كيف يمكنني التفريق بين الفصام الذهاني والاضطراب الوجداني؟

0 1003

السؤال

السلام عليكم

عمري 30 سنة، ومصاب بالصرع منذ أن كان عمري 16 سنة.

دخلت مستشفى نفسيا سنة 2009م، وكان التشخيص أنه فصام ذهاني غير مميز، ودخلت مستشفى نفسيا للمرة الثانية سنة 2011م، وكان التشخيص أنه اضطراب وجداني مصحوبا بأعراض ذهانية، كانت فترة العلاج في المرتين أسبوعين، وتناولت خلالها الديباكين كرونو ومضادات الذهان وحقنا.

قبل أن أدخل المستشفى سنة 2011م، كنت قد انقطعت عن تناول الأدوية نهائيا، وكنت أشعر فعلا بنوبات الهوس لأسابيع، وقمت بشراء أشياء ثمينة، وكنت متكبرا جدا، وأصابتني الهلاوس والضلالات، حيث قمت بمشاجرات مع الجيران لاعتقادي أنهم يريدون الاستيلاء على أموالنا، كما كنت أعتقد أنهم يعملون لي سحرا، وعندما دخلت المستشفى جاءني الاكتئاب، وامتنعت عن الأكل وحاولت الانتحار وأنا داخل المستشفى.

أنا -الحمد لله- مستقر نفسيا الآن وأتناول الأدوية التالية:

- ديباكين كرونو 500 ملج حبة صباحا وحبة مساء.

- لاميكتال 25 ملج صباحا.

- ريسبريدال 2 ملج مساء.

الأسئلة: أنا الآن أريد أن أعرف، ما هي حالتي بالضبط، هل هي فصام أم اضطراب وجداني؟ حيث إنني قرأت أنه في حالة الاضطراب الوجداني المصاحب للأعراض الذهانية، تؤخذ مضادات الذهان فقط أثناء الفترة العلاجية، ويتم إيقافها بعد ذلك، ويستمر الشخص على الديباكين، أما إن كانت الحالة فصاما فيجب الاستمرار على مضادات الذهان، وهل يمكنني ترك الريسبريدال واللاميكتال والاكتفاء فقط بالديباكين -في مرحلة العلاج الوقائي- في حالتي، وهل يمكنني خفض جرعة الديباكين من 1000 ملج في اليوم إلى 750 ملج في اليوم -في مرحلة العلاج الوقائي- في حالتي؟ لأنني تعبت من آثاره الجانبية.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت مدرك تماما لحالتك، وهذا شيء جميل، لأن الإنسان حين يعرف تفاصيل ما يعاني منه يساعده كثيرا في الالتزام بالعلاج، واتباع الإرشادات الطبية والنفسية المطلوبة.

أنت الآن حالتك مستقرة جدا -بفضل الله تعالى- على الأدوية الثلاثة التي ذكرتها، والإنسان حين يكون في وضعك وبهذه الدرجة من الاستقرار، ليس من الحكمة أبدا أن يغير في الأدوية التي يتناولها، خاصة أن أدويتك بسيطة وبسيطة جدا، والجرعة بسيطة وبسيطة جدا.

أتفق معك ربما يأتيك شيء من القلق حول طبيعة المرض ونوعه، هل هو فصام، هل هو اضطراب ثنائي القطب، هل هنالك تأثير لمرض الصرع، هل لا زالت البؤرة نشطة؟ هذه كلها أسئلة قد تدور بخلدك.

أخي الكريم: خير وسيلة لتقليل قلقك وهواجسك حول حالتك، هو أن تتابع مع طبيبك، هذا هو القانون الذهبي الذي نحتم عليه، المتابعة مع الطبيب الذي تثق فيه، صاحب المعرفة والثقة وصاحب الأخلاق، هو المهم في مثل هذه الحالات، والمساهمة الطبية ضرورية جدا، ليس فقط تناول الأدوية، لكن ما تجده من الطبيب من مساندة وإرشاد واستشارة، وهذا في حد ذاته ذو قيمة علاجية كبيرة.

سؤالك الأول: تريد أن تعرف هل حالتك هي فصام أم اضطراب وجداني؟ أيها -الفاضل الكريم-: حالتك هي حالة ثانوية للبؤرة الصرعية الموجودة، وفي مثل هذه الحالات يعتبر ما تعاني منه من الأعراض، خليطا من شيء من الأعراض الفصامية وشيء من الأعراض الوجدانية، وهذه الحالات أخف كثيرا من مرض الفصام أو الاضطراب الوجداني الأساسي، أي الذي حدث دون وجود خلفية صرعية.

بالنسبة لحالة الاضطراب الوجداني: كان القطب الهوسي لديك واضحا جدا، ويوجد معه نوع من الظنان، بعض الأساتذة الأطباء يسمون هذه الحالات بحالات الفصام الوجداني ذو الطابع الهوسي، يعني هنالك أعراض فصامية وهنالك أعراض وجدانية ذات طابع وسواسي، وهذه الحالات نعتبرها بسيطة وخفيفة، وحالتك أعتقد أنها قد تكون على هذا السياق.

أخي الفاضل: أنت تتناول الدباكين كرونو ليس فقط لتثبيت المزاج، لكن أيضا للتحكم في البؤرة الصرعية، وأن تكون كهرباء الدماغ مستوية وجيدة، حتى وإن لم تأتيك نوبات صرعية منذ سنوات إلا أن احتمالية تجدد النشاط موجودة، فيجب أن تخمد هذه البؤرة عن طريق تناول الدباكين، وفي ذات الوقت سوف يرتب لك الحالة المزاجية، ويجعلها أكثر توازنا.

الرزبريادون -أو الرزبريادال- مهم وضروري جدا، والجرعة التي تتناولها هي جرعة صغيرة، وما دامت كانت تأتيك أفكار ظنانية من النوع الذي ذكرته، فالرزبريادون مهم، وكما ذكرت الجرعة صغيرة جدا.

وأريد أن أضيف أمرا آخرا، وهو أن الرزبريادون نفسه من مثبتات المزاج التي تستعمل في علاج الاضطراب الوجداني، وحتى إن كان من الدرجة الثانية إلا أنه مفيد، وجرعتك جرعة صغيرة جدا.

بالنسبة للدباكين كرونو، جرعته تحسب كالآتي: عشرون مليجرام لكل كيلوجرام وزنا، يعني الإنسان الذي وزنه سبعون كيلوجرام يجب أن يتناول ألفا وأربعمائة مليجرام، يجب أن نكون علميين في مثل هذا الموضوع.

فإذن جرعة الألف هي جرعة صغيرة، لكنها جرعة صحيحة، لا تخفضها أبدا، هذه الجرعة لا خطورة منها أبدا، ولمزيد من التأكد يمكنك أن تذهب إلى المختبر وتفحص مستوى الدباكين في الدم، وأنا متأكد أنك سوف تجده جيدا ومتوازنا، لا تخفض الجرعة، واستمر على العلاج ذاته.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات