السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة، عمري 35 سنة، لم يتقدم لي أحد بسبب إعاقتي، تعرفت على شاب عن طريق النت، وتحدثت معه في الهاتف، طلب مني الزواج، ولكني لو أخبرت أهلي بأمر هذا الشاب فسيرفضون تماما، لأنه تعارف عن طريق النت، وأخبرته بذلك، وعرض علي أن يأتي إلى مكان عملي ويراني، ويتحدث معي، ثم يذهب إلى أهلي ويخبرهم بأنه رآني في مكان عملي، ووعدني أن تعارف النت سيبقى سرا بيننا إلى يوم الدين، وأقسم على هذا، فهل من الصواب أن يأتي إلى مكان عملي دون علم أهلي؟
أنا في جحيم من التفكير، لقد أخطأت كثيرا، وأنا نادمة، ولقد تبت، وأطلب من الله العلي القدير الستر والعفة والرزق الحلال، مع العلم أن مكان عملي هو الجامعة.
أفيدوني أفادكم الله، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nada حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ونؤكد لك أنه لا مانع من مجيء هذا الشاب إلى الجامعة، شريطة ألا يكون بينكما خلوة، فإذا جاء إلى الجامعة ورآك في المكتب، وتكلم معك في مشهد وحضور من الزميلات، وبين الناس، فإن هذا لا إشكال فيه، وهو مخرج جيد، شريطة ألا تتوسعي معه في المكالمات ولا في المراسلات، وإنما هو يأتي ليرى، ثم يخبر أهله بأنه رآك في الجامعة، ونحن أيضا لا نؤيد فكرة التعارف على النت، ونريد لهذه المعرفة أن تبقى سرا، سواء حصل الزواج أو لم يحصل، لأن هذا أيضا يعطي انطباعا عند الأهل، وليس في مصلحة أحد.
ولذلك لا مانع من أن يقوم بهذه الخطوة، ولكن عندما يأتي لهذه الخطوة (أكرر) لا يجوز له أن يخلو بك، ولا يجوز أن يتوسع بالكلام، هو فقط سيأتي ليعرف من أنت؟ من هو عمك؟ من هو خالك، حتى يستطيع أن يتواصل مع محارمك، وعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ويأتي بأهله من أجل أن يتعرفوا على أسرتك، لأن الزواج الناجح يبدأ بإشراك الأسرة في هذا الأمر، رغم أن الشريعة تجعل الأمر والرأي النهائي والحاسم في هذه المسألة بيد الفتى وبيد الفتاة، ودور الأهل ما هو إلا دور إرشادي وتوجيهي، يتدخلون عندما يحصل هناك في مسألة الدين على وجه الخصوص.
أما إذا جاء إنسان -يصلي ويتقي الله ويخاف الله- إلى فتاة تتقي الله وترجو ما عند الله، فإنه لا يجوز لأحد أن يقف في طريق هذه الزيجة، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.
نسأل الله أن يسهل عليكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونحن نصر على أن تكون المسألة مباشرة، لأن النت لا يعطي الفكرة الأصلية، كما أن النظرة الشرعية تعطي الانطباع الفعلي، وتورث القبول أو الرفض في نفس الإنسان، فما يحصل في النفس من انشراح وارتياح هو أمر مهم، وكذلك ما يحصل من تعارف بين العائلتين وبين الأسرتين من الأمور المهمة، لأن الزواج ليس بين شاب وفتاة فقط، ولكنه بين بيتين وأسرتين وقبيلتين وبلدتين، إلى غير ذلك من المعاني.
فنسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.