عدم الشعور بالسعادة وعدم الرغبة في شيء.. هل هي أعراض نفسية؟

0 541

السؤال

السلام عليكم، تحياتي للموقع المتميز.

أنا أعاني من ألم في الجهة اليسرى من الرأس، مثل الضغط، وضيق في النفس، وعدم الشعور بالسعادة نهائيا، ولا أرغب حتى في الزواج، وأريد ترك العمل والمكوث في البيت، ولا أحب الحياة ولا أبالي أن أموت أو أن أعيش.

والألم الذي يأتيني يؤثر على عيني، والقولون يؤلمني، ويأتيني اكتئاب واختناق بلا أسباب، وعصبية دائمة تخرج كالغضب على الناس أو داخل النفس، وعندي قلق وخوف شديد من أن أرغب دخول الخلاء وأنا خارج المنزل.

كتبت في استشارة سابقة بعض هذه الأعراض ونصحني الطبيب باستعمال دوجمتيل، ذهبت أيضا إلى طبيب نفسي، فقال لا بد من العرض على استشاري مخ وأعصاب أولا وقبل العلاج النفسي.

ذهبت إلى استشاري المخ والأعصاب، وعملت أشعة مقطعية ورسما للمخ، ولا يوجد مكروه -والحمد لله-، ووصف لي الطبيب دواء لوسترال 50، نصف حبة يوميا، ودجماتيل قرصا صباحا ومساء، واستعملت هذا العلاج، وبعد يومين أحسست بضيق شديد جدا، فأوقفته، وذهبت إلى الطبيب، فوصف لي بوسبار 10، نصف حبة 3 مرات، وأستعمله حتى الآن، ولمدة أسبوع.

ولكن لا زلت أشعر بالقلق وعدم السعادة، والقلق من الخروج أو الذهاب إلى العمل بسب دخول الخلاء، وأنا أعاني دائما من انسداد الأنف، وأشعة الأنف سليمة، فهل من الممكن أن يسبب الأنف ألما في الرأس؟

سؤال آخر: استمريت فترة على سماع الرقية الشرعية، وفي يوم وأنا أسمعها وأنا مستلقي على السرير أحسست بأعراض غريبة، ورعشة في جسدي كله، وفتحت فمي بطريقة غريبة، وأحسست بضربات قلبي تزيد بطريقة خيالية وبقوة، كاد قلبي أن يخرج من جسدي، فهل هذا عارض نفسي؟ وهل تكون ضربات القلب بهذه الطريقة بسبب العارض النفسي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي الكريم: أرجو أن تخفف من تشاؤمك، فالحياة طيبة والدنيا بخير، وما ألم بك -أيها الأخ الكريم- هو شعور بالضجر والكدر، وهذه علامات الاكتئاب النفسي، ومن الواضح أن الأعراض الجسدية أيضا قد أزعجتك كثيرا، وأنا أؤكد لك أن أعراضك الجسدية منشؤها نفسي، وحالتك هي حالة نفسوجسدية، وأنت قمت بالإجراء الصحيح، وهو مقابلة طبيب المخ والأعصاب، وتم الفحص الكامل والمتطلبات المختبرية والإشعاعية -والحمد لله تعالى- كلها كانت سليمة، هذا -يا أخي الكريم- يجب أن يكون مشجعا ومحفزا لك -أي سلامتك الجسدية-.

بقي بعد ذلك أن أقول لك أن الحالة النفسية سوف تعالج، وتعالج -إن شاء الله تعالى- من خلال الدواء الصحيح، أنت محتاج لأحد مضادات الاكتئاب، وهي كثيرة جدا، عقار لاسترال لم يناسبك، يوجد 34 نوعا آخرا من أدوية الاكتئاب، البوسبار الذي تتناوله الآن لا بأس به، لكن قطعا فاعليته بطيئة، وهو مزيل للقلق ولا يحسن المزاج كثيرا، راجع طبيبك أنا أنصح بذلك تماما، وأعتقد أنك سوف تستفيد كثيرا من عقار سامبالتا، والذي يعرف باسم ديولوكستين، عقار فاعل وممتاز ومحسن للمزاج، وفي ذات الوقت يزيل الأعراض النفسوجسدية، هذا -يا أخي الكريم- من الناحية العلاجية الدوائية.

من حيث العلاجات الأخرى: ممارسة الرياضة تعتبر ضرورية، وأنا أعرف أنه قد لا يكون لديك الرغبة أو الدافعية في الرياضة، لكن -أخي الكريم- حاول واضغط على نفسك وسوف تجني ثمارها -إن شاء الله تعالى- والتواصل الاجتماعي -أخي- مهم جدا، وبر الوالدين، كذلك أن تحرص على صلاتك في وقتها والدعاء والذكر، والآن نحن في رمضان موسم الخيرات -فيا أخي الكريم- قطعا استغلالك لهذا الموسم الطيب سوف يكون فيه خير كثير لك.

حالتك من وجهة نظري علاجها سهل، حتى وإن كانت شديدة من وجهة نظرك، الاكتئاب -أخي الكريم- يمكن أن يعالج ويجب أن يعالج، الاكتئاب يمكن أن يهزم ويجب أن يهزم، ويجب أن تعيش -أخي الكريم- على الخير والأمل والرجاء.

استمرارك في الرقية الشرعية قطعا أمر محمود، وبالنسبة للنوبة التي أتتك في آخر الأمر والتي تحدثت عنها، والتي تميزت بوجود تسارع في ضربات القلب، هذه أعتقد أنها نوبة هرع بسيطة، وكثير من مرضى القلق الاكتئابي مثل حالتك، تنتابهم مثل هذه الحالات، الرياضة وتناول الدواء والتفكير الإيجابي وإعادة هيكلة الحياة ونمطها، سوف يساعدك كثيرا كما ذكرت لك سلفا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات