صدمتي بوفاة قريبي أصابتني بالقولون، ما العلاج المناسب؟

0 808

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

أنا فتاة عانيت قبل شهور من ضغوط نفسية وعصبية بسبب كتم ما بداخلي، ثم البكاء، وتوفي أحد أقربائي، وفجعت كثيرا عندما سمعت الخبر، أصبحت أرتجف وأسناني تصطك، وذهبت إلى الحمام -أعزكم الله-، وأصابني اسهال، وهدأت بعدها -والحمد لله-.

ثم بدأت معي المعاناة وهي أن الاسهال عاد لي بعد فترة، وألم شديد في بطني، وسرعة نبضات القلب بشكل ملحوظ، وحرمت نفسي من الأكل خوفا من المرض، وذهبت إلى الطبيب وقال بأن لدي التهابا في القولون، وأصبت بنزلة معوية وتسمم، فأعطاني دواء بوسكبان وأنازول، وهدأت -والحمد لله-.

وبعد فترة، منذ أسابيع كنت خارج المنزل وقمت بابتلاع ريقي، وأحسست بأن هناك كتلة في حلقي، لا أعلم ما هي، خفت كثيرا، وكان فمي جافا، وشربت ماء ولم يذهب، قلقت كثيرا، وبعدها أصبح معي مثل الزكام، وذهبت إلى الطبيب وقال لي بداية احتقان في حلق وأنفلونزا، وقال بأن هناك كمية من البلغم في حلقي، وأعطاني دواء لإذابة البلغم، وتحسنت -والحمد لله-.

ولكن إحساس أن الكتلة موجودة يزعجني إلى الآن، وأنا أحس بأنني أتجشأ كثيرا رغم أنني لا آكل، وأحس بقوة دفع التجشؤ إلى حلقي، ويؤلمني، وأحيانا يأتي معه حرارة إلى حلقي، وأحس بكمية تجشؤات في حلقي تخنقني أحيانا، أحاول إخراجها فلا تخرج بسهولة، وأحس بتشنج وألم في رقبتي يأتي ويذهب.

وأنا إلى الآن هذه معاناتي -والحمد لله-، نقص تقريبا 15 كيلو من وزني، ولدي حساسية بالأنف وجيوب أنفية وقولون.

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التجشؤ أو التكريع هو إخراج غازات من الجهاز الهضمي ( المريء والمعدة) عن طريق الفم، ويرافقه عادة صوت مميز، وفي بعض الأحيان قد يكون مصحوبا برائحة غير مستساغة، وعند الأكل تذوب في الطعام كمية قليلة من الغازات أو الهواء وتجد طريقها إلى القولون.، وعندما تكون الغازات مكونة من غازي النتروجين والأوكسجين والذين يتوفران في الجو، فإن ذلك يعني أن الغازات ناتجة عن ابتلاع كمية من الهواء أثناء تناول الطعام، ويمكن تجنب هذا بتناول الطعام ببطء ومضغ الطعام والفم مغلق، وتناول المشروبات عن طريق الشفاطة، كذلك يتسبب شرب المشروبات الغازية والنبيذ ومشروبات الطاقة التي تطرح غاز ثنائي أوكسيد الكربون بعد شربها، وبكميات كبيرة، حصول حالة التجشؤ بكثرة، إضافة إلى بعض الأدوية المستعملة في علاج داء السكري.

أما سبب الصوت المتميز للتجشؤ هو اهتزاز صمام المريء العلوي عند مرور الغاز خلاله، والتجشؤ المصحوب بسوء الهضم والغثيان ووجع المعدة أو الحرقة قد يكون مؤشرا لقرحة في المعدة أو فتق في الحجاب الحاجز، ولذا يجب مراجعة اختصاصي الأمراض الباطنية لعمل منظار.

في معظم أنحاء العالم يعتبر التجشؤ عادة غير مهذبة، كما أن قلة النشاط البدني وضعف حركة القناة الهضمية وابتلاع الهواء ونوع الغذاء المتناول واضطرابات القناة الهضمية، كلها عوامل تزيد من كمية الغازات والشكوى من أعراض الغازات، كما أن الأشخاص الذين يمرون بضغط نفسي، أو الذين يشعرون بعدم راحة في الصدر، أو في تجويف البطن، يشتكون من التجشؤ المتكرر، ويؤدي التجشؤ إلى الشعور بالارتياح.، لكن هؤلاء الأشخاص غير مدركين لعملية بلع الهواء (بالرغم من كونها عملية مكتسبة) وهذه الظاهرة يمكن ان تؤدي لتفاقم بلع الهواء.

أما بخصوص تشنج وألم الرقبة، فقد يكون بسبب توترك الزائد أو تعرضك لتيار هواء بارد، إما من مروحة أو مكيف أو جلوسك لمدة طويلة فى وضع خاطىء أمام التلفزيون أو الكمبيوتر مما يسبب لك تشنجا بعضلات الرقبة، ولذا يجب عمل تمارين لعضلات الرقبة وإنزال ماء دافىء على تلك العضلات أثناء الاستحمام، مع تناول حبوب ميوجسيك أو ريلاكسون 3 مرات يوميا لتساعدك على استرخاء تلك العضلات.

أما بخصوص الحساسية والتى يحدث معها رشح وانسداد مزمن بالأنف، مما يسبب التهابا بالجيوب الأنفية، فيجب البعد عن مهيجات الحساسية وأهمها: التراب والدخان والعطور والبخور والمناديل المعطرة ومعطرات الجو والمنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية ووبر الصوف والغنم وزغب الطيور ورائحة الطلاء والوقود، وبعض المأكولات مثل البيض والسمك والموز والفراولة والمانجو والشيكولاتة والحليب، وغيرها من المهيجات والتي تتفاوت من شخص لآخر.

وكذلك بتناول مضادات الهيستامين مثل حبوب كلارا أو كلاريتين حبة كل مساء، مع استخدام بخاخ فلوكسيناز مرة يوميا أو رينوكورت أو رينوكلينيل مرتين يوميا، للتغلب على أعراض حساسية الأنف، ولعلاج التهاب الجيوب الأنفية، وخاصة مع تجمع إفرازات ملونة بالأنف، يجب استخدام غسول قلوي لتنظيف الأنف والتخلص من هذة الإفرازات عن طريق الاستنشاق والاستنثار عدة مرات يوميا، وكذلك تناول مضاد حيوي قوي للوصول إلى داخل هذه التجاويف العظمية، مثل تافانيك حبة واحدة يوميا، أو سيبروسين أو سيبروباي 500 مج حبوبا، مرتين يوميا لمدة سبعة إلى عشرة أيام متواصلة، للقضاء على الالتهاب بصورة جيدة.

وأما إحساسك بوجود كتلة في الحلق تشعرين بها عند البلع، وخاصة بعد زوال أعراض البرد والأنفلونزا، فغالبا ما يكون بسبب التوتر أو الضغط النفسي، فهو حالة نفسية في المقام الأول، وليس حالة مرضية، ولذا فلا تعيري الأمر انتباهك ولكن في حالة استمراره فيفضل مراجعة اختصاصي الأمراض النفسية والعصبية لمناظرة حالتك.

والله الموفق.

---------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. عبدالمحسن محمود -استشاري أنف وأذن وحنجرة-.
وتليها إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-
--------------------------------------------------------

نرحب بك في إسلام ويب، والأخ الدكتور عبد المحسن محمود -جزاه الله خيرا- قام بإجابتك إجابة وافية لكل ما طرحته من تساؤلات حول صحتك، وكذلك الأعراض التي تحدثت عنها.

من حيث الناحية النفسية: أنت ذكرت أنك لديك قولونا وتقصدين بذلك القولون العصبي، وبالفعل هو كثيرا ما يكون مرتبطا بالقلق والتوتر النفسي، وهذا القلق والتوتر النفسي ليس من الضروري أن يكون ظاهرا، وهذا نسميه بالقلق المقنع ويظهر في شكل أعراض جسدية مثل تهيجات وتشنجات القولون، وكذلك بعض الانقباضات العضلية التي تشمل الحلق، ولذا ظهر لديك هذا الشعور بأن كرة في حلقك، وبعض الناس أيضا يشتكون من صداع عصبي، والبعض يشتكي من ألم خلف الظهر، هذه هي الأعراض النفسوجسدية التي نشاهدها مع حالات القلق البسيط.

إذا الكتلة التي تحسين بها في الحلق ليست عضوية المنشأ إنما التوتر النفسي البسيط، والذي ليس من الضروري أن يكون له سببا أدى إلى توترات عضلية في هذه المنطقة، مما نتج عنه شعورك بهذه الكتلة أو الكرة كما يسميها البعض، العلاج بسيط جدا وهو أن تكوني مسترخية، تتجنبين التوترات، تعبرين عن ذاتك، تكونين صاحبة حيوية ونشاط في بيتك من حيث التواصل الاجتماعي، وأن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، وعليك أيضا بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة وفاعلة جدا، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم: (2136015) أرجو الرجوع إليها والأخذ بما فيها من إرشاد، وسوف تفيدك كثيرا.

أرجو أيضا أن تنامي في وضعية مريحة، تجنبي استعمال المخدات المرتفعة، وفي ذات الوقت لا بأس أن تتناولي أحد مضادات القلق البسيطة، والتي يعرف عنها أنها تفيد جدا في مثل ما تحسين به من مشاعر في الحلق، أي وجود هذه الكتلة، وأيضا الدواء مفيد جدا للقولون العصبي أو العصابي، الدواء يعرف باسم فلوناكسول واسمه العلمي فلوبنتكسول، والجرعة المطلوبة هي فقط نصف مليجرام حبة واحدة تتناولينها يوميا في الصباح لمدة أسبوع، ثم اجعليها بعد ذلك حبة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم حبة صباحا لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء، من الأدوية البسيطة وزهيدة الثمن وسليمة جدا، ولا يؤدي إلى أي نوع من الإدمان، ولا يتطلب أي ترتيب أو تنظيم أو بروتوكول فيما يخص تناوله، لأن الإنسان يمكن أن يتناوله اليوم ويتوقف عنه بعد فترة دون أي آثار انسحابية أو ارتدادات سلبية.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، نسأل الله لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات