أنا وحيد وممل، وأشعر بأن الجميع يكرهونني، فماذا أفعل؟

0 231

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب عمري 21 سنة، أعاني منذ 4 سنين من ألم في الصدر وخلف الظهر، مع الإحساس بشيء في المريء عند التنفس.

علما أنني غير مدخن، ولا أسعل، وأستطيع ممارسة الرياضة بدون مشاكل قلبية، حالتي هذه مرتبطة بالجانب النفسي؛ فعندما أكون مكتئبا يزيد الألم.

وعندي رعشة بسيطة في يدي، وأعاني من تساقط شعر رهيب، عملت فحوصات للغدة وكانت سليمة، فزادت حالتي سوءا.

لكن لم أعرف أسوأ من اليوم، اليوم أنا طالب جامعي دائما وحيد، ليس عندي أصدقاء؛ فأنا ممل جدا، وغير مرح، أراقب نفسي كثيرا، عندما أتكلم أتلعثم في الكلام، ودائما أفكر بالكلام الذي أتكلمه، عندي ألم وعذاب داخل نفسي، كرهني الجميع العائلة والأصدقاء.

ليس لي قيمة بتاتا، حتى الأساتذة في الجامعة يكرهونني، ولا ينظرون إلي أبدا، أخاف من أن الناس يراقبونني عند فعل أي شيء، بالرغم من أنني حاولت تغيير نفسي إلا أنني لم أستطع، كرهت حياتي، ومللت من الوحدة.

أريد التغيير لكن لم أستطع، فماذا أفعل?

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك بسيطة جدا إن شاء الله تعالى.

القلق النفسي - والذي هو في الأصل توتر – ينتج عنه توتر عضلي، يصيب أماكن معينة في الجسم، وأكثر الأماكن التي تكون عرضة للتوتر العضلي - الناتج من التوتر النفسي – هي عضلة فروة الرأس، عضلات الصدر، عضلات القولون، وعضلات أسفل الظهر، لذا تجد معظم الذين يشتكون من القلق النفسي تجد عندهم هذه الآلام، وهذا ينطبق عليك تماما.

أنت - الحمد لله تعالى – تستطيع أن تمارس الرياضة، وهذا أمر جيد، بل الرياضة تعتبر علاجا أساسيا من علاجاتك، فأرجو أن تواصل الرياضة بانتظام.

وأريدك أيضا أن تقوم بالتدريب على تمارين الاسترخاء - هذه مهمة جدا - وموقعنا لديه استشارة تحت الرقم: (2136015)، موضح بها كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو أن تطبقها بتفاصيلها، وإن شاء الله تعالى ممارسة الرياضة بانتظام بجانب تطبيق تمارين الاسترخاء سوف يشكل ركيزة أساسية وجوهرية لعلاج حالتك.

وحتى ندعم عملية الشفاء - إن شاء الله تعالى – أريدك أن تتناول دواء آخر يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل) ويسمى علميا باسم (سلبرايد)، هذا الدواء مفيد جدا في مثل هذه الآلام التوترية، كما أنه يساعدك كثيرا في أن تكون أحسن ظنا بالناس، ويتلاشى شعورك بأنك مكروه من قبل الآخرين.

جرعة الدوجماتيل هي كبسولة واحدة ليلا لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة صباحا لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله. الدواء سليم وفاعل جدا.

هذه التطبيقات إذا قمت بها سوف تستفيد كثيرا، بجانب ذلك اسع دائما أن تغير فكرك، أن تحسن ظنك بالناس، وهذا أمر شرعي أمرنا الله به في قوله: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم}، وأن تتواصل اجتماعيا، وأن تحرص على صلاة الجماعة، وتلاوة القرآن، وأن تصل رحمك، وأن يكون لك مخططا حياتيا واضحا، تسعى من خلاله لتحقيق أهدافك وآمالك.

ومن الضروري -أخي- أن تعبر عما بداخلك، لا تكتم، لا تحتقن؛ لأن الكتمان الداخلي يؤدي إلى توترات نفسية تؤدي أيضا إلى توترات عضلية مما يسبب الآلام الجسدية مثل النوع الذي تعاني منه، فالتعبير والتنفيس عن النفس مهم جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات