السؤال
عمري 18 سنة، أعاني من خوف شديد من الموت، بدأ مند ثلاثة أشهر، وأصبحت كلما أرى شيئا أقول إنه دليل على موتي، فأرى أحلاما مزعجة خفيفة، وأصبحت أخاف أني سأصأب بأمراض عديدة، وظهر عندي أعراض وآلام في الصدر، ونبضات في الرجل، وغيرها، لكني أجريت الفحوصات اللازمة وكلها سليمة، أرجو تفسير ذلك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذا نوع من الخوف المكتسب، ويكون سببه نسبة لسماعك شيئا عن الموت، شيئا لم يكن صحيحا، أو كان مبالغا فيه، أو شهدت موت أحد، أو سمعت عنه، أو قرأت عن الموت، هذا الخوف مكتسب، ويعتبر حالة قلقية بسيطة، تحدث للكثير من الناس.
لتخطي هذه الحالة أيها الفاضل الكريم: تفكر وتأمل، وأقنع نفسك بأن الخوف من الموت لا يأتي بالموت، ولا يمنع الموت في نفس الوقت؛ لأن أمر الموت ليس تحت إرادة الإنسان، حين يقول الله تعالى له (كن) فسيكون، قناعتك يجب أن تكون على هذا الأساس، والإنسان يعمل لما بعد موته.
فالذي يجب أن تعمله هو أن تجتهد في حياتك، أن تكون نشطا، أن تدرس، أن تتزود بالعلم، أن تصلي صلاتك، أن تبر والديك، أن تمارس رياضتك، أن ترفه عن نفسك، أن تكون من الطيبين والصالحين من الشباب، أن تساعد الضعفاء، أن تزور المرضى، أن تبر والديك، وأن تصل رحمك، وأن تخالق الناس بخلق حسن، وأن تنظر للمستقبل بجمال وإشراق، هذا هو الذي يجب أن تقوم به.
موضوع الأحلام المزعجة دليل على وجود القلق وعلى عدم صحية نومك، فحاول أن تركز على ممارسة الرياضة؛ لأنها سوف تحسن النوم لديك، ولا تشرب الشاي ولا القهوة كثيرا، وثبت وقت النوم ليلا في وقت مبكر، كما أنه من المهم ألا تتناول وجبات دسمة من الطعام متأخرا، هذه تؤدي إلى الأحلام المزعجة، ولها أضرار كثيرة.
هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجه، واحرص على أذكار النوم، وأذكار الصباح وأذكار المساء، هذه - إن شاء الله تعالى – حافظات ومفرجات للضيق وللهم.
كل الأعراض التي تعاني منها من ألم في الصدر والشعور بالنبضات في الرجل ناتجة من القلق، حالتك بسيطة، سوف تستجيب - إن شاء الله تعالى – من خلال ما ذكرته لك، وتمارين الاسترخاء ضرورية وضرورية جدا، والاستشارة التي بموقعنا والتي تحت رقم (2136015) من المهم اتباعها، وما فيها يعتبر إرشاد جيد ومفيد جدا.
لا أراك في حاجة لعلاج دوائي، لكن إذا لم تتحسن بعد تطبيق ما ذكرته لك هنا يمكنك أن تذهب إلى الطبيب النفسي ليصرف لك أحد الأدوية المضادة للخوف، وهي كثيرة ومتوفرة، لكن في نهاية الأمر أقول لك: إن الحالة بسيطة، -وإن شاء الله تعالى- سوف تستجيب بصورة جيدة للتعديلات السلوكية التي تحدثنا عنها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.