السؤال
السلام عليكم
أنا لي صديقة دائما تظهر حبها لي، وتؤمنني على أسرارها، ولكنها أمام الناس تقصد التقليل مني وإحراجي، أنا أريد أن أجعلها صديقة لي من بعيد، وأدخل مجموعة هي ليست فيها، لكني أخاف أن أتركها وأخسرها كصديقة، وإن أكملت معها تهينني وتجرحني أكثر، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ملك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك هذه الاستشارة، وندعوك للمحافظة على الصديقة الأولى، واكتساب صداقات مع أخريات صالحات، فالإنسانة محتاجة إلى صديقات، وكما قال عمر: ما أعطي الإنسان بعد الإسلام أفضل من صديق حسن، يذكره بالله إذا نسي، ويعينه على طاعة الله إن ذكر.
اختاري من الصالحات صديقات، واختاري من المؤمنات خلات، وتعاوني معهن على البر والتقوى، والتواصي بالحق والتواصي بالصبر، واعلمي أن المؤمنة بحاجة إلى صديقة صالحة تذكرها بالله إذا نسيت، وتعينها على طاعة الله إن ذكرت، وتأخذ بيدها إلى الحق، فاحرصي على المحافظة على صداقة الفتاة المذكورة، وأدخلي أخريات في دائرة الصداقة، فإننا أيضا نريد للدائرة أن تتسع.
اعلمي أن ما يحصل من الصديقة هذه يمكن أن توصلي لها رسائل ونصائح واضحة بأنك تتضايقين من بعض المواقف، فربما تكون لا تشعر بأنها تحرجك بمثل هذه المواقف والسخرية منك أمام الأخريات؛ لأنه أحيانا بعض الصديقات -كذلك بين الرجال بعض الأصدقاء- لا يعرف حقوق اللباقة وحدود الأمور المعقولة ومتى يمزح؟ ومتى يكف عن المزاح؟ وما هو المزاح المطلوب؟ فربما هي لم تنتبه، وربما تقوم بهذا الدور دون أن تشعر.
لذلك لا مانع من تنبيهها وإشعارها بأنك تتضايقين من الموقف الفلاني أو مما حصل في يوم كذا وموقف كذا، وفي العتاب حياة بين أقوام، لكن يكون ذلك بلطف، يكون ذلك بحكمة وحنكة، بعد أن تذكريها بإيجابياتها، وبسعادتك في صحبتها، ونسأل الله أن يديم بينكن الألفة والمحبة فيما يرضي الله.
واعلمي أن المحبة الناجحة هي ما كانت لله وفي الله وبالله وعلى مراد الله، ونسأل الله لنا ولكن التوفيق والسداد.