أعيش حالة إحباط بأن الله لن يوفقني بسبب دعائي على نفسي!

0 30

السؤال

السلام عليكم

سأدرس في الثانوية العامة، وكل طموحي أن يوفقني الله، وأدخل الكلية التي أريدها، لكني كنت أفعل ذنبا ورغبت في أن أتوقف عنه، فدعوت الله، وقلت: (يا رب إن فعلت هذا الذنب مرة أخرى فاحرمني من دخول هذه الكلية).

ولكني عدت إلى هذا الذنب للأسف مرة أخرى، ولكنني تبت إلى الله، ولن أعود أبدا، كل ما أخشاه أن يستجيب الله دعائي ويحرمني من دخول هذه الكلية، وأنا الآن في حالة إحباط شديد ووساوس بأن الله لن يوفقني.

مع العلم بأنني دعوت على نفسي مرة بشيء معين أن يحدث إن فعلت ذنبا معينا وفعلته للأسف، وتحقق الدعاء الذي دعوته على نفسي، أنا خائفة، هل هذا يدخل في باب النذر، أو ما شابهه؟ وهل سيستجيب الله دعائي؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ محبة الجنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكرك على تواصلك معنا، ونسأل الله لك التوفيق والنجاح، وأن يأخذ بيدك إلى كل خير، ثم نشكرك ثانية على حرصك على طاعة الله تعالى، والابتعاد عما نهاك عنه، ونحن نؤكد لك حقيقة مهمة – أيتها البنت العزيزة – هي أن طاعة الله تعالى سبب جالب لكل خير، كما أن الوقوع في معاصيه من أعظم أسباب الحرمان والخسارة، وقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) كما أن الله تعالى علق الأرزاق الحسنة بالتقوى، فقال سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

فاجعلي هذا الأمر نصب عينيك، وتيقني أن التوفيق حليف الطاعة، كما أن الخذلان والخسارة حليف المعاصي والغفلة، وإذا وقعت في ذنب فاعلمي أن إصلاح الحال مع الله تعالى أمره سهل يسير، وذلك بأن تتوبي إلى الله توبة صادقة نصوحا، والتوبة أمرها يسير على من يسرها الله تعالى عليه، فإنها تعني: أن تندمي على فعل الذنب، وأن تعزمي على ألا تعودي إليه في المستقبل، مع تركك له في الوقت الحاضر، فإذا فعلت ذلك وعلم الله عز وجل منك الصدق في هذا فإنه لن يخيبك، سيقبل توبتك، فقد قال سبحانه عن نفسه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}.

وإذا حصلت منك هذه التوبة فإنها تزيل الذنب الذي قبلها، كما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).

فنحن نهنئك بتوبتك، ونسأل الله تعالى أن يثبتك عليها، وأحسن ما فعلت أنك هديت إلى إصلاح ما أفسدته بالتوبة، وبعد ذلك نقول: أحسني الظن بالله تعالى، فإن الله تعالى يقول في الحديث القدسي: (أنا عند ظن عبدي بي).

لا تسمحي للشيطان أن يسيطر على قلبك بالإحباط واليأس، فإن هذا غاية ما يتمناه منك، كما قال الله: {إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا} فلا تيأسي من رحمة الله، ولا تقنطي من فضله، فإنه جواد كريم، ولا تعودي إلى الدعاء على نفسك، فإن البلاء قد يوكل بالمنطق، والإنسان ينبغي له أن يكثر من استغفار الله تعالى ويدعوه بأن يتجاوز عنه لا أن يدعو على نفسه، ولكن مع هذا لا ينبغي أبدا أن تعيشي تحت هم احتمال إجابة الدعوة السابقة، فأكثري من دعاء الله وسؤاله أن يرزقك الرزق الحسن وأن يصرف عنك المكروه، واعلمي بأن الدعاء يصعد من العبد ليقابل القدر النازل من السماء، كما أخبرنا بذلك الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (إن الدعاء ليصعد وإن البلاء لينزل فيعتلجان في السماء) فادفعي عن نفسك أنواع المكروهات بالإكثار من دعاء الله تعالى واستغفاره بقلب حاضر، متوجهة إلى الله، محسنة الظن بالله تعالى، وهذا الذي فعلته أنت ليس نذرا، ولا يلزمك به شيء.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يقدر لك الخير حيث كان.

مواد ذات صلة

الاستشارات