أعاني من سل الغدد اللمفاوية، فما السبيل للعلاج؟

0 2828

السؤال

السلام عليكم

رمضان مبارك على جميع الساهرين على هذا الموقع الجميل، وشكرا جزيلا على هذا الموقع الرائع، وربي يجعل عملكم هذا في ميزان حسناتكم.

أنا سيدة عمري 30 سنة، مؤخرا ظهر تورم في الجهة اليسرى من عنقي، وذهبت إلى طبيب اختصاصي في أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة، وفحصني وطلب مني مجموعة من تحاليل الدم وتحليل السل -تحليلا في اليد تحت الجلد-، ولم يظهر أي مرض عندي في الدم، ولكن ظهر انتفاخ واحمرار في مكان تحليل السل، وقال الطبيب: ربما إنني مصابة بسل الغدد اللمفاوية، ويجب عليه أن يعمل لي عملية جراحية، وإزالة تلك الغدة، لمعرفة السبب الحقيقي.

لكنني خفت من العملية، وذهبت إلى طبيب اختصاصي السكري وأمراض الغدد، وأعطيته نتيجة التحليل، فأرسلني لمختبر التشريح الدقيق، فأخذوا عينة من العقدة اللمفاوية المتضخمة بواسطة حقنة، وظهر في نتيجة التحاليل أنني مصابة بسل العقد اللمفاوية.

وبعد ذلك أرسلني لطبيب اختصاصي في الأمراض الصدرية، فحصني الطبيب جيدا، للتأكد من عدم وجود عقد لمفاوية أخرى متضخمة في جسمي، وعمل لي صورة للصدر -والحمد لله-، ظهر له أن صدري سليم، وليس لدي أي مرض صدري، والآن أعطاني علاجا لمدة 6 أشهر، والآن أنا في الشهر الأول للعلاج، وصف لي دواء erip-k4، أربع حبات قبل الفطور بساعة كل يوم، ما عدا يوم الأحد.

سؤالي هو: هل لهذا الدواء أي آثار جانبية خطيرة؟ وهل من الضروري أن أعمل العملية وأزيل الغدة اللمفاوية المتضخمة؟ أو أن هذا التضخم سوف يختفي بعد الشفاء -إن شاء الله-؟ وكم هي نسبة رجوع ذلك التورم مرة أخرى بعد إجراء العملية؟ وإذا لم أزل التورم, وشفيت -إن شاء الله-، هل هذا التورم سوف يسبب لي أي خطر على صحتي في المستقبل؟ هل هذا المرض يعالج علاجا نهائيا؟ أم هناك احتمال في رجوعه مستقبلا مرة أخرى؟ هل هذا المرض له علاقة بالاضطراب الذي حدث مؤخرا للدورة الشهرية، حيث أصبحث تنزل يومين فقط، وبقية الأيام تنزل قليلا جدا؟ وصفت لي الطبيبة النسائية دواء (دوفاستون)، هل أستطيع أن أكمل العلاج به، أم أنه يؤثر على علاج مرضي الحالي؟

في شهر اكتوبر -يعني في المرحلة الثانية من العلاج-، سوف أهاجر إلى أمريكا، ومن شروط المقابلة في السفارة الأمريكية زيارة الطبيب، وعمل بعض فحوصات الدم، وأخذ تطعيمات، وأظن أنه على الأقل سوف تكون ثلاثة أنواع من التطعيمات على الأقل، تطعيمان متأكدة منهما، وهما: التيتانوس، والجدري الألماني، والثالث أحد هذه التطعيمات على ما أظن: (النكاف، الحصبة، الحصبة الألمانية، شلل الأطفال، الدفتيريا، السعال الديكي، الأنفلونزا نوع (ب)، التهاب الكبد الوبائي فيروس (أ)، التهاب الكبد الوبائي فيروس (ب)، الالتهاب الرئوي، الأنفلونزا، فيروس الروتا، المكورة السحائية).

هل حالتي المرضية تسمح لي بأخذ أي نوع من هذه التطعيمات؟ وهل هذا لن يسبب أي خطر على صحتي؟

وجزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الرائع، أرجوكم أن تعطوني الجواب في أقرب وقت، لأنني حقا أثق في إجاباتكم، ولكي أقرر هل أعمل العملية لإزالة التورم أم لا، وإن كنت أستطيع أيضا أخذ القرار في إكمال إجراءات الهجرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لجين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

السل هو التهاب تسببه جرثومة Mycobacterium tuberculosis، تنتقل عن طريق التنفس، يتطور على مدى السنين ببطء، وقد يصيب السل أو الدرن الرئتين، أو العظام، أو الغدد الليمفاوية، أو الجلد وعلاجه، ويمتد لعدة شهور، وقابل للتكرار مرة أخرى.

ويحتوي دواء erip-k4 على أربعة أنواع من المضادات الحيوية المناسبة لعلاج السل بكل أنواعه، سواء سل الرئتين أو العقد الليمفاوية أو الجلد أو العظام، وهذه الأنواع هي: Rifampicine - Isoniazide- Pyrazinamide - Ethambutol، وفكرة هذا الدواء فكرة جيدة، حتى يستطيع المريض المداومة على العلاج دون أن ينسى أحد الأدوية، وهذا المضاد مثله مثل باقي المضادات الحيوية، ليس له مخاطر، ولكن له أعراض جانبية قد تؤثر في نسبة الدم، ولذلك يجب عمل صورة دم بصفة دورية، وتناول فيتامينات لتقوية الدم عند الحاجة، ويمكن عمل العملية بعد مرور فترة من العلاج، لكي يتم السيطرة على الجرثومة، وتقليل حجم التورم قدر الإمكان، ثم إزالته بعد ذلك، حتى لا يظل التورم مصدرا للعدوى، وبعد استكمال جرعات العلاج، فإن نسبة الشفاء عالية جدا، خصوصا إذا تم تكرار الجرعات لعدة شهور أخرى، ولا خطر على الصحة في المستقبل -إن شاء الله-، بشرط عدم التعرض للعدوى مرة أخرى.

واضطراب الدورة الشهرية له أسباب أخرى، أعتقد أن استشارية النساء قد تكلمت عنها في الاستشارة السابقة، ولا مانع من تناول حبوب دوفاستون لتنظيم الدورة الشهرية، ومع عمل صورة الدم بصفة دورية، وملاحظة عد كرات الدم البيضاء، وهي في المتوسط ما بين 3000 إلى 10000، فلا مانع من أخذ التطعيمات المطلوبة، وقائمة التطعيمات المكتوبة يتم في الغالب أخذها في سن الطفولة، في برنامج التطعيم الإجباري، ويمكن عمل الأجسام المضادة لتلك الأمراض، وبيان هل تم أخذ تلك التطعيمات، وبالتالي لا داعي لتكرار ما تم أخذه.

مع التغذية الجيدة، مثل تناول ما بين 6 إلى 8 وجبات صغيرة وشاملة على كل المجموعات الغذائية -اللحوم والحليب والخضار والفواكه والنشويات-، بدلا من ثلاث وجبات مع، شرب ما بين 6 إلى 8 أكواب يوميا من الماء، نتيجة لما يفقده المريض من سوائل، من التعرق والسعال، كذلك تجنب الأطعمة المقلية والبهارات الحارة، كذلك بالإمكان تناول مكملات غذائية عالية الطاقة والبروتين، ومتزنة الفيتامينات والمعادن، خصوصا الكالسيوم وفيتامين (د)، والتي يمكن تناولها بين الوجبات؛ لكي تمد المريض باحتياجاته الغذائية، ولكن يوصي بأن تكون تحت إشراف اختصاصي تغذية علاجية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات