السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأتمنى رمضانا مباركا للقائمين على هذا المنتدى الرائع.
حالتي ربما تكون معقدة نوعا ما، فأنا أعاني خليطا من الأمراض النفسية التي كانت نتيجة تناولي مخدر المعجون الموجود عندنا في المغرب، حيث كان تناولها للمرة الأولى والأخيرة.
حالتي كالتالي: خفقان وشعور بزيادة ضربات القلب, التعرق، الشعور بهبات ساخنة, الشعور بصعوبة التنفس, الشعور بالضغط على الرقبة, شعور بآلام في الصدر، أو انزعاج في الصدر, الشعور بعدم التوازن، الدوخة, الخوف من الموت، وكذلك الخوف من فقدان السيطرة أو الجنون، وهذا الإحساس بفقدان السيطرة أشكو منه كثيرا بحيث أحس كأنني سوف أصرخ أمام الناس، وسأجن, قلق عام, وتوتر شديد بدون سبب وسرعة التنفس، الشعور باختلال الأنية حيث يسبب لي انزعاجا كبيرا.
المرجو مساعدتي، فأنا أريد الشفاء والزواج لكي أسعد أمي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قطعا مخدر المعجون يحتوي في المقام الأول على مادة الحشيش، وربما تكون به شوائب أخرى؛ حيث إن هذه المخدرات في الأصل يتم تحضيرها في الظلام، ولا تربطها أي ضوابط أخلاقية، فيمكن أن يضاف أي شيء لهذه المركبات والمؤثرات العقلية، هذا قد أثبت تماما من خلال الفحص المختبري.
هذا المخدر قطعا أثر عليك تأثيرا واضحا، أدى إلى سطوة كاملة على كيمياء الدماغ، على الوظائف الفسيولوجية لجسدك، ونتج عنه ما نتج، والآن حالتك هي مزيج من القلق والتوتر والمخاوف والاضطرابات الوسواسية، وذلك بجانب وجود الأعراض الجسدية.
اختلال الأنية لا شك أنه عرض أصيل من أعراض القلق التي قد تنتج عن التعاطي لهذه المؤثرات العقلية، ويعرف أن هنالك تفاوتا وتباينا بين الناس في درجة تأثرهم بهذه المواد الضارة والضارة جدا، والذي يظهر لي أن لديك استعدادا كبيرا لسرعة التأثر بهذه المؤثرات العقلية.
أتمنى – أيها الفاضل الكريم – أن تكون قد استوعبت هذا الدرس؛ أي هذه التجربة المريرة التي مرت بك، وأعتقد أنه قد فتح لك بابا من أبواب التوبة، والمراجعة للنفس، فأرجو أن تستفيد من هذا على أحسن ما يكون، ونحن الآن في رمضان، في موسم الخيرات، فأسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك وأن يحفظك.
أنا أعتقد أنك في حاجة لتناول دوائين: أحدهما يعرف باسم (سوليان) واسمه العلمي (إميسلبرايد) هذا الدواء ممتاز، يؤدي إلى التوازن البيولوجي، خاصة لكيمياء الدماغ، والجرعة هي خمسين مليجراما صباحا ومساء، تتناولها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسين مليجراما مساء لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تتوقف عن تناوله.
الدواء الآخر هو: (سيرترالين) والذي يعرف تجاريا باسم (زولفت) وتتناوله بجرعة حبة واحدة ليلا لمدة شهرين، وقوة الحبة خمسين مليجراما، بعد انقضاء شهرين اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة ليلا كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي: قطعا ممارستك للرياضة، واستثمار وقتك بصورة صحيحة؛ هذا كله سوف يساعدك لأن تستعيد عافيتك وصحتك بصورة كاملة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.