السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 15 سنة، ولدي نوع من الوسواس يتعلق بإصابتي بسرطان الثدي، خاصة بعد قراءتي لأعراضه، فمثلا أرى بقعا صغيرة ذات لون مغاير للون جلدي، فهي مقاربة للبني الفاتح تقريبا، وإن قمت بحك حلمتي قليلا تخرج مادة صلبة مقاربة للون الأبيض إلى الأصفر لكنها جامدة وليست سائلة كما هي الأعراض، أشبهها بحبيبات السكر، مع اختلاف كونها مائلة للون اللحمي أو الأصفر الفاتح، ودرجة صلابتها أقل بكثير، ومنذ فترة بسيطة تقارب الأشهر انتبهت لوجود شعر في منطقة الثدي والبطن، ويكون سهل النزع في منطقة الثدي، وعند نزع الشعرة تخرج معها مادة من منبت الشعرة لا أدري ما هي؟ ولا أعلم شيئا سوى أنها تخيفني، مع الذكر بأن أختي الكبرى تعاني ذات معاناتي، لكن وضعها حسب قولها منذ سنين، وهي لا ترى الوضع خاطئا بخلافي.
وتكثر حول الحلمة الغدد الحليبية، فهل كثرتها طبيعية؟ وهل توسع الهالة مع تشققها وخروج قشور بيضاء منها شيء طبيعي؟ وهل للسمنة أثر في هذه الأعراض أو أعراض سرطان الثدي؟ لأن لدي قريبة بمرتبة الأخت بالنسبة لي، وأود تحذيرها منها، فطولها 170 سم لكن وزنها 93 كلغ، وقد سمعتها في يوم من الأيام تشكي من هذه الأعراض، فهل هي في خطر؟ مع العلم بأن هذه الأعراض أتتني وأنا نحيفة الوزن.
شاكرة لكم مساعدتي، وأتمنى أن أجد الجواب الشافي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
توجد ظواهر جلدية كثيرة لسرطان الثدي، وتلك الأمور لا بد من تقييمها بواسطة أطباء الأمراض الجلدية والجراحة والأورام، من خلال أخذ التاريخ المرضي لحدوث تلك المشكلات الجلدية بشكل دقيق، وفحص الجلد إكلينيكيا بشكل جيد، وربما عمل بعض الفحوصات والإجراءات الأخرى اللازمة للتأكد من عدم إصابتك بأي من تلك الظواهر، ولا يمكن الاعتماد في تقييم مشكلاتك الجلدية المذكورة على الوصف المذكور فقط.
أما بالنسبة للشعر الزائد حول حلمات الثدي، فيعتبر نوعا من الشعرانية، وهي عبارة عن زيادة في نمو الشعر غير المرغوب فيه في أماكن توزيع ذكرية، مثل منطقة الشنب والذقن، أو وجود شعر أكثر سمكا أو كثافة في الأطراف والجسم، وهو أمر شائع عند كثير من النساء، وليس بالضروري وجود زيادة في هرمونات الذكورة عند مرضى الشعرانية، وغالبيتهن يكون عندهن مستوى الهرمون طبيعيا، ويكون سبب نمو الشعر في الأماكن المذكورة بصورة أكثر كثافة أو سمكا نتيجة فرط تفاعل بويصلات الشعر للهرمون الذكري في هذه الأماكن، وذلك نتيجة استعداد وراثي في بويصلات الشعر، وليس بالضرورة لمن عندهن شعر زائد في بعض الأماكن أن يكون عندهن خلل هرموني واضح، أو اضطراب مصاحب في الدورة الشهرية، أو وجود تكيسات في المبايض، أو ظهور علامات أخرى للاسترجال، مثل حب الشباب أو الصلع الوراثي أو بعض العلامات الأخرى.
ولا مانع من عمل بعض الفحوصات الهرمونية، وبعض الإجراءات الأخرى اللازمة؛ للتأكد من عدم وجود خلل هرموني، أو سبب آخر لظهور الشعر الزائد في حالتك، والمشكلة محددة حول الحلمات، ويمكن إزالة الشعر من تلك الأماكن بالوسائل التقليدية أو بالليزر، ومشكلة خروج إفرازات من منابت الشعر أو حدوث سمك أو تغير في اللون، فذلك يلزم التقييم الإكلينيكي كما ذكرت سابقا.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد علام، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تذكري وزنك -يا ابنتي-، ولكن هناك إشارة إلى وجود نحافة في نهاية الرسالة، ولم تذكري لنا معلومات عن الدورة الشهرية، ومتى كانت دورة البلوغ؟ وهل انتظمت الدورة الشهرية أم لم تنتظم؟ والإفرازات البيضاء من الثدي قد تأتي من كثرة دعك الحلمة، وإذا كنت تمارسين العادة السرية من خلال دعك الحلمة، مما يؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب الذي يساعد على ظهور تلك الإفرازات، وسرطان الثدي له دلالات، مثل تحول في لون الجلد إلى شكل قشرة البرتقال، وإلى ظهور إفرازات مدممة، وإلى وجود كتلة داخل الثدي من خلال الفحص الذاتي.
أنت بخير –يا ابنتي-، ولا يوجد لديك سرطان، وبإمكانك من خلال مساعدة الوالدة التحقق من ذلك من خلال عمل أشعة ماموجرام، وعمل أشعة تليفزيونية، وأنا من رأيي لا داعي لذلك؛ لأنك صغيرة السن، ولا يوجد سرطان في الثدي في مثل سنك، ولكنها دليل قاطع على نفي تلك الأوهام.
والنحافة مثلها مثل السمنة تؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، ولها أسباب كثيرة، ومن ذلك الديدان عند الإصابة بها خصوصا ديدان الإسكارس والأنكلوستوما التي تؤدي إلى فقر الدم، وتعتبر سببا للنحافة؛ لأن الديدان تتغذى على الدم والطعام في الأمعاء، وعلاج الديدان يجب أن يشمل الأسرة كلها وليس الفرد المصاب، لأن العدوى تنتقل من فرد في الأسرة إلى فرد آخر حتى ولو تناول علاج الديدان، ولذلك ننصح دائما بعلاج كل أفراد الأسرة في التوقيت نفسه وعلاج الديدان عبارة عن حبوب مثل فيرموكس أو فيرمين، قرص صباحا ومساء لمدة ثلاثة أيام، ويكرر بعد 15 يوما لمنع تكرار العدوى.
وفقر الدم أيضا هو نتيجة لسوء التغذية، ولقلة ونوعية الطعام الذي يتناوله الفرد، وعلاجه بالتغذية السليمة، وحبوب الفيتامينات وما أكثرها في الصيدليات! والتي تحتوي على الحديد وباقي الفيتامينات والأملاح المعدنية.
والنحافة نتيجة لأن السعرات الحرارية والوجبات التي تتناولينها في الغالب أقل من الاحتياج اليومي (2000) سعرة حرارية، فيضطر الجسم لاستكمال حاجته من المخزون فيبدأ الجسم في خسارة الوزن بالتدريج.
وهناك كثير من الأطعمة مفيدة غذائيا ومليئة بالسعرات الحرارية التي تغطي الاحتياج اليومي، وبإمكانك عمل خليط من الحلبة والسمسم والمكسرات، مع الزبيب والتين المجفف مع بعض العسل، وتتناولين هذا الخليط كلما رغبت في ذلك، سواء بالملعقة أو بالخبز في صورة ساندويتشات، مع تناول التمر والعسل والتين الطازج، وفي حالة عدم الرغبة في الأكل تستطيعين أكل وجبات خفيفة ومتكررة لتعويض الكمية بتكرار الوجبات، مع تناول المخللات مثل الزيتون؛ فهي بحد ذاتها فاتحة للشهية، ويجب تناول كبسولات فيتامين د، وحبوب الكالسيوم، وأوميجا 3، والمقويات؛ حيث إنها ضرورية للمناعة وللعظام ولتقوية الدم.
وبالنسبة لصديقتك، يجب عليها إرسال رسالة بكافة تفاصيل الدورة الشهرية، والوزن والسن لكي يمكن مساعدتها.
وفقك الله لما فيه الخير.