السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أم لثلاثة أطفال، أعمارهم كالتالي: 11 سنة، 8 سنوات، 3 سنوات، ومضطرة أن أسافر للدراسة في الخارج لمدة 7 أشهر، وسأترك أطفالي مع والدهم، فما هي أفضل وأسهل طريقة لكي لا يتأثر ابني الأصغر؟ لأنني قد هيأت الكبار لذلك، لكن الصغير لا أعرف كيف أمهد له، خصوصا أنه متعلق بي جدا، فلا ينام إلا بجانبي، ويأتي ليضمني كثيرا خلال اليوم، ويجلس في حجري أغلب الوقت، في الغالب سأتركهم مع أبيهم، مع العلم بأن أمي عرضت علي رعايتهم خلال فترة غيابي، إلا أنني مترددة، وذلك لعدم إقبال الأصغر على أمي كثيرا، وعدم راحة الكبار إلا في منزلهم، وقد بقي على سفري مدة أربعين يوم تقريبا، ما العمل؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rola حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال، ونحب أن نؤكد أن هذا السفر سيكون صعبا على الصغير، لكنه مفيد لك وله، فإن هذا الارتباط الزائد بك في هذه السن ليس في مصلحته، وأرجو أن يكون في هذا السفر تدريبا لك وله على نمط هذه الحياة، التي تحتاج أن يتدرب الإنسان على الفراق، ويحتاج إلى أن يندمج مع إخوانه، ويحتاج إلى أن يلعب مع أقرانه استعدادا للخروج لدورات الحياة الأخرى، لأنه سيمارس الحياة، وسيعيش مع الناس وليس معك، نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ولا مانع من تهيئته نفسيا بالكلام عن السفر، مثلا : (أن ماما ستسافر وستعود فورا، لأنها تحب فلان، وأن فلان سيكون مع والده، ووالده يحبه ويريد له الخير)، وأرجو قبل السفر أن يحاول الوالد أن يقترب منه، وأن يأخذه بالسيارة ويدور به، وأن يذهب به إلى الأماكن النظيفة حتى يرتبط بوالده، ولا مانع أيضا من ربطه أحيانا في أيام العطلات بالجدة، كأن تذهبي إلى الجدة وتتركيه ولو لبعض الوقت وتذهبين إلى السوق أو مع زوجك، ثم تعودين وتأخذينه، حتى يبدأ في الاعتياد عليهم، فإن وجود أكثر من فرصة ووجود أكثر من إيواء، هذا فيه المصلحة، فالأصلح أن يرعاه الأب، لكن إذا غاب الأب من المصلحة أن يكون إلى جوار جدته، إلى جوار الوالدة، وهذا كله يحتاج إلى تدريب.
وأرجو أن تبدؤوا في برامج التهيئة من الآن، ويبدأ والد الطفل بأخذه إلى الأماكن النظيفة، يأخذه أحيانا معه، يشتري له بعض الحلوى حتى يرتبط به، وأنت تحاولين أيضا الخروج خفية وهو في داخل البيت، لقضاء بعض الأشياء، أو الذهاب لزيارة الوالدة، حتى يعتاد على هذا الجو الجديد.
نسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونتمنى ألا يرى منك تأثرا أو دمعا، ولكن لا مانع من التواصل معه بالهاتف، والسؤال عنه، ومكالمته من حين لآخر، والسؤال عن أحواله، وسؤاله عما يريد من الهدايا ونحو ذلك، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.