السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أني تعرفت على شاب في مجال عملي، وبدا لي أنه طيب ومؤدب، وأنا فتاة محافظة ومتفوقة، في البداية قلت أنه يتقرب مني من أجل أن أساعده في العمل والدراسة، ولكن مع مرور الأيام زاد اهتمامه بي وكان يقوم بتصرفات جعلتني وجعلت كل من حولي يشعر بأنه يحبني حتى أقربائه، وكان يقول أنه تعود علي لدرجة أنه لا يستطيع أن يتخيل الحياة بدوني، وأني إنسانة خاصة وعندما سألته عن علاقته بإحدى زميلاتنا قال أنها مثل أخته، ولكني شيء مختلف وغيرها من الأشياء، لكن الغريب في الأمر لأنه لم يعترف لي بحبه، ربما يخاف أن أرفضه لأنه دائما كان يشعر بأني أفضل منه، وقال أنه يخاف من أن يتقدم لفتاة خوفا من الرفض أو أنه بسبب طبيعة عملنا المتعب يخاف أني لن أكون ربة بيت ناجحة، خاصة أني طموحة جدا.
وعندما بدأنا التخطيط لإكمال دراستنا خارج بلدنا، أخبرني أنه يريد أن يذهب معي لذات البلد، لأنه تعود علي وأننا سنذهب لذات البلد شئت أم أبيت، هنا قررت أن أفهم منه لأني لا أستطيع أن أحدد اختياراتي على حسب اختياراته، خاصة أنها يمكن أن لا تناسبني فقط لأنه صديقي، فقلت له: لماذا تريد أن نذهب إلى ذات البلد؟ قال: أريد أن أذهب مع شخص ناجح. فصدمت فطلبت منه أن يوضح لي إذا كان من أجل مصلحته، فقال إنه لم يصاحبني قط من أجل تفوقي، فسألته من أنا بالنسبة له؟ قال: أنت أعز إنسانة عندي في مجال العمل، وأنت الوحيدة وأنت أكثر من أختي. فصدمت، هل من المعقول أني كنت أتخيل الحب أم أنه شخص سيء حاول استغلالي واللعب بمشاعري؟ أريد أن أفهم.
وعندما ابتعدت عنه حاولت إحدى صديقاتي التقرب منه، على العلم أنها تفعل ذات الشيء مع صديقتي الأخرى وتحاول التقرب من خطيبها، كيف يجب أن أتصرف معها؟
وشكرا جزيلا لكم، وبارك الله فيكم، وسدد خطاكم وأعانكم على فعل الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- أيتها المتميزة المتفوقة في عملها الحصيفة الرزان، وندعوك إلى البعد عن هذا الشاب وعن سائر الشباب، والإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، ولا تبالي بمن تحاول أن تتقرب إلى الرجال أو تقدم التنازلات، فإنها تحفر قبرها بظفرها وتخالف شريعة ربها، وكوني على ما أنت عليه من التماسك والاستمرار على الأخلاق والثبات على القيم، وهذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
وإذا شعرت أن رجلا يميل إليك، فلتكن البداية أن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب، لأن الإسلام لا يرضى بعلاقة إلا بعلاقة معلنة تبدأ بطريقة صحيحة، وهذا اختبار لصدق أي شاب أن يتقدم ويأتي بأهله ويطلب يد الفتاة رسميا، ثم بعد ذلك تصبح مخطوبة له إذا حصل الوفاق والاتفاق والتوافق والميل، والأرواح عندها -كما هو معروف- الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، فإذا حصل هذا وأصبحت خطيبة له، فعند ذلك ينبغي أن يدرك أن من حقهما أن يتعارفا ويسألا، ولكن أيضا بقواعد الشرع، فالخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.
ولذلك نتمنى أن تكون هذه الأمور بالنسبة لك واضحة، وكوني حازمة وحاسمة في التعامل مع مثل هذه النماذج، وهذا فيه المصلحة لأن الرجل يجري من المرأة التي تجري ورائه وتقدم له التنازلات، لكنه يلهث وراء المرأة التي تلوذ بعد إيمانها بحيائها وحجابها، والرجل إذا أخذ المرأة بسهولة أرجعها وأطلقها بسهولة، ولكن إذا وجد أن وراءها رجالا كراما فإنه لا يستطيع الوصول إليها إلا إذا قابل أهلها، وإلا إذا جاء بالطريق الذي يرضي الله؛ عند ذلك تزداد قيمة الفتاة عند هذا الشاب، وقبل ذلك عند الله ،ثم تزداد ثقة أهلها فيها لأنها قدمتهم وأشركتهم في الأمر، والرجال أعرف بالرجال فلا تخوضي هذه التجربة بهذه السهولة.
وحاولي أن تتعاملي تعاملا متوازنا، وكما قلنا إذا شعرت أن شابا يميل إليك أو أبدى رغبة فلا تطيلي معه الكلام، ولكن دليه على عمك وعلى خالك وعلى الوالد والإخوان والأسرة، وعليه عند ذلك أن يطرق الباب بطريقة رسمية، أما غير هذا ما ينبغي أن يقبل، ولا تحاولي أن تجري خلف أمثال هؤلاء فإن في الشباب ذئابا، وهناك من يلعب بعواطف الفتيات.
ونسأل الله أن يحفظك وأن يرفعك عنده درجات.