السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي بالدورة الشهرية، علما بأن عمري 16 سنة، والمشكلة النزيف الذي يحدث معي بأول ثلاثة أيام، في البداية ما كنت أعرف أنه نزيف، كنت أحسب أن كل البنات مثلي، استمرت حالتي من أول مرة نزلت فيها الدورة قبل سنتين، لا أقدر أن أطلع لأي مكان، ولا أقدر أن أنام ولا أقدر أن أداوم إذا كانت علي، محرجة من الكل، من صديقاتي وإخواني وأخوالي، إذا كانت علي وكنت جالسة عندهم وقمت تكون قد لوثت ملابسي وبان الدم، شيء محرج، سببت لي أزمة نفسية. بعدها أجريت تحليلا شاملا وكل شيء كان جيدا، من الهرمونات إلى الغدد، لكن عندي فقر دم جدا حاد، وكان السبب من الدورة الشهرية، وأعطوني دما قبل ثلاثة شهور. والمشكلة إلى الآن معي، والدورة تستمر 8 أيام.
أريد حلا يوقف النزيف ويقلل من أيامها.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نجود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدورة في بداية البلوغ لا يوجد بها تبويض، وبالتالي فالمسؤول عن الدورة هرمون واحد هو هرمون أستروجين، فتأتي كيفما شاءت بدون مواعيد منتظمة، وبعد مرور ثلاث سنوات تقريبا وعند بدء التبويض من المبايض، يقوم جراب البويضة الذي خرجت منه البويضة بإفراز نوعين من الهرمونات وهي هرمون أستروجين، وهو مسؤول عن بداية بناء بطانة الرحم، وهرمون بروجيستيرون الذي ترتفع نسبته بعد التبويض، وهو مسؤول عن إكمال بناء بطانة الرحم، ثم مع موت جراب البويضة لعدم تخصيبها في الفتيات غير المتزوجات تقل نسبة الهرمونات في الدم، فتبدأ بطانة الرحم في النزول بصفة دورية منتظمة، وهذا الذي يعرف بالدورة الشهرية.
ولكن استمرار الدورة بهذه الكيفية أمر غير طبيعي ويسمى غزارة الدورة أو (polymenorrhagia)، وهي نزول الدورة الشهرية بغزارة ودم متجلط أكثر من المعتاد، بسبب ذلك الخلل الهرموني الذي يؤدي إلى زيادة سماكة بطانة الرحم على حساب النمو الطبيعي للبطانة، وإلى النزيف المتكرر وزيادة عدد أيام الدورة الشهرية.
ومن بين الأسباب التي تؤدي إلى غزارة الطمث وجود ما يعرف بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS)، كذلك فإن زيادة نشاط الغدة الدرقية أو الكسل في نشاطها يؤدي إلى تلك الأعراض، ولذلك يجب فحص صورة دم CBC، وفحص هرمونات الغدة الدرقية TSH- FreeT4، وأخذ العلاج المناسب حسب التحليل، وعمل سونار على الرحم والمبايض.
ولتنظيم الدورة وللتخلص من الألم في ذات الوقت؛ يمكنك تناول حبوب الهرمونات Cyclo-Progynova، أو حبوب ياسمين ذات الهرمونين، تحتوي على هرمونات لتنظيم الدورة ولإعادة بناء بطانة الرحم لمدة 3 شهور. وبعد ذلك يمكن تناول حبوب دوفاستون التي تحتوي على هرمون بروجيستيرون صناعيا Duphaston 10mg، وتؤخذ قرصا واحدا مرتان يوميا من يوم 16 من بداية الدورة وحتى يوم 26 من بدايتها، ثم تتوقفين عنه حتى تعطي الفرصة للدورة بالنزول، ويتكرر ذلك لمدة 3 شهور أخرى، وفي حالة نزول الدورة الشهرية بغزارة مثل الفترة السابقة يمكن أخذ أقراص بروفين 600 مج بداية من اليوم الرابع للدورة، وحتى يرتفع الدم -إن شاء الله-، وبالتالي سوف تنتظم دورتك الشهرية، ولا داعي للقلق أو الخوف.
وما يحدث للفتيات من آلام في الدورة الشهرية هي حالة مرضية تسمى Dysmenorrea، نتيجة لزيادة هرمون يسمى بروستاجلاندن في بطانة الرحم، مما يساعد على حدوث التقلصات، وعلاج ذلك بروفين -كما قلنا- وحبوب تنظيم الدورة، وعمل كمادات ساخنة أسفل السرة، وعدم تناول الشاي والقهوة والمياه الغازية وقت اشتداد وغزارة الدورة، وأخذ فيتامينات وحديد لتقوية الدم، وهناك الكثير من الكبسولات التي تحتوي على تلك الفيتامينات منها Materna، ونوع آخر يسمى meniravit وغير ذلك كثير. ويجب أخذ حقنة فيتامين (د) 600000 وحدة دولية في العضل، لأنها ضرورية لتقوية العظام وترسب الكالسيوم فيها، وفي حالة عدم توفرها أو عدم الرغبة في ذلك يمكن أخذ كبسولات فيتامين (د) 50000 وحدة دولية، كل أسبوع كبسولة واحدة لمدة 4 شهور، مع التعود على شرب الحليب كلما أمكن ذلك، مع التغذية الجيدة، ولا قلق -إن شاء الله-.
حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقك لما فيه الخير.