السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 18 سنة، أصبت في فترة تقريبا قبل 5 أو 6 سنوات بحالة، وهي أني أشم رائحة تخرج من فمي وأحس أن من حولي يشمونها ويتضايقون مني.
ذهبت إلى جميع العيادات ومستشفيات كثيرة جدا للبحث عن حل، ولكن دون جدوى، فكل ما عملته من تحاليل كانت سليمة، وقبل سنة تقريبا عملت استئصالا للوزتين بحجة أن الرائحة قد تكون منها، وفوجئت بوجودها أيضا ولم تختف، ابتعدت عن الجميع، وأصبحت لا أرغب بالجلوس والتكلم مع أحد كي لا يتضايق مني، رغم مصارحتهم لي بأنه لا توجد أي رائحة.
أخيرا قررت الذهاب لطبيب نفسي، فأعطاني دواء على ما أتذكر أنه أبليفاي وفافرين، استمررت عليه لمدة شهر تقريبا، وتحسنت حالة الرائحة، إلا أن أعراض الدواء الجانبية لم أتحملها، وزاد وزني كثيرا، وأوقفت الدواء، وبعد ثلاثة أو أربعة أشهر من التحسن عادت لي الرائحة تدريجيا، وأصبحت أشمها مرة أخرى.
ذهبت لطبيب آخر، وقال: بأن لدي هلاوس شمية، وأعطاني دواء ابليفاي 10 ملجم، ولم أتحمل أعراضه أيضا، وأوقفته، ولا زلت أعاني من الرائحة والقلق المصاحب لي عندما أكون قريبة من الشخص أمامي، ولا أستطيع التكلم معه، فما الحل برأيكم؟
أرشدوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أتوقع أن يكون الدواء النفسي يسبب اختفاء رائحة الفم المتغيرة إلا إذا كان السبب فعلا هلاوس شمية، وهو احتمال ضعيف، ولكن لتغير رائحة الفم أسباب كثيرة، فهناك العديد من الأحوال التي ينبعث فيها من الفم رائحة كريهة، لكنها تكون مؤقتة وسرعان ما تزول، فمثلا:
عند الاستيقاظ من النوم، أو المكوث لفترة طويلة في صمت، أو عندما تكون المعدة خالية لمدة طويلة كما في الصيام، ولذا قال رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- حتى لا ننفر من هذه الرائحة: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"، وكذلك عند تناول وجبات غنية بالبهارات أو البصل و الثوم، أو تناول كميات كبيرة من القهوة، أو عند التدخين، أو الاختلاط بالمدخنين، في مثل هذه الحالات تكون رائحة الفم غير مستساغة لفترة من الوقت.
ولا تشكل المعدة مصدرا أساسيا لرائحة الفم كما كان يعتقد في الماضي؛ لأن المريء يكون منقبضا أغلب الوقت، ولا يسمح بمرور الغازات بسهولة من المعدة إلى الفم،ولكن في حالات حدوث أي خلل في الصمام العضلي والمتواجد بين المريء والمعدة مسببا رجوع غازات وحمض المعدة إلى أعلى، فيحدث تغير لرائحة الفم بسبب هذا الارتداد المريئي.
ويؤدي أي سبب من هذه الأسباب إلى تراكم البكتيريا في الفم، والتي تطلق غازات تحتوي على مركبات الكبريت، وهي المسئولة عن الرائحة النفاذة و الغير مرغوب فيها.
ويعد سطح اللسان -كذلك- مرتعا خصبا لهذه البكتريا؛ خصوصا في الجزء الخلفي منه، ويتطلب اللسان عناية خاصة خلال التنظيف اليومي، وهناك طرق عديدة لتجنب تغير رائحة الفم، منها:
- استخدام الفرشاة والمعجون مرتان يوميا (قبل النوم وبعد الاستيقاظ).
- استخدام السواك في تنظيف الأسنان وتطهير رائحة الفم لحديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"، وحديث "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".
- العناية بتنظيف سطح اللسان بفرشاة خاصة بذلك.
- استخدام الخيط السني لتنظيف منطقة ما بين الأسنان.
- تجنب التدخين والمدخنين.
- تنظيف الفم بعد شرب الحليب أو تناول أي من منتجات الألبان مباشرة، ولو بالمضمضة (إلا اللبنة؛ فقد أشارت دراسات أنها من أسباب طرد الروائح الكريهة).
- ومضغ علكة خالية من السكر للمحافظة على سيولة اللعاب في الفم.
- استعمال المواد المعقمة للفم، مثل: (سوائل الغرغرة بطعم النعناع).
- الإكثار من تناول الخضرة والفاكهة.
هذا، وتوجد هناك وصفات شعبية عديدة لطرد الرائحة الكريهة، منها مضغ البعض من نبات البقدونس على أساس استخدامه كمعقم.
بعض الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، والفشل الكلوي، والفشل في وظائف الكبد، والعلاج بالأشعة لمرض الأورام الخبيثة، والتغيرات في الهرمونات تعتبر من أهم الأسباب الغير فموية لتغير رائحة الفم والتي يجب علاجها أو السيطرة عليها للتخلص من الرائحة الناتجة عنها.
والله الموفق.