أصبت بمشاكل نفسية لحالة في عيني تسبب نفور الناس مني.

0 331

السؤال

السلام عليكم

أعاني من حالة غريبة اكتشفتها قبل سنتين، وهي أن بؤبؤ عيني اليمنى ليس ثابتا، أي بمعنى يميل عن موضعه الطبيعي بمجرد أن تقع عليه عين شخص أمامي، مما يؤدي إلى أن يميل بؤبؤ عينه مثلي تماما، فلا تتحمل وتتنافر العينان فيدير الشخص وجهه عني ﻻ إراديا بعد أن تبدو ملامح غريبة على وجهه وكأنه اشمئزاز، أو رأى شيئا غير طبيعي، وهذا اكتشفته لأني كنت دائما أشكو من عدم ثقتي بنفسي وأهتم بشكلي، وأنتبه إلى الأشخاص كيف ينظرون لي في البداية، وبعدها تصير معي خيبة أمل، أشعر أني لست جميلة عندما يديرون وجوههم عني.

بعد اكتشافي لهذا الشيء تسبب لي بمشاكل نفسية كثيرة، صرت ﻻ أستطيع أن أفكر سوى بهذه الحالة، وأخاف وأتهرب من عيون الناس، أو أحاول أن أوازن عيوني مثل بقية الناس لكن ﻻ أستطيع، فهكذا أنا عكس بقية الناس، أعيش في عالم محدود ومقيد، صارت معي دقات سريعة طوال 24 ساعة حتى في النوم، وعدم توازن وأشعر أني سوف أسقط، مع نسيان وعدم تركيز، فقدت لذة الفرح والحزن، أشعر أني في حلم ليس في الواقع، وﻻ أفرق بين الأوقات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هل لي أن أتساءل: كيف ترين أن بؤبؤ عينك اليمنى قد مال عن موضعه عندما ينظر إليه شخص آخر؟ فبؤبؤ العين ثابت ولا يتحرك من موضعه، وأنا أعتقد أن هذه كلها أوهام وتخيلات، فعليك بمراجعة طبيب نفسي وشرح حالتك له، وهذا ليس عيبا فمثله مثل أي طبيب آخر، وكذلك يجب التوكل على الله والرجوع إليه وهو بفضله ومنته قادر على أن ينعم علينا بالشفاء.

وبالله التوفيق.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور عبد الله شحادة، استشاري طب وجراحة العيون.
وتليها إجالة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أرجو أن تأخذي إجابتي هذه على استشارتك تكملة لما ذكره الأخ الدكتور عبد الله شحاتة، ومن المنظور النفسي أقول لك أن الإنسان لا يحكم عليه بشكله أو بمظهره، إنما الجوهر الحقيقي في الإنسان هو سلوكه وطريقة تعامله مع الناس، وإلى أي درجة هو مفيد لنفسه ولغيره.

بغض النظر إن كانت هناك مشكلة في بؤبؤ العين أو ليست هنالك مشكلة – كما ذكر الأخ الدكتور عبد الله شحاتة–، فالمهم هو أن تتفاعلي مع الناس إيجابيا، وأن تكوني مقنعة للآخرين في تصرفاتك، من حيث كيفية التواصل مع الناس، إفادة الناس، مجاملة الناس فيما هو خير، الناس سوف تحكم عليك من خلال هذا، ليس من خلال شكلك ومظهرك، لا، الجوهر هو السلوك والنمط الإيجابي الذي يميز الإنسان، أعتقد أن هذا يجب أن يكون حكمك على نفسك، ويجب أن تصرفي تفكيرك تماما من هذا الموضوع، ولا تجعلي الأمر يصل إلى مرحلة الوسوسة لديك.

عدم التركيز وما يعتريك من نسيان وشيء من افتقاد الفرح، هذا جزء مما نسميه بعدم القدرة على التواؤم، حيث أنك اندفعت بمشاعرك اندفاعا سلبيا كبيرا، وجعلت هذا الأمر يتضخم ويتجسم لديك – أي موضوع بؤبؤ العين، فخذي الأمور بصورة أبسط، وأنا من جانبي أؤكد أن مشاعر الناس نحو ليست بهذه الصورة السلبية التي تتصورينها، لا، حساسيتك حول الموضوع هي التي ضخمت وجسمت الأمور من وجهة نظرك حتى وصلت إلى هذه الدرجة الوسواسية. غيري مفاهيمك، وكما ذكرت لك كوني فعالة ونافعة لنفسك ولغيرك، وهذا هو الذي سوف يجملك في نظر الآخرين وفي نظرك أيضا.

لا أعتقد أنك في حاجة لأي علاج دوائي، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات