -إن شاء الله تعالى- سيمثل المحور الأساسي الذي يفرج كل ما بك من كرب وخوف، وعدم طمأنينة وضعف في التركيز.

بعد أن تتناولي العلاج الدوائي أعتقد أن التحسن سوف يبدأ بعد أسبوعين، وكوني حريص لإتباع إرشادات الطبيب، هذا من الناحية. من ناحية أخرى يجب أن تنظمي وقتك، فتنظيمه واستشعار أهمية العلم هي من الأمور التي تجعل الطالب يكون أكثر حرصا على أدائه الدراسي، وعليك بالنوم المبكر هذا مهم جدا لتستيقظي مبكرا، لأن فترة الصباح هي أفضل فترة للاستيعاب الأكاديمي، يكون الإنسان فيها مرتاح البال وخلايا الدماغ تكون في حالة سكون وهدوء بعد أن تم ترميمها خلال النوم، ومن يدرس ساعة إلى ساعتين بعد صلاة الفجر خير له من أن يدرس أربع إلى خمس ساعات في بقية اليوم أو أثناء النهار، هذا مثبت وهذا مؤكد.

ضعي خارطة واضحة جدا لتقسيم وقتك، تقسيم الوقت يعني أن تأخذي قسطا من الراحة، أن تتواصلي مع ذويك ومع صديقاتك، أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، وأن تخصصي وقتا للدراسة، الأمر واضح وبسيط جدا، أنت أيضا محتاجة لأن تقابلي مختصا أكاديميا في مدرستك، لا بد أن يكون هناك موجها أكاديميا يستطيع أن يتدارس معك نقاط الضعف والقوة التي فيك، ومن ثم يعطيك التوجيه اللازم، هذه الطريقة الصحيحة للتعامل مع حالتك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات