السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب في الثاني والعشرين من العمر، مبتلى بالعادة السرية, عانيت منذ عدة أشهر من ألم أسفل الخصية اليمنى في الجهة الخلفية (أعتقد أنه البربخ)، امتد هذا الألم ما بين الخصية والبطن باتجاه الفخذ, ثم بدأت أحس بحكة في الفخذ من المنتصف باتجاه الفخذ الآخر، وتحولت هذه الحكة إلى ألم، ثم بدأت أحس بانتقال هذا الألم للخصية الأخرى، والفخذ الآخر، وأحيانا للركبة, ثم بدأت أشعر بحكة في الجهة الخلفية من الرأس تحولت إلى ألم أيضا يرافقه ألم في الرقبة.
طبعا لم أستطع الذهاب للطبيب بسبب ظروف خاصة, أتمنى منكم توضيح ماهية هذا المرض؟ وما هو العلاج المناسب؟ وما هو اختصاص الطبيب الذي يجب أن أذهب إليه؟
علما بأنني أعاني من حرقة عند التبول والقذف، كما أني أعاني من خروج بعض قطرات البول بعد الانتهاء.
مع جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالنسبة لحرقة البول والقذف وخروج قطرات بول بعد التبول: عادة ما تكون هذه الأعراض بسبب احتقان البروستاتا؛ حيث إن احتقان البروستاتا يؤدي إلى إفراز المذي الذي قد ينزل من مجرى البول في أي وقت, كما أن الاحتقان قد يؤدي إلى حجز قطرات من البول تنزل بعد ذلك.
ولتفادي احتقان البروستاتا لا بد من تفادي أسبابه، فاحتقان البروستاتا ينتج عن كثرة حبس البول، أو كثرة الانتصاب، أو التعرض للبرد، أو الإمساك المزمن، أو التهاب البروستاتا؛ ولذلك لا بد من الابتعاد عما يثير الغريزة، والمسارعة في تفريغ المثانة عند الحاجة لذلك، وتفادي التعرض للبرد الشديد أو الإمساك.
ويمكن تناول علاج يزيل احتقان البروستاتا مثل: Peppon Capsule كبسولة كل ثمان ساعات, أو البورستانورم، أو ما يشبههما من العلاجات التي تحتوي على مواد تقلل من احتقان البروستاتا مثل: الـ Saw Palmetto، والـ Pygeum Africanum والـ Pumpkin Seed فإن هذه المواد طبيعية، وتصنف ضمن المكملات الغذائية, وبالتالي لا يوجد ضرر من استعمالها لفترات طويلة (أي عدة أشهر) حتى يزول الاحتقان تماما.
واحتقان البروستاتا ليس له أضرار في المستقبل حتى لو لم يتم علاجه، فهو يتحسن مع الوقت، والمهم هو الابتعاد عما يثير الغريزة حتى يكون العلاج مفيدا.
أما ألم الخصية: فقد يكون بسبب الاحتقان، أو وجود دوال في الخصية، ودوالي الخصية قد تسبب آلاما في الخصيتين حتى ولو كانت الدوالي بسيطة، ودوالي الخصية مرض منتشر بين الشباب بسبب كثرة الانتصاب مع وجود الاستعداد الوراثي، فعليك بتجنب كثرة الإثارة.
إن دوالي الخصية قد تؤدي إلى آلام مع كثرة الوقوف, وبالتالي ينصح بالتقليل من الوقوف مع لبس كيس رافع للخصية، وتناول مسكن عند اللزوم.
والدوالي ليس لها علاج إلا الإزالة بالحقن، أو الربط، ومن دواعي إجراء العملية كثرة الشعور بالألم الذي يحتاج إلى التوقف عن العمل، أو تناول مسكنات.
الأعراض السابقة تتبع تخصص المسالك البولية، أما آلام الرقبة، فتتبع تخصص أمراض الروماتيزم، ولا علاقة لها بالمسالك.
والله الموفق.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. أحمد محمود عبد الباري استشاري جراحة المسالك البولية.
وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
+++++++++++++++
مرحبا بك أيها -الولد الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله لك عاجل الشفاء.
أولا: نأمل أيها الحبيب أن تكون هذه الأوجاع والآلام محفزا لك على اجتناب هذه العادة القبيحة، وهي عادة الاستمناء، أو ما يسمى بالعادة السرية، وهي مع كون جماهير علماء المسلمين يرون أنها حرام تحمل كذلك أضرارا عديدة، وقد لمست أنت بنفسك تلك الأضرار، فاجعل من ذلك دافعا وحافزا لك على الأخذ بالأسباب الصحيحة للاستعفاف، ومن ذلك إدمان الصيام، وحفظ السمع والبصر عن المثيرات، ولزوم الرفقة الصالحة، وشغل النفس بما ينفع، فإن هذه الوسائل ستكون عونا لك – بإذن الله تعالى – على تجنب هذه العادة.
أما ما ذكرته من شأن قطرات البول بعد الانتهاء، فنقول أيها الحبيب: إذا كانت مجرد قطرات تعلم أنها ستنقطع بعد تبولك قبل أن يخرج وقت الصلاة، فالواجب عليك أن تنتظر وقت انقطاعها لتتطهر، وتصلي بطهارة كاملة، ولست من أهل الأعذار الدائمة ما دام هذا البول ينقطع عنك وقتا يكفيك لأن تتطهر وتصلي قبل أن يخرج وقت الصلاة.
والواجب عليك كذلك تطهير هذا البول من بدنك وثوبك، فإن الطهارة من شروط صحة الصلاة.
أما لو فرض أن هذه القطرات لا تنقطع وتستمر في التقاطر إلى أن يخرج وقت الصلاة، أو تنقطع زمنا لا يكفيك للتطهر والصلاة، أو كان نزولها مضطربا، بمعنى أنك لا تعلم زمن انقطاعها، ففي هذه الأحوال أنت من أصحاب الأعذار الدائمة، والذي يسميه الفقهاء (سلس البول).
والواجب عليك في هذه الحالة بعد أن يؤذن المؤذن للصلاة أن تستنجي، ثم تضع شيئا على الذكر يمنع خروج البول وتقاطره، ثم تتوضأ وتصلي بوضوئك كذلك الصلوات – صلاة الوقت، وما شئت من الصلوات معها – فإذا جاء وقت الصلاة الثانية أعدت التطهر لها، وهكذا.
نسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، ونأمل -إن شاء الله- أن يكون الحكم الشرعي قد اتضح لك.
والله الموفق.