ضيق النفس وشد الرقبة وتقلصات البطن، هل هي أعراض عضوية أو نفسية؟

0 378

السؤال

السلام عليكم

نشكركم على هذا المجهود الطيب.

أنا بعمر 31 سنة، متزوج، رياضي، مدخن، عانيت منذ 9 شهور تقريبا من ضيقة وكتمة في النفس، وشد في أسفل الرقبة، وتقلصات في البطن، خصوصا أعلى البطن، ونغزات في الصدر، وتعب عام في الجسم، ودوران في الرأس، وخصوصا بعد التدخين، ورجفة في أطراف الأصابع وقت التدخين.

كذلك الإحساس بعدم الراحة، قبل 3 شهور كنت أمارس لعبة الدراجات الهوائية، وعملت جهدا وسرعة عالية، وأصابني نزيف دم من الأنف مرتين.

ويوجد عندي خوف وتفكير وقلق، وهذه الحالات تأتيني وقت الأعراض المذكورة أعلاه.

راجعت عدة مستشفيات وعدة عيادات، بدءا بعيادة القلب، وبعد التحاليل والأشعة -الحمد لله- كل شيء سليم، وعملت إيكو وقياس الجهد والتخطيط ثلاث مرات، فهل هذا كافي منذ 9 شهور أو أعمل مرة أخرى؟ وما هو الفحص المناسب على الرئة؟

راجعت كذلك عيادة الباطنية، وبعد أخذ جميع التحاليل اللازمة والأشعة اتضح أن كل شيء سليم، وبعدها اتجهت إلى عيادة الجهاز الهضمي، وبعد تحليل البراز اتضح أن عندي جرثومة المعدة، واستخدمت العلاج الثلاثي، بعدها عملت منظارا على المعدة، واتضح أني أعاني من ارتجاع في المريء، وأخذ الدكتور عينة، ولا زالت الجرثومة موجودة، واستخدمت علاجا مثبطا والعلاج الثلاثي، وبعدها لم أعمل تحليلا.

الحالة لم تتحسن، فاتجهت إلى الطب النفسي، وصرف لي الدكتور، Cipralex
Dogmatail فتحسنت الحالة بعض الشيء، وخفضت جرعة السيبرالكس إلى نصف حبة في اليوم بدل حبة، وتوقفت عن الدوغماتيل.

أرجو منكم المساعدة وتشخيص حالتي بشكل صحيح.

وشكرا لكم ودمتم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من أعراض جسدية مختلفة، معظمها تتمركز حول الجهاز الهضمي، مع وجود نغزات في الصدر وكتمة في التنفس، وشد في أسفل الرقبة، وكذلك يوجد لديك الدوران في الرأس.

هذه الأعراض معروف جدا أنها أعراض مرتبطة بالقلق النفسي والتوترات والمخاوف المرضية، وهذا لا يعني أن نقول: إنه لا يمكن أن تكون لأسباب عضوية، يمكن أن تكون لأسباب عضوية، لكن هذا نادر، ونحن دائما نحاول أن نشخص الأعراض الجسدية التي نرى أن سببها نفسي على أسس إيجابية وليس على أسس سلبية، وأقصد بالأسس السلبية أن الشخص الذي يشتكي من هذه الأعراض يذهب ويقابل عدة أطباء ويجري جميع الفحوصات، وبعد أن يتضح كل شيء سليم يقال له حالتك نفسية، ونحن لا نحب هذا المنهج، ومنهجنا هو أن نشخص الحالات ذات الطابع النفسي على أسس ومعايير نفسية معروفة بالنسبة للمختصين.

أرى أن هنالك مؤشرات قوية توضح بالفعل أن حالتك نفسوجسدية، أي أن القلق والتوتر هو الذي أدى إلى كل ما تعاني منه من الناحية الجسدية، وحتى إن كانت توجد بعض التغيرات في الجهاز الهضمي، مثل الجرثومة الثلاثية وغيرها، إلا أن العمل النفسي عامل قوي.

أنت قمت بالإجراء الصحيح، وهو الفحص التام والكامل والشامل، وأعتقد أنه يجب أن تصل إلى مرحلة من الاقتناع والقناعة أن حالتك بالفعل يلعب الدور القلقي فيها نقطة مركزية وأساسية.

لذا -أخي الكريم-: ممارسة الرياضة مفيدة جدا لمثل هذه الحالات، خاصة إزالة الإجهاد النفسي والجسدي، وعليك بتنظيم الأكل، وتنظيم النوم، ويجب أن يكون مبكرا، وأن تعبر عما بذاتك حتى لا تترك تراكمات واحتقانات نفسية داخلية ناتجة عن الكتمان.

أخي: تواصل اجتماعيا، واحرص على صلواتك في وقتها، واجتهد في الدعاء وتلاوة القرآن، وقطعا تفكيرك ومنهجك الإيجابي نحو أسرتك أيضا يعتبر عاملا علاجيا رئيسيا.

أخي الكريم: تناول الأدوية المضادة للقلق يعرف عنها أنها مفيدة في مثل هذه الحالات، وإذا راجعت الطبيب فأعتقد أنه سوف يصرف لك أحد هذه الأدوية.

أنت الآن توقفت عن الدوجماتيل وتتناول السبرالكس بجرعة بسيطة، والذي أراه هو أن تستمر على جرعة السبرالكس حتى وإن كانت بسيطة، ويمكن أن تستبدل الدوجماتيل بعقار (فلوناكسول) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول)، والجرعة هي نصف مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم نصف مليجرام صباحا لمدة شهر، هذا دواء طيب وفيه الكثير من النفع لعلاج مثل الأعراض التي تعاني منها.

ختاما -أخي الكريم-: أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات