تأتيني كتمة بدوار فظيع عند نومي مما يفسده، ولا أنام إلا بعد ساعات

0 422

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله أن يوفقكم ويرزقكم من عنده على ما تبذلونه من جهد في هذا الموقع.

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أعاني أحيانا من مشكلة عند النوم، فعندما يغلبني النعاس وعندما أدخل في النوم تأتيني كتمة وأشعر بدوار فظيع، ولا أستطيع بعدها النوم إلا بعد ساعات طويلة لأنها تتكرر أكثر من مرة بذات اللحظة، للمعلومية أعاني من حموضة تتعبني وألم جهة اليسار من صدري في منطقة القلب، ذهبت لطبيب القلب وعمل تخطيطا وأخبرني أن القلب سليم -ولله الحمد- وأن هذا بسبب الحموضة، صرف لي دواء raisk 20 وبروفين لتسكين الألم، تحسنت كثيرا -ولله الحمد- والآن عادت المشكلة مجددا.

أرشدوني بارك الله فيكم، فقد تعبت وأصبح أمر النوم يرهقني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

ربما يكون لديك نوع من الارتجاع الذي يؤدي إلى تكون الحوامض مما يجعلك تحسين بهذه الكتمة، والتي بدورها أدخلتك في نوع من المخاوف، وهذه الحالات معروفة، واستفادتك من عقار (raisk) هي بالفعل دليل على موضوع أنك ربما تعانين من ارتجاع للأحماض مما يؤدي إلى الحالة التي تعانين منها.

سوف يقوم الأخ الدكتور/ عطية إبراهيم محمد بإرشادك في هذا الخصوص، وربما تحتاجين أيضا لمقابلة طبيب الجهاز الهضمي.

بالنسبة للعلاجات الأخرى، حاولي أولا أن تتجنبي النوم النهاري، وأن تمارسي بعض تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس المتدرج، هنالك عدة برامج للتدرب على هذه التمارين، وإسلام ويب أعدت استشارة مبسطة تحت الرقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها للأخذ بالتوجيهات الخاصة بكيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

في مثل حالتك أيضا جرعة صغيرة جدا من عقار يعرف باسم (زاناكس) ربما تكون هنالك حاجة لها، لكن هذا الدواء بما أنه قد يؤدي إلى التعود في بعض الأحيان لا ننصح باستعماله إلا تحت إشراف طبي، وأعتقد أنك تحتاجين لتناوله فقط لمدة أسبوع إلى عشرة أيام، وبجرعة ربع مليجرام ليلا.

على المدى البعيد: علاج الحموضة أعتقد أنه سيكون الحل لمشكلتك، كما أن تمارين الاسترخاء مفيدة – كما ذكرت لك –، وفي ذات الوقت تحسين صحتك النومية من خلال تجنب النوم النهاري، وممارسة أي تمارين رياضية تناسب الفتاة المسلمة، وتجنب شرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا في فترة الأمسيات، والحرص على أذكار النوم – مهمة جدا – ويجب أن تراعي أيضا وضعية الرأس عند النوم، نامي على شقك الأيمن، والوسائد المرتفعة بالرغم من أنها قد تؤدي إلى انقباضات عضلية في منطقة الرقبة، لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من زيادة في تكون الأحماض أو الارتجاع؛ ربما يكون من الأفيد لهم أن يناموا على مخدات مرتفعة نسبيا.

نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هناك أسباب متعددة لكتمة النفس أثناء النوم، ومن أهم تلك الأسباب هو وجود جرثومة في المعدة تؤدي إلى حدوث التهاب في جدار المعدة، وتأثر المعدة بعد ذلك بالحمض الذي تفرزه، ثم ارتجاعه في اتجاه المريء، ويحدث ما يعرف بالشرغة أثناء النوم وهذا يؤدي إلى الحكة وضيق التنفس.

وجرثومة المعدة كما قلنا تؤدي إلى التهاب مزمن في جدارها، وحموضة والتهاب بالحلق، وكحة وضيق في التنفس نتيجة ارتجاع الحمض إلى المريء والحلق، ويمكن تشخيصها بعمل تحليل براز لجرثومة المعدة، وفي حالة وجودها هناك علاج يسمى العلاج الثلاثي، ويشمل نوعين من المضادات الحيوية klacid 500 mg مرتين يوميا لمدة عشرة أيام، وكبسولات amxicillin 1 gm مرتين يوميا لمدة عشرة أيام أيضا، وأقراص pariet 20 mg قرصا واحدا يوميا على الريق صباحا، أو أقراص nexium 40 mg أيضا على الريق لمدة 10 أيام، ثم عند الضرورة بعد ذلك.

بالإضافة إلى تقسيم الوجبات اليومية إلى وجبات خفيفة ومتكررة، وبعيدة عن التوابل والمقليات والعشاء الخفيف ليلا وقبل ميعاد النوم بفترة مناسبة، مع محاولة وضع السرير بشكل متدرج بحيث يكون مستوى الرأس أعلى من مستوى القدمين بحوالي 30 درجة أفقيا، وليس رفع الوسادة فقط، لأنه قد يؤدي إلى مشاكل في الفقرات والغضروف، وساعتها قد تستغنين عن الوسادة، وهذا الوضع يمنع ارتجاع الحمض إلى الحلق، ويخلصك من الشرقة والكحة وضيق التنفس أثناء النوم -إن شاء الله-.

كذلك فإن السمنة والوزن الزائد لهما دور في ذلك، وهذا يؤدي إلى ضيق مجرى التنفس ونقص الهواء الداخل إلى الرئتين، ومن بين تلك الأسباب أيضا وجود حساسية مزمنة في الجيوب الأنفية، أو التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، ويؤدي ذلك إلى ذات النتيجة، وهي نقص كمية الهواء الداخل إلى الصدر وما ينتج عنه من إحساس بضيق التنفس، ولذلك يجب البحث عن السبب وعلاجه.

وهناك حالة تعرف بانقطاع النفس النومى بالإنجليزية (Sleep apnea)، وهو حالة مرضية تحدث أثناء النوم، تتميز بتقطع مرضي في عملية التنفس، أو بفترات طويلة من التنفس الضعيف أثناء النوم. كل انقطاع واحد في النفس يسمى (apnea)، ويمكن أن يستمر من ثوان إلى عدة دقائق، والذي يلحظ ذلك هو المرافق للمريض أثناء النوم سواء الزوج أو الزوجة أو الأخت، خصوصا عند التواء الرقبة أو النوم على الظهر، وفي حالة وجود الشخير أثناء النوم وتغيير وضع النوم، أو النوم على أحد الجانبين يؤدي إلى تحسن الحالة.

والعلاج يعتمد على علاج السبب، ولذلك يجب العرض على طبيب أنف وأذن وحنجرة لتقييم حالة الأنف والجيوب الأنفية، وفي حالة زيادة الوزن والسمنة يجب عمل برنامج غذائي صحي وحمية لإنقاص الوزن، وننصح بالنوم على الجنب، مما يساعد على منع اللسان واللهاة من غلق مجرى التنفس.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات