الزلزال ولد في داخلي خوفاً مستمراً من المرض والموت، فكيف أتخلص منه؟

0 378

السؤال

السلام عليكم

منذ 10 سنوات وأنا أعاني من صدمة عصبية، في تلك الفترة توفي والدي، وبعدها ضربنا زلزال عنيف، وفي تلك الفترة لم أعرف كيف أتصرف مع حقيقة وقوع الزلزال، هربت أنا وأولادي إلى بيت أهلي، لم أرد الرجوع إلى بيتي، لكن رجعت مرغمة.

ومنذ ذلك الوقت لم أعد أستطع التفكير إلا في حدوث الزلزال، وانهيار المباني، وكلما كانت هناك ترددات أهرب حافية مع عائلتي، أردت الانتقال من المنزل، لكنني لم أستطع، وبقيت أعاني حتى انتابني شعور في الليل وكأن جسمي يحترق، اعتقدت أنني سأموت من شدة الحرارة، وكل جسمي كأنه مشواة.

ذهبت إلى المستشفى، وأنا أبكي وأشهد، أعطوني إبرة وأكسجين حتى الصباح، ومنذ ذلك الحين وأنا أعاني الخوف من الموت، أحس بأن شيئا يخرج من صدري، ومنذ تلك الفترة دخلت في دوامة لا مخرج منها، والأدوية لا نفع منها، وأصبحت أنتقل من حالة إلى حالة، حتى أصبحت أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأخاف من المرض، وأصبح ظهري يؤلمني من التوتر، وأعاني من الخفقان والتعب وغيرها من الأمور التي أهلكتني.

والآن المشكلة الكبرى: هو الإحساس بفراغ كبير في بطني، وكأنني لم آكل منذ أيام، أحس برعشة في كل جسمي، وألم في رأسي من الأمام والخلف، أحس أنني سوف يغمى علي، لم آكل من شدة التوتر والخوف من الإغماء والموت، أكل فقط موزة بسرعة شديدة حتى لا أنهار، وأظل أعاني طوال اليوم من شدة التوتر، أصبحت لا أستطيع الاتزان في هلوستي، مع العلم أنني أراجع الطبيب، وقد قال أن هذه نتيجة صدمة نفسية، وأنا آخذ منذ يومين دواء جديدا، وهو أسيتول 10مغ، ومهدئا وهو كبيتيل -برومازيبام- 6ملغ ومغنسيوم عندما أتوتر كثيرا.

كل يوم أتعذب من شدة الإحساس بذلك الفراغ والإغماء، وأصاب بتوتر ورعب، مع العلم أن عمري أصبح 40 سنة، الدواء الذي وصفه لي الطبيب لم ينفعني في شيء، أرجوكم أعطوني حلا حتى يذهب عني هذا الشعور المخيف بالفراغ في بطني، حتى لا أغضب ربي، أرجو العون، وشكرا، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أيتها الفاضلة الكريمة: يعرف أن الزلازل تسبب صدمات نفسية كبيرة لمن يكون ضحية لها، أو حتى من يسمع عنها في بعض الأحيان، أو يشاهدها حتى ولو من خلال التليفزيون مثلا، الزلازل كثيرا ما تؤدي إلى صدمات نفسية ضخمة وجسيمة، ومن أهم هذه الصدمات النفسية حالة تعرف باسم (عصاب ما بعد الصدمة)، وهي تعطي نفس الأعراض التي تحدثت عنها.

فأعتقد أنك أصبت بعصاب ما بعد الصدمة، وفاة والدك – عليه رحمة الله تعالى – بالطبع أثرت، لكن ضرب الزلزال العنيف هو الذي أدى إلى الحالة التي عانيت منها، واجترار الذكريات حول هذه الحالة، يولد هذه الأعراض من جديد، ويجعلها تتبدل وتتشكل وتتغير لتأخذ الطابع النفسي الجسدي في ذات الوقت.

أنت بالفعل محتاجة لمراجعة الطبيب النفسي، وهذا قد قمت به، والآن أريدك أن تراجعي الطبيب مرة أخرى، لأن أحد الأدوية التي تفيدك هو عقار (زولفت) ومعه جرعة صغيرة من عقار آخر يعرف باسم (ريمارون)، كل الدراسات تشير أن هذه الأدوية هي الأفضل لعلاج حالة القلق الاكتئابي التوتري الذي تعيشينه الآن.

فمن ناحية العلاج الدوائي: لا أعتقد أن هنالك مشكلة أبدا، مراجعة الطبيب - إن شاء الله تعالى – سوف تتيح لك الفرصة بأن تبدئي أدوية جديدة إذا وافق الطبيب على ذلك، و-إن شاء الله- تعود عليك عودا إيجابيا يؤدي إلى الشفاء والتعافي -بإذن الله تعالى-.

ومن ناحيتك عليك أن تنسى ما حدث، أن تحمدي الله -تعالى- أنك الآن بخير، وأن تشغلي نفسك، وأن تكوني متفائلة، وأن تحسني إدارة وقتك، هذا مهم جدا بالنسبة لك.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات