شعرت باختناق وحكة وظهرت لي حبوب بمجرد أكل الكيوي، فهل حالتي خطرة؟

0 437

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أكلت فاكهة الكيوي بالأمس، وأول شيء شعرت به بعد الأكل؛ حكة في شفتاي، ثم ظهرت حبوب وانتفاخات حول الفم، وشعرت بأن حلقي بدأ يحكني بقوة شديدة، وبدأ نبض قلبي يتسارع، وأحسست باختناق، وكنت أشهق، كانت فترة الاختناق دقيقتين تقريبا، وأحسست بثقل في رجلي.

ذهبت للمستشفي، وأعطوني إبرة الحساسية؛ حيث كانت يدي اليمنى قد ظهرت فيها حبوب وحكة، واحمرار بالعين، فهل الذي حدث معي خطير جدا؟ وهل له علاج؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتصور أن ما تعانى منه هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وفي بعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية، مثل: (السمك، والبيض، والمكسرات، والكيوي، و ...)، أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير.

النوع المزمن: ويلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل: الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل: أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء، أو الضغط على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم.

وما حدث لك هو النوع الحاد من مرض الأرتيكاريا؛ نتيجة تناول الكيوي، وفي الغالب تكون الإصابة بسيطة أو متوسطة، ولكن من الممكن أن تكون الإصابة خطيرة، وبالأخص إذا كانت الإصابة واسعة الانتشار، مما يؤدي إلى انخفاض في ضغط الدم، وهبوط في الدورة الدموية، أو إذا كانت الإصابة موجودة بالأنسجة المخاطية المبطنة للحنجرة، مما يؤدي إلى الاختناق مثلما حدث معك، أو إذا حدث فرط تحسس، وحدثت غيبوبة نتيجة للهبوط الحاد في الدورة الدموية، وهذا ما يعرف علميا بال: Anaphylaxis or anaphylactic shock.

يجب عليك التوقف عن تناول الكيوي، وعمل اختبارات التحسس اللازمة، ويجب أن تكوني على علم بالمستشفيات القريبة منك باستمرار، وبالأخص إذا غيرت مكان الإقامة، ومن الممكن أن يعطي لك طبيب الطوارئ أو الطبيب المعالج علاجا جاهزا على هيئة قلم للحقن تحت الجلد في حالات الطوارئ الحادة التي يوجد بها اختناق، أو هبوط بالدورة الدموية (e.g. an EpiPen™)، حتى تصلي إلى المستشفى.

أنصح بزيارة طبيب أمراض جلدية متخصص سريعا؛ للتأكد من التشخيص، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة رغم وضوحه من خلال وصفك للمشكلة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية، أو الإجراءات الأخرى اللازمة، وما إذا كنت في حاجة للعلاج في الوقت الحالي بمضادات الهستامين، أو بعلاجات أخرى.

وفقكم الله، وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات