السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 20 سنة، أجلس على الحاسب بشكل كبير من 5 - 10 ساعات في اليوم تقريبا، وقد تقل وقد تزيد، حسب الظروف.
مشكلتي كثرة النوم، قبل 5 أشهر تقريبا كان وقتي منظما، ونومي ممتازا، أنام 6 ساعات ونصفا إلى 7 ساعت كحد أقصى، وكنت أول ما أستيقظ من النوم بقليل أمارس الرياضة مدة نصف ساعة إلى ربع ساعة.
قبل بداية اختباراتي الجامعية بأسبوع زاد نومي إلى من 8 - 9 ساعات، وهذا شيء مزعج حقيقة، وأستيقظ وأنا كسلان، وأجلس على الفراش نصف ساعة أتقلب لكي أستيقظ، لدرجة أني تركت التمارين، وأتثاءب كثيرا في النهار، في بداية الأمر قلت: يمكن بسبب الاختبارات، ولكن الآن لي شهر وأسبوعان تقريبا على نفس الحالة.
علما أني أنام الساعة 12 أو 1 ليلا، وهذا هو وقتي المعتاد لكن لا فائدة! فهل السبب كثرة شرب الحليب؟ علما أني أشرب 1 لتر إلى 2 لتر بشكل يومي تقريبا.
هل الأكل له تأثير؟ وهل فيتامين (د) له دخل في الموضوع؟ وهل اختلاف الجو له تأثير في الصيف والشتاء؟ وهل الذي لديه فقر دم ينام كثيرا أم لا؟
سبق أن حللت الغدة الدرقية قبل شهرين أو أكثر، والنتائج كانت سليمة، وحاليا أفكر أنام الساعة 10 ليلا، ولا أعود إلى النوم بعد صلاه الفجر، لأني أفضل أن يكون نومي متواصلا، وأنا من النوع الذي لا يحب أن ينام نوما متقطعا، ولا أنام بعد الظهر أبدا، فهل أذهب لطبيبي؟
أرجو الإفادة، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ راشد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعرف مصطلح فرط النوم بمجموعة كبيرة من الاضطرابات التي تتميز بالنعاس المفرط بالنهار، وتشمل هذه المجموعة اضطرابات عديدة من مسببات مختلفة:
- فراغ الوقت وعدم وجود مسؤوليات أو انشغال بأمر معين رياضي أو فكري، مما يؤدي للتكاسل.
- اضطراب نظام النوم, بمعنى أن بعض الأشخاص قد يسهر كثيرا أو يغير كثيرا في أوقات نومه، ولا يلتزم بنظام معين، هؤلاء أيضا تطول لديهم ساعات النوم حين يجدون الفرصة لذلك، وهذا بالطبع ليس من أنواع النوم الصحي.
- الأسباب النفسية قد تؤدي إلى كثرة النوم، كالاكتئاب النفسي، وقصور الغدة الدرقية، وقلة إفرازها للهرمون الدرقي.
- حدوث بعض الاضطرابات والتغيرات في إفرازات الهرمونات عند تمام مرحلة البلوغ للجنسين، تعد من الأسباب المؤدية للإصابة بالنعاس، وكثرة النوم، والكسل الشديد وعدم القيام بأي نشاط يؤدي إلى التسبب بالإصابة بكثرة النوم واللجوء دوما إلى الفراش من شدة النعاس.
- الاستخدام الطويل لبعض الأدوية، كالمسكنات والمهدئات أو مكافحات السعال.
- قد يكون السبب جهدا فكريا أو عضليا كاستخدام الحواسب، وألعاب الكمبيوتر لساعات طويلة، وقد تكون سببا في حدوث الاكتئاب.
- يمكن لانقطاع النفس خلال النوم أو الشخير أن يتسبب في الإفراط في النوم أيضا، وتحصل هذه الحالة عندما ينقطع النفس لمدة عشر ثوان خلال النوم، ويتكرر ذلك لنحو مئة مرة في الليلة الواحدة، نتيجة انسداد مجرى الهواء، ويزداد حدوثه عند من لديهم سمنة، وزيادة في الوزن.
- مكان النوم له تأثير كبير على نوعية النوم، فمن الصعب أن يكون النوم مريحا إذا كان التلفاز يعمل في الغرفة، لذلك غالبا ما ينصح الأطباء بعدم وضع أي جهاز تلفاز في غرفة النوم، واستخدامها لنيل قسط من الراحة أو النوم ليلا فحسب.
بالنسبة لما تعانيه أخي الفاضل: نود لو كنا قد علمنا إذا كان لديك زيادة في الوزن، وهل هناك استخدام لأدوية، لأي سبب كان؟ ولكن لا يوجد ما يوحي بحالة مرضية عضوية لديك، وليس للحليب دور في فرط النوم على الإطلاق، ونقص الفيتامين (د) كذلك لا يحدث ذلك إلا إذا كانت هناك آلاما عظمية مؤرقة ليلا، مما تؤدي لاضطراب النوم، والميل للنعاس نهارا، وبالإضافة فإن فقر الدم يؤدي لسرعة التعب والإنهاك، وقد يسبب طول ساعات النوم.
بالنسبة لتغير الفصول بين الشتاء والصيف: هنالك حالات اكتئاب تحدث في دول الصقيع، ( الدول الأسكندينافية) في بدء فصل الشتاء وزيادة بعدد مرضى اضرابات النوم والنعاس.
أنصحك بالتالي:
- أن تمارس الرياضة.
- أن تتناول شيئا من القهوة أو الشاي المركز.
- أن تنظم ساعات النوم.
- أن تحاول تجنب النوم النهاري بقدر المستطاع، واعتمد فقط على النوم الليلي، ويكون في ساعات مقبولة ومعروفة.
- إقلال ساعات استخدام الحاسوب, وإطفاء الأنوار عند النوم تماما، وكذلك التلفاز.
لا يمكن التكهن فيما لو كان لديك عسر في المزاج أو شعور بالاكتئاب، لأن الميل لكثرة النوم، وكما ذكرنا قد يكون من علامات الاكتئاب، أسأل الله تعالى ألا يكون لديك أي من هذه الأعراض، ومع ذلك فممكن استخدام دواء البروزياك، حبة مساء ولفترة شهر، لو كانت هناك قصة اكتئاب لديك.
مع تمنياتي لك بالصحة والعافية، وبالله التوفيق.