ابني يعاني من الخجل والعزلة بعد أن كان كثير الحركة واجتماعيًا

0 315

السؤال

لدي ابن في الثالثة عشرة من عمره يعاني من خجل شديد وعزلة وانطواء، هو آخر أبنائي، وقد ولد على كبر، ولم يكن كذلك منذ سنتين، فقد كان كثير الحركة وشقيا جدا، مستواه الدراسي متوسط.

أرجو الإفادة من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا الابن لم يكن خجولا، أو انعزاليا، أو انطوائيا منذ البداية، وهذا يجعلنا نطمئن كثيرا على أنه لا يعاني من أي نوع من القصور الذهني، أو ضعف في تركيزه أو ذكائه؛ لأن الحالة مكتسبة لديه – أي حالة الخجل والعزلة -.

أيها الفاضل الكريم: الخجل والعزلة عند الأطفال والانطواء ربما تكون دليلا على وجود عسر في المزاج، أو نوع من الاكتئاب البسيط، هكذا يعبر عنه عند اليافعين، لا يأتي الصبي فيقول (أنا مكتئب أنا حزين)، هذا نادر جدا، لكن إذا حدث انزواء وانعزال وعدم فعالية فنجده لا يلعب مع أقرانه، هذا ربما يكون مؤشرا أنه يعاني من مشكلة مزاجية.

فاجلس مع ابنك، وحاول أن تستقصي منه وتعرف على مشاعره، وحاول أن تشجعه بقدر المستطاع، وأن تحفزه، وأن تعطوه شيئا من المسؤولية في البيت، وأن يشعر أنه ذو كينونة ووجود، وأيضا شجعوه أن يتفاعل مع أقرانه في المدرسة، وأيضا أبناء أقربائكم، وكل من تطمئنون له، دعوه يختلط معهم ويتفاعل معهم، فالطفل يتعلم من الطفل، والطفل يرتاح للطفل، وهذه حقيقة لابد منها.

بالنسبة لوالدته على كبر: على العكس تماما هؤلاء الأطفال يقال أنهم يحملون نضوج آبائهم ومهاراتهم الحياتية، هذا لا يعيبه أبدا من الناحية التربوية، لكن أرجو ألا تعاملوه كطفل خاص، بمعنى ألا تكثروا من حمايته، فكثير من الآباء والأمهات حين يتقدم بهم السن ويكون لهم ابن أو ابنة صغار في السن تجدهم كثيرو الشفقة على هؤلاء الأطفال، وهذا من الناحية التربوية قد يكون له آثار سلبية.

هذا هو الذي أنصح به، ولا تنزعج أبدا، أما إذا استمر الطفل في انعزاله وانطوائه فربما يكون من الأفضل أن تعرضه على طبيب نفسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات