أشك أني مجنونة لأني أحس أن كل ما أفعله بدون إرادتي

0 501

السؤال

السلام عليكم

مشكلتي أني أحس كل ما أفعله بدون إرادتي، فلا أقدر أن أكتم شيئا من تصرفاتي، مع العلم كنت كتومة جدا، وتصرفاتي صارت طفولية جدا لدرجة كبيرة، ومن قبل كانوا يقولون عني مجنونة وبعد الابتدائية صرت إنسانة كتومة جدا، لأني كنت أحاول أن أصير مثل الناس، والآن لا أقدر أن أكتم شيئا، وفوق هذا صرت انفعالية جدا، مثلا على أتفه الأشياء أضرب رأسي بقوة، وأضرب نفسي وأسبها، ورجعت المجنونة التي لا تقدر أن تسيطر على تصرفاتها، وهذا الشيء جعلني منبوذة تماما.

حاولت أن أسيطر على نفسي وتصرفاتي وما قدرت، أحيانا لما أكون منفعلة جدا أحاول أن أنتحر وبالكاد أوقف نفسي، مع العلم لما كنت بالمرحلة الابتدائية كنت أرى أشياء لا يراها غيري، وأسمع أصواتا وخاصة وقت النوم، وهذا اختفى تقريبا في هذا العمر، وهذا الذي جعلني أشك أني مجنونة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

ثانيا: نقول لك -ابنتنا العزيزة- إن العقل ما سمي بهذا الاسم إلا لأنه يعقل، أي يكف ويمنع كل ما هو منافي لقيمنا الدينية والاجتماعية، وبالتالي نقول الإنسان العاقل هو الذي يفرق بين الحسن والقبيح، وبين الخير والشر، وبين النافع والضار، وقد يفقد الشخص السيطرة على ذلك في حالات الغضب أو الانفعال الشديد، أو في حالات مرض الهوس الناتج عن الاختلال في العاطفة، أو في حالات إصابة الدماغ في الفص الأمامي، فربما تكون شخصيتك من النوع الحساس، وأنك تفكرين دائما في رأي الآخرين عنك.

كما أن مقياس أو معيار التقييم لشخصيتك وللآخرين يحتاج إلى تعديل لكي تتصرفي بصورة طبيعية، والمعيار الأساسي لتقييم السلوك هو ما جاء به الكتاب والسنة، والحديث الشريف يقول: عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في نفسك، وكرهت أن يطلع عليه الناس) رواه مسلم.

وعن وابصة بن معبد -رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (جئت تسأل عن البر؟)، قلت: نعم، فقال: (استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك المفتون) حديث حسن، وبإتباعك لما جاء في هذا الحديث -إن شاء الله- لن تندمي على فعل فعلتيه.

واتبعي الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

6- قمي بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتيها وقرأتيها يوميا. فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها، والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الإخوان أو الصديقات.
7- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للمهام التي تؤدينها.
8- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجما أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجل من لا يخطئ. وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارة معينة، أو نبغ في علم معين مر بكثير من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيء ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.
9- حاولي تحليل المواقف الحياتية وفقا لمعطيات الواقع والحاضر.

وللمحافظة على العلاقة مع الآخرين حاولي تطبيق الآتي:

- النظرة الشمولية للموقف.
- التحرر من الهوى في الحكم على سلوك الآخرين.
- التماس العذر في الحالات التي تتطلب ذلك.
- تقصي الحقائق وعدم تصديق الظنون.

متعك الله بالصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات