صديقتي تغيرت علي من غير سبب!!

0 974

السؤال

السلام عليكم

لا أعرف كيف أبدأ، أنا ليس لدي أخوات، وتأثرت كثيرا من هذا الموقف، وكل يوم يمر علي شريط الذكريات، ولا أستطيع أن أنسى أو أعيش طبيعية.

عندي مشكلة مع صديقتي، كنت أتواصل معها بين فترة وفترة، وكنت أعتبرها أختي وصديقتي وأغلى ما أملك، أحبتني من كل قلبها، وأحببتها من كل قلبي، بادلتها نفس الشعور، وصداقتنا من أيام المتوسطة -الإعدادية-، واستمرت إلى الثانوية بحكم أنها هي تسكن بعيدا في منطقة ثانية، وأنا في منطقة غير المنطقة التي تسكن فيها.

هذه الإنسانة عمرها لم تتصل لي؛ بحكم أنها لا تشحن هاتفها ببطاقة تعبئة، وأنا قدرت ظروفها، وصرت أتصل لها، ولا تمر ثلاثة أسابيع إلا وأنا متصلة لها، مرت شهور وأنا أتصل لها، كانت أحيانا لا ترد علي، وكان الخط مشغولا، وكنت أعذرها لعلها مشغولة، هي شخصية مزاجية.

مرت شهور والسؤال والتواصل من طرفي فقط، وقالت لي: "حملي الواتس" وقد أنزلت برنامج الواتس من أجلها، وصرت أتواصل معها، وصارت تتواصل معي عن طريق الواتس، لكن كان التواصل من ناحيتي أكثر، يعني أنا التي أسأل عنها أكثر، أهتم لحالتها في الواتس، من حيث ماذا تضع وتكتب، فلو وضعت وجها حزينا سألتها عن السبب، ولا أرضى أن يضايقها أي شخص، وعندما كنت أسألها: ما بك؟ كانت تغضب، وتقول لي: ممكن تتركيني لوحدي، لا أريد أن أتكلم مع أحد، فكنت أقول لها: حسنا، لكن قلبي يحترق، فدائما تكسر خاطري، وتسيل دموعي، لماذا أنا أحاول أن أخفف عنها، وهي تغضب مني؟ ما ذنبي؟ لماذا تصبح عصبية معي؟ كان يثير غضبها أي شيء، وهي عصبية جدا، تحملت عصبيتها، وتجاهلها، وتحملت فقط لأنني لا أريد أن نفترق، وتحملت فوق طاقتي، وبكيت بكاء شديدا من أجلها، وهي لا تشعر بي.

مرت شهور، وقد تعودت صديقتي أن أسأل عنها دائما، وهي إذا أرادت أن تسأل عني، فإنها تسأل مرة في الشهر، لكن في الفترة الأخيرة تغيرت، لم تعد تسأل عني نهائيا، فلم أكلمها ثلاثة أشهر، ولم أسأل عنها، وتجاهلتها.

فجأة في يوم فتحت الواتس، وشاهدت الحالة في الواتس -حالتها-، وكانت قد كتبت رسالة باسم فتاة تعرفت عليها من خلال البلاك بيري: "سارونتي أنت بعيدة عني، لكن تعيشين داخلي، ربي لا يحرمني منك، تكفيني يا سارة عن مائة غائب ومائة حاضر"

صديقتي تعرف أنني متعلقة بها، وأحبها، ولا أقدر أن أتخلى عنها، فشعرت أنه قد كتبت الحالة هذه لتقهرني، لأنني لم أسأل عنها لمدة ثلاثة أشهر، ولما قرأت الحالة، بكيت بكاء شعرت وكأنني طفلة، بكيت كثيرا ولم أتحمل فذهبت إليها وقلت لها بعصبية: هل نسيت العشرة من أجل فتاة تعرفت عليها؟ وقلت كلاما كثيرا لأنني مقهورة، وبكيت بكاء شديدا، وقلت لها برسالتي: لقد أبكيتيني وجرحتيني، لماذا تغيرت هكذا؟ اعتبرتك أغلى ما يمكن، واليوم حتى لا تذكرينني ولو بكلمة أو حتى رسالة، فكان ردها: لا أهتم بأحد، وأنا لم أسبب لك الدموع، وسارة مختلفة عن كل من عرفت، فهي تخاف علي وتحبني جدا، كان ردها يقهر، كنت أشعر ببركان يشتعل بأعماقي، نسيت حبي لها وخوفي عليها، نسيت تواصلي معها، نسيت كل شيء بيننا بسبب فتاة.

هل تعرفون لماذا شعرت بالقهر وبكيت من حالتها؟ لأن عمرها لم تذكرني برسالة، وسارة التي تعرفت عليها منذ ثلاثة شهور فقط صارت تعزها أكثر مني، وتعمل لها لاسمها تصامي، وأنا صديقتها استكثرت علي السؤال عن أحوالي، لماذا أرى سؤالها عن إنسانة تعرفت عليها من فترة قصيرة أكثر من سؤالها عني، ووجودي وعدمه يتساوى عندها؟!

ذهبت إليها أسألها لماذا تغيرت؟ فكانت تجيب علي: لا أدري لا أدري، كانت ترد بكلمة لا أدري، تغيرت فجأة من غير سبب، وعدتني أن لا تتغير فتغيرت، وعدتني أن لا تنساني فنستني، وعدتني أن لا تتجاهلني فتجاهلتني، كان كل كلامها كذبا في كذب، كنت أقول لها: أنا أتقرب منك فلماذا تبتعدين عني؟ فكانت ترد علي: الذي عشته ليس قليلا، ولا أحد يشعر بي، فكلما اقتربت من إنسان يذهب عني من غير سبب، فصرت أخفي مشاعري في قلبي ولا أخبر أحدا بها.

لم أعد أقدر أن أصدق أحدا، ضاق صدري، لا أعرف كيف أستوعب بعدها وتغيرها، كانت أختي، وكنت أرتاح معها، وأشتكي لها.

ماذا أفعل معها، أريد أن أنساها، أريد أن أكرهها، لم أعد أستطع أن أسمع اسمها، كلما سمعت اسمها خنقتني العبرة، ولا أستطيع أن أرى رقمها، أنا مصدومة منها، حالتها كلها سارة، صدمتني، تقربت من سارة وتركتني، ماذا فعلت لها حتى تغيرت هكذا، والله لم أفعل شيئا يضايقها، تغيرت فجأة، تركتني وأنا بأمس الحاجة لها، لدي الكثير من الصديقات ومن بينهن نورة، وهي متعلقة بي، وكل يوم معي، وتعتبرني أختها وأعتبرها أختي، وهي تحلف أنها لن تتركني ولن تضايقني، لكنني لم أعد أصدق أحدا، لم أعد أثق في أحد، كلهم كاذبون، كلهم يتغيرون.

لم يعد لدي ثقة في الناس، عرفت أن كل إنسان مصيره أن يتركني وحيدة، وأبقى وحيدة مثل ما تركتني صديقتي، ضاق صدري ولم أعد أقدر أن أنسى، ولا أستطيع أن أستوعب أنني سأعيش من غيرها، تعبت والله تعبت، أرى حسابها بـ (الاسك) تتحدث مع البنات، وأنا أراقبها من بعيد، وهي لا تعرف حسابي، أراها تتحدث معهن وتضحك، ولما أسألها لماذا لا تسأل عني؟ تعتذر بالظروف، لماذا تكذب علي؟ إن كانت تريد الفراق فلتخبرني، وتقول لي: اخرجي من حياتي، ولا تكذب علي وتعتذر بالظروف.

الضيق يقتلني، لا أستطيع أن أثق بأحد، أريد أن أرتاح، ولا أعلم ماذا أفعل! أريد أحدا يريحني بكلامه، كيف أثق في الناس؟ ماذا أفعل معها؟ هل أقطع علاقتي بها؟ أريد أن أتخذ قرارا ولا أعرف كيف، رجاء ليس لي سواكم، ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أن الصداقة الناجحة هي ما كانت لله وبالله وفي الله وعلى مراد الله، وأن أي أخوة وصداقة لا تقوم على الدين – لا تقوم على التقوى، لا تقوم على الإيمان – تنقلب إلى عداوة، قال تعالى: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.

كما أن حب الفتاة لزميلتها ينبغي أن يكون بمقدار، وينبغي أن يكون هذا الحب قائما على التقوى والإيمان، فهي تحبها لصلاتها، تحبها لحجابها، تحبها لطاعتها لله، أما أن تحبها لجمال مظهرها أو لظرف كلامها أو لحسن هندامها أو نحو ذلك فهذه صداقات الشرع لا يقيم لها وزنا، وهي صداقات تنتهي بأصحابها إلى مآس وإلى ندامة وحسرات.

نحن نريد أن نقول: لست مطالبة أن تبكي على مثل هذه الفتاة التي ليس عندها وفاء، ولا خير في ود امرئ متقلب، ولا خير في ود يجيء تكلفا، فعمري قلبك بحب الله -تبارك وتعالى-، ومن خلال هذا الحب – ومن خلال قاعدة الحب في الله – هناك تبني العلاقات فتحبين المطيعة لله، الساجدة الراكعة لله، وتقيمين الصداقة على التناصح، على التعاون في البر والتقوى، على كل ما يرضي الله -تبارك وتعالى-.

نحن نقدر صعوبة الموقف، لكننا نهنئك على بلوغ العافية، ونبين لك أن هذا الذي حصل رغم مرارته فيه خير كثير، فإنا لا نريد للفتاة أن ترتمي على أختها بهذه الطريقة، حتى لو كانت صالحة، فالصالحات كثر، ولذلك نتمنى للفتاة أن يكون لها عدد من الصديقات الصالحات المؤمنات، وأن تقوم هذه الصداقة – كما قلنا – على التعاون على البر والتقوى، فعمري قلبك (أكرر) بحب الله، وأشغلي نفسك بتلاوة كتابه، وأنت ستقبلين وندخل شهر رمضان – الذي نسأل الله أن يبلغنا إياه، وأن يعيننا على صيامه وقيامه – من خلال هذا الشهر ابحثي عن الصالحات، وستجدينهن في المساجد ساجدات راكعات لرب الأرض والسماوات، فاقتربي منهن، وتعاوني معهن على كل أمر يرضي الله -تبارك وتعالى-.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يسدد خطاك، ونؤكد لك أن هذا الذي يحدث منك يوصل إليك التعب ولا يثمر، فلا حاجة للجري وراء السراب، والانتباه لمن أعطتك ظهرها، فأنت غالية، فعمري قلبك بحب الله، وأقبلي على الصالحات، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات