أعاني من مشكلة الحديث مع النفس كما لو أن هناك شخصا أمامي.

1 523

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة: أنا أتحدث مع نفسي كثيرا حتى تجاوزت الحد, أطرح الأسئلة على نفسي وأجيب عليها, أحكي حادثة وقعت لي كما لو كان أحد أمامي, وأحيانا أتذكر محادثة مع صديقاتي ثم أبدأ أتكلم كما لو أعيدت تلك المحادثة.

أعبر كذلك عن مشاعري بالنظر إلى الأمام كما لو أن هناك شخصا وهميا، أتكلم كثيرا حتى يكاد رأسي ينفجر، وأحس بالتعب، حتى عندما أدرس أركز لبضع دقائق ثم أبدأ بالكلام, أجيب عن سؤال طرح في نفسي، أو أحكي قصة حتى أتعب ثم أذهب لأنام.

بسبب هذا صرت أكره الدراسة وحدي؛ لأنني أتكلم مع نفسي إن كنت وحدي فقط، أنا وحدي في غرفتي مع والدي، إخوتي يعملون في مكان آخر.

أريد حقا أن أتخلص من هذه العادة، إنها متعبة جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kaoutar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

حديث النفس شائع جدا بين الناس، خاصة في مرحلة البلوغ وما بعد البلوغ، وسن الشباب الأولى، وحديث النفس هو تعبير عن احتقانات داخلية، وفي بعض الأحيان يكون ذا طابع وسواسي، وفي بعض الأحيان يكون نوعا من أحلام اليقظة؛ أي أنه غير مزعج أبدا لصاحبه، بل على العكس تماما تجد هنالك راحة، تجد هنالك شعورا بلحظات سعادة حين يسترسل الإنسان في هذه الأفكار.

هنالك عدة أسباب لهذا النوع من التفسير النمطي المتكرر ذي الطابع الوسواسي.

أيتها الفاضلة الكريمة: قطعا لا تجلسي وحدك كثيرا حين تبدأ عندك هذه الأفكار الاسترسالية المتواصلة، قومي فجأة بالتحرك من مكانك، أو غيري وضعيتك؛ إن كنت واقفة فاجلسي، أو كنت جالسة فقومي، أو مثلا قومي بالضرب على يديك مع بعضهما البعض، المهم هو أن تصرفي انتباهك عن هذا النوع من التفكير، وتجنبي الجلوس لوحدك كثيرا.

واجعلي لنفسك برنامجا يوميا لإدارة الوقت، حتمي على نفسك أنك سوف تقومين بفعل كذا وكذا الساعة كذا، هذا التدقيق والالتزام بالجدول الزمني يجعلك تؤدين الكثير من الأشياء دون أن تضيعي وقتك في هذا النوع من التفكير.

النوم المبكر أيضا مهم جدا لتستيقظي مبكرا، وتدرسي دراستك، وتذاكري ما هو مطلوب منك، وتذهبي إلى الدراسة، هذا إن شاء الله تعالى يؤدي إلى نوع من الراحة والقبول لفكرة الدراسة، واستشعار أهمية العلم.

ممارسة أي رياضة تناسب الإنسان أيضا جيدة، وهنالك تمارين تسمى تمارين الاسترخاء فاعلة ومهمة وجيدة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (2136015) أرجو الرجوع إلى هذه الاستشارة والإلمام بتفاصيل هذه التمارين وتطبيقها.

العلاج الدوائي: الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي دائما تفيد في هذه الحالات، أنت لم تذكري عمرك؛ لذا قد يصعب علينا أن نصف لك دواء، لكن إذا لم تستفد حالتك مما ذكرناه من إرشاد؛ أرجو أن تذهب وتقابل الطبيب، الطبيب النفسي، أو طبيب الرعاية الصحية الأولية، وكلاهما يمكن أن يكتب لك دواء مضادا للقلق يخفف من هذه الحالة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات