عدم القدرة على التعبير بالكلام وتحقير ذاتي سبّبَا مكوثي في البيت

0 381

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة صعبة ضيقت بي الحال، وسببت مكوثي في البيت لسنوات كثيرة، وهى عدم معرفة كيفية التحدث بشكل لبق، بمعنى أني لا أعرف أن أتكلم، أشعر أن لدي دائما نسيان للكلام بحيث أني لا أستطيع تكوين جملة، ولا أعرف أن أعبر عن نفسي، مما يعرضني إلى أذى الناس واضطهادهم والسخرية والنصب وما إلى ذلك، ولا أعرف أن آخذ حقي بالكلام، مما جعلني لا أستطيع العمل والتعامل مع الناس، مع أني في أشد الحاجة إلى العمل.

أعاني من اكتئاب مزمن، لأن الأشياء التي تحزنني حقيقة وليست وهما، ولا أعرف أن أغير حالي، لأن كل شيء نصيب، مع أني أحاول أن أسعى في هذ الحياة، ولكن ألاقي من ينتصر علي في حزني، وأنا من صفاتي أني سريعة التأثر والحزن، وحين التحدث أفكر دائما في الكلام ومخارج الحروف، ونبرات صوتي التي أحيانا تبدو كالرجال من حزني الشديد، ولكن حينها أتكلم عن أشياء كثيرة عن نفسي، وأشعر بالندم لأنني أقول كلاما مهينا لذاتي، ومع ذلك أتكلم ولا أكف عن إهانة ذاتي.

أتمنى أن تصفوا لي علاجا يجعلني رزينة، ويزيل توتري وخوفي الدائم، والتفكير المحبط الذي حطم ووقف حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل يظهر لي أنك حساسة من الناحية الاجتماعية، كما أن لديك يقظة نفسية مرتفعة تجعلك تراقبين أداءك -خاصة- طريقة كلامك، مما ينعكس سلبيا على نفسك، ويأتيك شعور بضعف تقييم الذات وأن أداءك ضعيف وأنك محط سخرية الآخرين، هذا كله - أيتها الفاضلة الكريمة - ناتج من المخاوف، لأن الخوف يؤدي إلى الخوف من الفشل، والخوف من الفشل مشكلة كبيرة. صححي مفاهيمك عن نفسك هذا مهم جدا، لا تقبلي هذه الأفكار، أنت لست بأقل من الآخرين، هذه نقطة البداية التي يجب أن ترتكزي عليها.

بعد ذلك لا بد أن تدخلي في برامج تنشيطية من الناحية الاجتماعية، أقصد بذلك البرامج التي تتيح لك فرصة التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، مثلا اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن سوف تتفاعلين تفاعلا إيجابيا وعظيما مع الدارسات الأخريات، لا يوجد أي ضغط نفسي في مثل هذا المحيط، وستجدين من هن مفوهات في اللغة ولديهن قدرة على التعبير الرزين والجميل، وستحفظين شيئا من القرآن، وتوسعين من مداركك، هذه الطريقة ممتازة ويجب أن تعيريها اهتماما.

الأمر الآخر: أكثري من الاطلاع، أكثري من القراءة، شاهدي القنوات التليفزيونية الجيدة، حاولي أن تقلدي وتحاكي من يلقون المحاضرات ويتحدثون في الندوات، هذا أيضا مصدر من مصادر المعرفة الممتازة جدا. أحسني إدارة وقتك، فهي تعطي الإنسان القدرة الكبيرة على تنظيم نفسه، وإظهار إبداعاته ومهاراته، صلي رحمك، كوني باره بوالديك، والأنشطة في داخل المنزل يجب أن تكون معتبرة، وأن يكون لك وجود حقيقي، وأن تكوني نافعة لنفسك ولغيرك، هذه الخطوط العلاجية المعروفة لمثل حالتك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فأتفق معك أنك في حاجك إلى علاج دوائي، وأعتقد أن عقار لاسترال والذي يعرف باسم مودابكس هذا هو اسمه التجاري في مصر، ويسمى علميا سيرترالين، سيكون من الأدوية الرائعة جدا في حالتك.

إن أردت أن تذهبي وتستشيري طبيبا فهذا أمر جيد وأفضل، وأن أردت أن تتناولي السيرترالين مباشرة دون الذهاب إلى الطبيب، فالجرعة هي أن تبدئي بنصف حبة، أي 25 مليجرام يتم تناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة استمري عليها لمدة شهر، ثم اجعلي الجرعة حبتين، أي 100 مليجرام واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء. هو دواء سليم وفاعل وغير إدماني.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات