لا زلت أعاني من رهاب الوقوف والإلقاء أمام الناس، فما نصيحتكم لي؟

0 255

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

باختصار: مشكلتي هي الرهاب من الوقوف أمام مجموعة، وإلقاء أي كلمة.

نعم أعاني من الرهاب من الناس، ولكن ليس بكثرة، فأحيانا أخاف، وأحيانا أكون عادية، ولكني أعاني جدا من الرهاب، لقد تعبت جدا من هذا الأمر، عدا عن أن دراستي ومجالي لا يسمحان لي بأن أقف هكذا، ففي كل مرة أغيب وأتهرب وأنقص الكثير من الدرجات بسبب هذا الأمر، فأنا في كل مرة أذهب لمكان وأختبئ وأبدأ بالبكاء، وفي كل مرة أقف أجدني أريد البكاء ولا أستطيع، وبدأ هذا عندما قالوا لي بأني أرتجف في أول مرة ألقيت بها، مع أني لم أكن خائفة، وبعد ذلك بعدة مرات ألقيت وأنا أرتجف، ولكن بعد ذلك بدأ الرهاب.

وللمعلومة؛ فأنا عندما أكون في أجمل لحظاتي وأنا مع من أحب، وأشعر بالراحة، تجدني أرتجف، فربما هي أعصاب، ولكن لا أعلم، ولكني أعتقد بأني لو عالجت الرجفة سأستطيع علاج الرهاب بسهولة، فأنا أحب الناس والاجتماعات.

وقد قلت لأمي بأني أريد العلاج فرفضت رفضا شديدا، وأنا لا أحب أن أشرح لأحد معاناتي، أنا لا أخاف من أن أشعر بالخوف، ولكن كل خوفي أن أقف وأرتجف وأتأتؤ في الكلام، كل خوفي أن يظهر خوفي أمام الناس، فأنا أكره ذلك.

حدث لي عدة مرات أن أقف أمام الجالسين وأبكي وهم ينظرون إلي بشفقة، أنا أكره ذلك، والكل يعلم ذلك، ويعلم أني أخاف، بل كنت أنا بنفسي أخبر الجميع بذلك، وكانوا يخبروني بخوفهم من الإلقاء، لكنهم كانوا يلقون وأجسادهم لا ترتجف مثلي.

أنا أرى بأن هذا الأفضل، أن أخاف ولكن لا يظهر علي، وقد استخدمت الاندرال ليوقف الرجفة والتعرق والتلعثم، نعم أفادني في الأحاديث العادية، ولكنه لم يفدني في الإلقاء، فاكتشفت أنه ربما يجب علاج الشعور ذاته، فبماذا تنصحني؟ وآسفة على الإطالة، فأنا حاولت الاختصار قدر ما أستطيع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على أن كتبت لنا ما في قلبك، ولا حاجة للاعتذار -حفظك الله-.

إن كثيرا مما ذكرت في رسالتك أمور طبيعية، وردة فعل نفسية متوقعة، حيث ينشغل ذهن الإنسان بأمر مر معه، وخاصة إذا كان الأمر أو الحدث متميز وله دلالاته -كما هو الحال معك-، وما يحدث معك من ابتلاع ريقك ما هو إلا مظهر من مظاهر القلق، وهو أمر عادي ومعروف تماما.

والموضوع موضوع وقت فقط، فعاجلا أو آجلا سيخف هذا الأمر في نفسك، ولا يعود يأخذ كل هذا الاهتمام.

وربما ما يفيدك ويعينك هو أن لا تحاولي جاهدة أن تنسي أو تتناسي ما حدث، لأننا أحيانا عندما نحاول نسيان أمر ما؛ فإننا في الحقيقة وبسبب المحاولات المبالغ فيها نعزز هذه الذكريات في ذاكرتنا وانتباهنا، وكدليل على هذا: إذا قلت لك لا تفكري أبدا أو تتخيلي "الفيل الأزرق"، فإن أول ما سيخطر في بالك طبعا هو الفيل الأزرق.

فإذا حاولي أن تتفهمي أن الأمر عادي تماما، وأنه فقط موضوع وقت، واعملي على متابعة أعمالك وأنشطتك المختلفة.

وفقك الله، ويسر لك الفلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات