هل يمكن البناء على العلاقات العاطفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

0 378

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 27 سنة، عزباء، أضفت عددا ليس بقليل من الأصدقاء في الفيس بوك، ولا أحب المحادثات الخاصة، ولا أرد على أي أحد، فقد دخلت إلى هذا العالم للاستفادة وليس للتعارف، وكان من ضمن الأصدقاء شاب في 26 من عمره.

حدث وأن تكلمنا معا، وكنت أتصرف في حدود الأدب، وحتى أنني لا أراسله كثيرا، وكنت دائما جافة معه، وأرد بقدر السؤال، حتى أنه لا يعرف اسمي الحقيقي، وكان يقول: ما رأيك في الزواج عن طريق الفيس بوك؟ وكنت معارضة وبشدة، وأقول له: ابحث عن فتاة تعرفها وتعرف أخلاقها، وكان يلمح لي كثيرا، وأنا لم أتصور أنه يقصدني أبدا، ولم أنتبه إلا بعد ما صارحني وقال لي: أريد أن أتزوجك.
 
كأنه صفعني بطلبه، وفاجأني، وطبعا كانت ردة فعلي أنني رفضت، فهو لا يعرف شكلي ولا أهلي ولا نسبي، شعرت أنه إنسان لعوب، وأخبرته بكل هذا الكلام، فقال لي: أنا اقترحت عليك الزواج، لكنني سوف أسأل عنك، فإن كنت فتاة جيدة، وذات خلق تقدمت لك، وإلا فالحالة حال الزواج التقليدي، وأنا سكت عنه ولم أعلق، وبدأت أفكر في الشاب، ولمست فيه الطيبة، وأعطيته اسمي كاملا.

الآن أغلقت حسابي وإلى الأبد في الفيس بوك، خشية على نفسي من الزلل، لكنني لاحظت فيه أشياء لم تعجبني عندما كنا نتحاور، فمثلا، يقول: أشتاق لك، أو يرسل قبلات، وأخبرته أنني لا أحب هذه التصرفات، فكان يعتذر، وطلب مني رقم تلفوني، لكنني رفضت.

سؤالي: هل ما فعلته صواب؟ وهل الشاب هذا بتصرفه كان مصيبا أم لا؟ وهل إرسال كلام الشوق والقبلات تصرف سليم أم لا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ dreams حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك بداية أن الزواج بهذه الطريقة خطأ وأن الأمر فيه مخاطرة، وأن هذا العالم فيه شباب، لكن فيهم ذئاب، وأنك فتاة مسلمة أرادك الله مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فلا تقدمي التنازلات، ولا تدخلي لهذا العالم الذي لا يعرف فيه حقيقة الأشخاص، والكلام المعسول يجيده كل أحد، وأكرر: في الشباب ذئاب، والفتاة مثل الثوب الأبيض، والبياض قليل الحمل للدنس.

فانتبهي لنفسك، وأرجو أن تتعظي من هذا الخطأ الذي حصل، فالمؤمنة العاقلة مثلك لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، واحرصي دائما على ألا تقبلي الزواج بهذه الطريقة، لأن هذه الطريقة فيها تشويش، والشيطان الذي يجمع الناس على المخالفات هو الشيطان الذي يأتي ليغرس الشكوك بينهم في مستقبل أيامهم وحياتهم.

ما حصل من الشاب من ممارسات ومن كلمات لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، وهو لا يبشر بخير، ولا يؤشر إلى خير، ولذلك أحسنت بإغلاق هذا الحساب، ونتمنى أن يكون في الذي حصل درسا لك، ويكون هذا سببا في البعد الدائم عن هذا الشاب وعن غيره، حتى يأتيك ما قدره الله لك، ولا تقبلي إلا بصاحب دين، يطرق الأبواب ويقابل أهلك الأحباب ويقدم صداقا يدل على صدقه، واعلمي أن أولى الخطوات هي أن يطرق الباب، ثم بعد ذلك يطالب بالنظرة الشرعية، ثم تسألون عنه ويسأل عنكم، فإذا حصل الوفاق والاتفاق والانشراح فعندها نقول: (لم ير للمتحابين مثل النكاح)، وعندها نردد: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).

نتمنى –وأنت في شهر الصيام– أن تتقي الله، وتبتعدي عن مثل هذه الممارسات، وأرجو أن تكوني ممن يستمعن إلى القول فيتبعن أحسنه، هداك الله إلى الخير، ونكرر الترحيب بك في موقعك، ولأنك عندنا في منزلة البنت العزيزة والأخت الغالية فإنا لا نرضى لك مثل هذه المواقف، واعلمي أن هناك من يعبث بمشاعر الفتيات، فلا تنخدعي، ولا تقبلي إلا بصاحب دين –كما قلنا– وإلا بمن يأتي بأهلك ليطلبك بطريقة رسمية.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات