عندما أتحدث مع أي شخص يحمر وجهي!

0 472

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي ترافقني منذ الصغر، وهي أنني عند التحدث مع أي شخص يحمر وجهي بأكمله، أو حتى عند أي انفعال، أو حتى عندما أسعل يحمر وجهي بسرعة كبيرة، يظن الجميع -بما فيهم أنا- أن هذه هي صفة الخجل، لكنها زائدة عن الحد الطبيعي، مع العلم أنني أحب أن أجتمع مع الناس، لكن هذه الصفة جعلت مني أتجنب التعامل مع كل الناس، لأنني لا أجد في عيونهم سوى نظرة الاستغراب أو السخرية التي تعدت نظرة العيون.

الآن كبرت وأنهيت تعليمي، وعملت، وطبيعة عملي تعاملت فيها مع الكبير والصغير، رجالا ونساء، ولم أتخلص من المشكلة، حتى أنني اكتشفت فعلا سبب مشكلتي، وهو عدم مقدرتي على التنفس أثناء الكلام، فلاحظت على نفسي أنني أحبس النفس فترة طويلة، لأنهي كلامي، وحتى عندما أتلو القرآن لا أتنفس إلا بين الآيات مهما كانت الآية طويلة، سؤالي لكم: كيف أتخلص من هذه المشكلة؟

أنا الآن حامل في الشهر السادس، وأخاف على جنيني من قلة تنفسي بشكل صحيح، خصوصا أن المشكلة ازدادت سوءا مع الحمل، لصعوبة التنفس التي أشعر بها من الحمل، فكيف أتأكد أن جنيني يأخذ كفايته من الأوكسجين؟ كل الشكر لكم على مجهودكم الطيب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ areej حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما تعانين منه ليس خجلا ولكنه حالة مرضية تسمى: الرهاب الاجتماعي أو social fobia، وهي حالة طبية مرضية تحدث في ما يقارب واحد من كل عشرة أشخاص، ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس ونظراتهم.

هذا الخوف أكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل أو التوتر الذي يحدث عادة في التجمعات، بل إن الذين يعانون من الرهاب -الخوف الاجتماعي- قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا أي مناسبة اجتماعية تضعهم تحت عيون ومراقبة الناس، وتبدأ عادة حالة الرهاب (الخوف) الاجتماعي أثناء فترة المراهقة، وإذا لم تعالج فقد تستمر طوال الحياة، وقد تجر إلى حالات أخرى كالاكتئاب والخوف من الأماكن العامة والواسعة.

من أعراض تلك الحالة: احمرار الوجه، رعشة في اليدين، الغثيان، التعرق الشديد، والحاجة المفاجئة للذهاب للحمام، وفي بعض الحالات مجرد التفكير في تلك المناسبات يحدث القلق والخوف، والمحاولة الجاهدة لمنع حدوث الأعراض قد تدفع المريض إلى تجنب هذه المناسبات بصورة نهائية، مما يؤثر على الحياة الاجتماعية أيضا.

العلاج من خلال زيارة طبيب استشاري نفسي، للعلاج الدوائي والعلاج السلوكي أو المعرفي، ونطمئنك أن الآلاف ممن يعانون من الرهاب (الخوف) الاجتماعي قد تحسنوا على هذا العلاج، ويجب أن نتقبل الحالة ونعترف أن لدينا مشكلة طبية، لأن الرهاب (الخوف) الاجتماعي ليس نوعا سيئا من الخجل، ولكنه حالة مرضية ويجب أن نتعامل معها بجدية، وتفهمك لحالتك ومعرفة أصلها يجعلك أكثر تقبلا لها ويساعد في الحل -إن شاء الله-.

لا مجال للوم النفس، لأنها حالة مرضية ليس لك دخل فيها، ولا يوجد تقصير منك في شيء، ويجب أن تتشجعي بالتدريج، ومن خلال جلسات العلاج التحليلي والدوائي سوف تتخلصين من تلك الحالة، ولا خوف على الجنين -إن شاء الله-، والمهم متابعة الحمل بالسونار والتغذية الجيدة، وعمل تمارين التنفس العميق مثل التنهيدة عشرات المرات يوميا، للحصول على قدر كاف من الأوكسجين، وبإمكانك قراءة موضوعات خطابية أو مراسلات الرؤساء أو المدراء مثلا أمام المرآة ثم أمام إحدى صديقاتك المقربات، وبإمكانك أن تؤمي الوالدة وأخواتك في البيت في الصلاة، وكل ذلك يساعد على التخلص من تلك الحالة -إن شاء الله-

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات