شعور الأمومة والحياة الزوجية يداعب خيالي، وأصبحت حزينة بسببه، فما نصيحتكم؟

0 401

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 33 سنة، ملتزمة ومحترمة وجميلة -بفضل الله-، نشأت في بيت ملتزم يسوده الحب والحنان -ولله الحمد-، وعشت ظروفا اقتصادية صعبة جدا؛ لذلك لم أتمكن من إنهاء دراستي الجامعية حتى بلغت 28 عاما من العمر، كل سنوات دراستي سميتها جهادا وكفاحا للتغلب على كل الصعوبات، وأنا فخورة بعزيمتي وإصراري، وبعد انتهاء دراستي اشتغلت، وأثبت نفسي بجدارة والكل يفخر بي، وكما تعلمون الحياة العملية منفتحة أكثر بكثير.

المهم في هذا الوقت كأنني تفرغت لوحدتي، وبدأت أشعر بحاجتي الملحة لطفل أضمه في حضني، حتى تعبت نفسيا، ودائما كنت أحاول أن أشغل وقتي بما هو مفيد حتى لا أستسلم للتفكير.

في الفترة السابقة من العمر لم يكن موضوع الزواج يشغل بالي كثيرا، فقط أنتظر ما قسمه الله لي.

ولكن في الفترة الأخيرة بدأت مشاعري تنازعني الحياة، وتحاول أن تشاطرني كل لحظة في حياتي، ودائما أحاول وأجاهد نفسي بكل ما أوتيت من قوة وإيمان وصبر، أصلي وأدعو الله وأقرأ القرآن وأستغفر، لكنني وبكل خجل وأسف أحيانا أستسلم لنفسي عندما أخلد للنوم لأتخلص من التوتر، أشعر بكبت رهيب يعتلي صدري، والدموع تنهمر بكل سهولة بعد قوة، أنا بحاجة لمن يؤنس وحدتي ويدخل حياتي معززا مكرما وأدخل حياته كذلك.

ماذا أفعل لأرتاح؟ فقد تعبت تعبت تعبت تعبت، ومن حقي أن أرتاح قليلا، انصحوني، ادعموني، ادعوا لي فقد أعيتني الحياة، وأشعر بأنني تائهة، ولا أعلم أين سأصل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا و(الفضفضة) إلينا من خلال هذا الموقع.
أولا: أحمد الله إليك على ما آتاك من الخلق والتصميم والجهاد الذي ناضلتيه رغم كل التحديات والصعوبات، حماك الله ورعاك.

إن كل ما ذكرت في سؤالك ليعبر عن مرحلة طبيعية وصلت إليها من خلال نضجك ونموك البيولوجي والنفسي والاجتماعي، فأنت في هذه المرحلة العمرية حيث ينضج الجسم، وتتلهف النفس للارتباط الطبيعي بالزوج، وما هذا إلا مرحلة طبيعية لنمو المجتمع الإنساني.

لم أعرف من سؤالك ما الذي يؤخر الزواج إن كانت هذه هي أمنيتك، هل هي مجرد عدم تقدم الخطيب، أو أنك لم تتعرفي بعد على الخطيب المناسب؟ أو أن هناك أمورا أخرى لم تذكريها في السؤال؟

وإذا كان مجرد عدم تقدم الخطيب، فطالما أنك تعملين الآن، فإن هذا سيتيح لك التعرف على الناس، وهم بدورهم سيتعرفون عليك، وبالتالي ربما هي فقط قضية وقت، وتحظين -بعون الله- بالخطيب المناسب، والذي يمكنك معه أن تؤسسا الأسرة التي تتمنيان، وترزقان بالأطفال ليدخلوا البهجة والسرور إلى الأسرة، ويدخلوا أيضا العمل والتعب والسهر، وهذا كله ممتع، وهو نوع آخر من الجهاد.

وحتى ذلك الحين، أرجو أن تتحلي بما تعرفين من الصبر والثقة بالله -تعالى- أنه يريد لك أمر خير وفلاح، وإن لم تظهر بوادره بعد.

وفقك الله، ويسر لك الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات