السؤال
السلام عليكم
ابنتي عمرها 4 سنوات، تعاني من الآم شديدة في البطن في الجانب الأيمن مستمرة منذ عام، وكذلك ارتفاعا في درجة الحرارة تصل إلى 39 درجة مع مغص، تأخذ مضادا حيويا ومضادا للمغص، فتذهب الأعراض ثم تعود مرة أخرى بعد أسبوع أو أسبوعين، وقد تم عمل تحليل للبول وسونارا ولم يظهر شيء، وتم عمل تحليل براز فظهر فيه الدودة الدبوسية، وتم أخذ العلاج ولم يتم عمل تحليل بعد العلاج، وعملية التبرز غير منتظمة.
والآن يتم أخذ دواء للمغص ولكن لا يوجد تحسن، ويمكن أن يستمر المغص حتى مع العلاج، والطبيب ذكر أن المغص مرتبط بالتهاب الحلق، لأنه توجد غدد ليمفاوية في البطن تتأثر بالتهاب الحلق، فما الحل في حالتها؟ وما السبب فيما تعانيه؟
آسف على الإطالة وأشكركم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ osa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالأمر يحتاج إلى مزيد من التفاصيل، كما أن فحص الطفلة إكلينيكيا هام، بالإضافة إلى احتمال أن نحتاج لإجراء فحوصات معملية أو غيرها حسب الحالة، فآلام البطن قد تنتج من أسباب عديدة منها ما هو طبي ومنها ما هو جراحي.
في البداية سأحاول تحليل ما ذكرته من معلومات بقدر الإمكان، الآلام مستمرة منذ عام، هذا يعني أننا بعيدون عن الأسباب الجراحية، لأنه من المستبعد أن يكون السبب جراحيا ويستمر عاما دون تشخيص.
ارتباط آلام البطن بارتفاع درجة الحرارة قد يحدث مع وجود أعراض أخرى، مثل وجود تعنية ومخاط ودم في البراز، وهذا يرتبط مع عدوى الجزء السفلي من الأمعاء الغليظة ببعض المكيروبات مثل الشيجيلا، في حالات التهاب الحلق واللوزتين قد تكون هناك آلام في البطن، وأحيانا قيء مع ارتفاع درجات الحرارة، ولكن ينتهي الأمر سريعا بعلاج الحالة في خلال أيام، ولا يستمر الأمر طويلا.
هناك ارتباط آخر لآلام البطن مع الحرارة، وذلك في غياب أي عدوى واضحة تفسر ارتفاع درجة الحرارة، وهي حمى البحر الأبيض المتوسط، ونشك فيها من خلال تكرار نوبات لآلام في البطن شديدة (وأحيانا آلام في مناطق أخرى مثل الصدر والمفاصل) مع ارتفاع غير مفسر لدرجات الحرارة، أي في غياب التهاب حلق واضح، أو أعراض نزلة برد أو نزلة معوية، وهنا يجب عمل فحوصات معملية للتأكد من تشخيص هذا المرض، ومن ثم إن تأكد وجوده نبدأ في علاجه بالكولشيسين.
هناك الكثير والكثير من الأمراض ترتبط معها آلام البطن، ولو تحدثنا عنها جميعا لما أمكننا ذلك في هذه المساحة، الطفلة تحتاج لتحليل ما تشتكي منه، وفحصها إكلينيكيا من قبل طبيب متخصص، وعمل بعض الفحوصات البسيطة أولا مثل تحليل البراز لاستبعاد وجود ديدان أو طفيليات، بالإضافة إلى صورة دم كاملة، ومن ثم وضع تصور عن حالتها، وهل تحتاج المضي في مزيد من الفحوصات أم لا؟ ما ذكر من معلومات غير كاف للحكم بشكل جيد على الحالة، فقد يكون الأمر بسيطا وقد يكون محتاجا للمزيد من الفحوصات.
هذا والله الموفق.