السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على موقعكم المتميز وعلى القائمين عليه، أثابكم الله تعالى، وفي ميزان حسناتكم.
أعاني من عدم التوازن، ومن دوخة بسيطة منذ سبع سنوات، لم تؤثر كثيرا على حياتي الاجتماعية والعملية، لكن منذ سنتين زادت حدة عدم التوازن والدوخة، مع التهابات متكررة للحلق تكاد تكون يومية، مع وجود بلغم دائم، وانسداد الأنف، مع وجود ألم حول العين اليمنى، وحرقان في قمة الرأس جهة اليمين.
عملت أشعة مقطعية للجيوب منذ سنتين وكانت طبيعية، وعملت أشعة رنين مغناطيسي 1.5 للرأس منذ 8 أشهر وكانت طبيعية، وكل فحوصات الدم طبيعية، وكذلك الالترا ساوند للبطن كانت طبيعية، وفيتامين (د) 13ng/ml، وفيتامين (ب12) 301.
كذلك ظهر عندي ألم في الرقبة، وعملت أشعة رنين، وكتب في التقرير أن معي دسكين وزوائد عظمية، وعرضت التقرير على أكثر من أخصائي مخ وأعصاب، وأكد الجميع أن هناك تغيرات بسيطة، ولا يمكن أن تسبب الدوخة.
ملاحظة: أنا كثير السهر، أنام تقريبا الساعة 2 صباحا، هل هذا السهر له دور في الإرهاق والدوخة التي ظهرت معي.
أكثر ما يزعجني في الوقت الحالي:
1- الإرهاق والتعب المستمر.
2- الدوخة وعدم التوازن، والتأرجح وعدم الثبات على الأرض، خاصة في التجمعات الكبيرة للناس؛ كالمسجد، وتزداد الدوخة عند تحريك الرأس للأسفل أو اليمين أو اليسار.
3- تكرار الأرق وصعوبة النوم.
4- التهابات الحلق المتكررة والتي تكاد تكون يومية، وانسداد الأنف، ونزول بلغم بكميات كبيرة.
أتساءل: هل هذا التعب والدوخة بسبب حالة نفسية، أم عضوية، على الرغم من أني كنت اجتماعيا، وأحب مخالطة الناس ومشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، لكني خلال السنوات الأخيرة -خاصة السنتين الماضيتين- ابتعدت كثيرا عن حضور هذه المناسبات بسبب الدوخة عند تحريك رأسي.
وتقبلوا مني فائق الاحترام والتقدير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
عدم التوازن والدوخة الذي تعاني منه هو الآن منذ سبع سنوات كما ذكرت، وأنت قمت بعرض نفسك على الأطباء، وقمت بإجراء كل الفحوصات اللازمة، وكل المؤشرات تشير – الحمد لله – أن الأمور بخير، وأنه لا توجد لديك علة عضوية جسدية حقيقية تفسر هذه الدوخة وعدم التوازن.
ومن حيث الجانب النفسي: دائما القلق البسيط، القلق المقنع، قد يؤدي إلى مثل هذه الأعراض، وتتحول بذلك الحالة إلى حالة نفسوجسدية، والالتهابات المتكررة والحساسية هذه كثيرا ما يساهم القلق والتوتر فيها.
أخي الكريم: أنا لا أقول أن حالتك هي حالة نفسية قاطعة، لكن في ذات الوقت ربما تكون هناك مساهمات نفسية حقيقية، خاصة أنك تعاني من الأرق وصعوبة النوم، والشعور بالإرهاق والإجهاد الشديد، برغم أن فحوصاتك سليمة.
أخي الكريم: أفضل علاج لمثل هذه الحالة هو أن تتناساها بقدر المستطاع، هذا مهم جدا، التجاهل حتى وإن كان ليس بالسهل على الإنسان أن يمارسه إلا أنه مفيد ومفيد جدا.
ثانيا: أن تمارس رياضة خفيفة، هذا سوف يفيدك كثيرا.
ثالثا: أريد أن أقترح عليك عقار (دوجماتيل) وعقارا آخر يعرف باسم (نتروبيل) هي أدوية جيدة تفيد في مثل هذه الحالات، وأرجو أن تشاور طبيبك في تناول هذه الأدوية. جرعة الدوجماتيل – والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد) – هي خمسون مليجراما صباحا ومساء لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر مثلا، ثم يمكن أن تخفض إلى كبسولة واحدة يوميا – أي خمسين مليجراما – لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناوله.
أما بالنسبة للنتروبيل فجرعته هي ثمانمائة مليجرام يوميا، هذه جرعة جيدة لهذا الدواء، وهو يعرف عنه أنه ينشط الدورة الدموية الدماغية، كما أنه يساعد في تنشيط الدورة الدموية الخاصة بجهاز التوازن، والذي يعرف باسم (لابرينث).
وأريد – أخي الكريم – أن أنصحك نصيحة مهمة جدا، وهي أن تحاول أن تلاحظ الأوضاع التي تزيد الدوخة، أي الأوضاع والحركات الجسدية والتي قد تؤدي إلى عدم التوازن، وفي نفس الوقت كن مدركا وملاحظا للأوضاع التي تقلل من هذه الدوخة وعدم التوازن، هذا مهم جدا؛ لأن الإنسان يمكن أن يدرب نفسه ويمكن أن يطبعها حتى بالنسبة للأعراض الجسدية مما يساعد على زوالها إن شاء الله تعالى.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.