زوجي أصيب باضطراب وجداني ثنائي القطبية.. فهل من نصيحة؟

0 429

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد منكم أجوبة على أسئلتي؛ لأستفيد من استشاراتكم.

زوجي منذ حوالي أربعة أشهر أصابته حالة هوس ونشاط زائد, وفرح شديد, وأصبحت تصرفاته غريبة, فعرضناه على الطبيب, فوصف له دواء ريدون, استمر عليه مدة شهر, والحمد لله استفاد عليه, لكن بعد حوالي شهر أصبح يعاني من اكتئاب, وأصبح لا يطيق شيئا.

راجع الطبيب, فقال: إنه دخل في نوبة الاكتئاب؛ لأن تشخيص الطبيب لحالته أنها اضطراب ثنائي القطب, وكان يأخذ أيضا مع دواء ريدون لوكسول, ووصف له دواء فافرين, نصف حبة, من عيار 5 مجم, وأن يستمر على ريدون ولوكسول, وأن يزيد جرعة لوكسول بالتدريج, لكنه لم يتحسن.

راجع الطبيب أيضا, فوصف له زيبركسا 5 مجم, حبتان يوميا, ومن ثم الليثيوم حبتان يوميا, مع الفافزين حبتان يوميا, ونحن لاحظنا عليه أنه أصبح أفضل بكثير من السابق, لكن هو يقول: إن شعور الحزن واليأس والضجر ما زال لدي, وليس له رغبة بعمل أي شيء.

طلب منه الطبيب أن يمارس الرياضة, لكن لا يوجد لديه الهمة أو النفسية لكي يذهب حتى إلى عمله, يذهب وهو غير مرتاح.

أريد الاستفسار منكم: هل الدواء الذي يأخذه مناسب لحالته؟ أنا أثق بطبيبه جدا؛ لأني حسب معرفتي عن المرض نفس حالة زوجي, ونفس الأعراض التي أصابته, لكن أود أن أعرف عن نوبة الاكتئاب, وما الدواء المناسب لها؟ ومتى يمكن أن تذهب نوبة الاكتئاب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بشار سميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى العافية والشفاء لزوجك الكريم.

من الواضح أن نوبة الهوس كانت تنطبق عليها المعايير التشخصية لنوبة الهوس الحقيقية، ثم بعد ذلك أتى الاكتئاب، وهذا تأكيد قاطعا أن هذا الأخ الكريم يعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية من الدرجة الأولى.

والعلاج –أيتها الفاضلة الكريمة- هنا يتمثل في تناول مثبتات المزاج، ولا شك أن الليثيوم هو الدواء الأفضل، هو الدواء الأحسن، حتى وإن كان الأقدم، فأنا أؤيد رأي الأخ الطبيب بصورة واضحة جدا، فقط الذي أنصح به هو الالتزام بالضوابط المتعلقة بعلاج الليثيوم، وهذه قطعا يكون الطبيب قد شرحها لكم بوضوح شديد.

عليه أن يتناول سوائل أكثر في فترة الصيف، ألا يتعرض للتعرق الشديد، وأن يقيس مستوى الليثيوم في الدم مرة (مثلا) كل شهرين أو ثلاثة أشهر حسب ما هو متاح.

وحاجته لدواء آخر بجانب الليثيوم هذا يعتمد على الحالة، إن كان هنالك اكتئاب شديد ربما يحتاج لعقار فافرين، وإن كان بعض المختصين لا يفضلون إضافة مضادات الاكتئاب، لأنها في بعض الحالات قد تؤدي إلى تكرر النوبات، لكن لا أقول إن استعمالها ممنوع.

بعض الأطباء أيضا يفضلون إضافة دواء آخر مثل الـ (زبركسا) دواء ممتاز، البعض يفضل إضافة عقار (سوركويل) من الأدوية التي أحبها جدا، ووجدتها فاعلة جدا، عقار (لامكتال) أيضا إضافة عظيمة ومفيدة، خاصة إذا كانت النوبات الاكتئابية أكثر من النوبات الهوسية، أما إذا كانت النوبات الهوسية أكثر فعقار (دباكين كرونو) يعتبر مثاليا.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: الحمد لله تعالى العلاجات متوفرة، سليمة، مفيدة، وأهم شيء أنصح به هو الاستمرار على الدواء بصورة صحيحة، والالتزام بالجرعة، والحمد لله تعالى في حالة هذا الأخ كان التدخل الطبي مبكرا، وهذا هو المهم، لأن القانون الذهبي الآن يقول: التدخل المبكر زائد الالتزام بالعلاج تكون النتيجة رائعة جدا، الشفاء والتعافي إن شاء الله تعالى.

وهذا الأخ يحتاج للعلاج لمدة لا تقل عن ثلاثة سنوات من وجهة نظري، والحمد لله تعالى أنتم لديكم طبيب نفسي تثقون فيه، وهذا أمر جيد، ويعتبر إضافة إيجابية جدا، فاحرصوا على المتابعة والمواصلة مع الطبيب.

الأمر الآخر والمهم هو أن هذا الأخ يجب أن يعيش حياته بصورة طبيعية، من حيث الحرص على التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، سوف تزيد من همته وتحسن من فعاليته، وعليه ألا ينظر لنفسه كمعاق، لأنه ليس معاقا، هذا مرض ومرض يتم علاجه تماما، ومن دواعي العلاج هي الحرص على الفعالية، الفعالية الوظيفية والاجتماعية، هذه مهمة جدا، ولا بد أيضا أن يكون حريصا على صلواته مع الجماعة، هذا يحسن كثيرا من دافعيته النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات