السؤال
هل مرض ضمور الدماغ، ومرض نوبات الصرع المستمرة والمتكررة نتيجة ضمور وتلف بخلايا المخ يؤثر على العقل والإدراك والتفكير وصحة التصرفات أم لا؟
وهل يغلب على أفعال المريض المصاب بهذا المرض الشك أم اليقين؟ وهل يستطيع المريض المصاب بهذا المرض التمييز بين الصواب والخطأ في تصرفاته وأفعاله أم لا؟ وهل يعتبر هذا المريض المصاب بهذا المرض (ضمور الدماغ ونوبات صرع مستمرة ومتكررة نتيجة ضمور وتلف بخلايا المخ ) عديم الأهلية أم ناقص الأهلية، أم كامل الأهلية؟ وهل يعتبر مسئولا عن تصرفاته وأفعاله من الناحية الطبية والقانونية أم لا؟
أرجو الرد عن كل جزئية في سؤالي باستفاضة، وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إباء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سؤالك سؤال مهم، والإجابة عليه تتمثل في الآتي:
لا بد أن تحدد الأجزاء الضامرة في الدماغ، وتأثيرها على الوظائف العامة للإنسان من حيث الإدراك، من حيث الاستبصار، من حيث الارتباط بالواقع، من حيث المقدرة على التمييز ما بين الخطأ والصواب.
هذه – يا أخي – لها ضوابط تشخيصية معيارية محددة ومعروفة، وهنالك تباين كبير جدا بين الناس في هذا السياق، نوبات الصرع بصفة عامة لا تخل بالإدراك على المدى البعيد، لكن قطعا إذا كانت النوبات متكررة ربما تخل بالإدراك وقتيا.
وموضوع الأهلية: الأهلية – أيها الفاضل الكريم – لها شروط أيضا، هنالك أهلية تبيح للإنسان التصرف وإدارة شؤونه البسيطة، وهنالك نوع من الأهلية مطلوبة لإدارة الشؤون المركبة أو المعقدة، هذه لها شروط.
فيا أخي الكريم: الإجابة على سؤالك هذا هي أن كل حالة لها ظروفها، كل حالة لها وضعها، هنالك حالات من ضمور الدماغ ونوبات الصرع قطعا يفقد فيها الإنسان الأهلية، ولا يستطيع أن يدير شؤونه، وربما يكون غير مسؤول عن تصرفاته، وهنالك حالات تكون فيها المسؤولية جزئية، وهنالك حالات تكون فيها الأهلية مصانة وموجودة.
فهذه الحالات يجب أن تفحص بواسطة مختصين، وفي معظم مؤسسات الطب النفسي المتقدمة توجد لجان من الخبرات الطبية الفنية النفسية لتحديد ما هو مطلوب خاصة من قبل المحاكم.
أما سؤالك حول: هل يغلب على أفعال المريض المصاب بهذا المرض الشك أو اليقين؟
بعض الحالات التي تكون فيها البؤرة الصرعية في الفص الصدغي ربما يعاني المريض من نوع من الظنانية، وسوء التأويل، والارتياب، والشكوك، والبعض أيضا يكون له اضطرابات وجدانية تظهر في شكل تقلب في المزاج.
ولا بد أن أضيف أيضا أن تلف الدماغ حتى وإن كان بسيطا في أحيان كثيرة يؤدي إلى تغير في شخصية الإنسان، هذا أيضا مهم وله مقاييس ومعايير تشخيصية.
التغيرات التي تحدث في الفص الجبهي، أو الفص الأمامي – وهي الناصية – هذه تؤدي إلى تغيرات كثيرة في تصرفات الإنسان، وكذلك في سمات شخصيته.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.