السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي هي: أبي وأمي لا يراعيان في تربية أخواتي البنات التربية الإسلامية، فهم يتهاونون في كثير من الأشياء, فإنهم يسمحون لهن بالخروج على الشرفة بالبنطال الضيق, وبدون لباس ساتر, ويتهاونون في أمر أخواتي بلبس (الجاكيت) الطويل في الشارع, ويتهاونون في شراء لباس ساتر.
عندما تكون إحدى النوافذ مفتوحة, أو الأبواب التي تطل على الشارع, أو على البيوت القريبة؛ ننبه أخواتي؛ فيصيحن علينا, ويرددن علي, وعلى إخوتي الصبيان بطريقة سيئة جدا, عدا عن ذلك، فهن يضحكن في الشارع, وغيرها العديد من التصرفات الخاطئة.
والأمر الأسوأ أنني عندما أقوم بنصحهن, أنا أو أحد إخوتي الشباب, أو أغلق النافذة, أو أنبههن أن لا يخرجن بالبنطال على الشرفة، أو أي نصيحة؛ ينفجرن علينا بأسوأ طريقة, على الرغم من أني في معظم الأحيان أستخدم طريقة جيدة في النصح, لكن لا يوجد تقبل لديهن أبدا.
1- ما واجبي تجاه أخواتي؟ وهل علي إجبارهن؟ وهل واجب علي أن أخرج معهن عندما يخرجن خارج المنزل، بالرغم من وجود الأمان؟ ما الحل مع هذا الواقع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك ابننا بهذه الاستشارة التي أسعدتنا وأفرحتنا، وهنيئا لنا بشباب يغار على عرضه، وما تقوم به عمل طيب ودليل على أنك كامل الرجولة ولله الحمد، وهذا ما ينبغي أن يكون في أبنائنا الكرام، ونتمنى أن تتعامل مع الوضع بحكمة، وتحاول أن تفرد بالوالد والوالدة لتبين لهم خطورة ما يمكن أن يحصل في حال تهاون الأخوات في الزي أو الضحك في أثناء الطريق، لأن هذا يجلب قالة السوء، والشباب عادة لا يتجرؤون إلا على فتاة تقدم تنازلات وتضحك الضحكات, وتدعو الآخرين إليها بلبسها المتبرج عياذا بالله.
فما تقوم به صواب، ولكننا ندعوك إلى تحري الحكمة، أولا بالاقتراب من أخواتك، وإظهار الشفقة عليهن، والاهتمام بهن، والإحسان إليهن، وتكوين علاقة جيدة معهن، حتى يكون ذلك عونا لهن على سماع النصيحة.
ونتمنى أيضا أن تكون النصيحة فردية، لأنك إذا نصحت الجميع فإن كل واحدة تتقوى بالثانية ويتشجعن على خلافك، وإذا كان الوالد والوالدة عندهما سلبية فلا تنصح في وجودهما، حتى لا تخسر الجولة، وحاول أن تذكر لهم أنهن أخوات فيهن خير، لكن في المجتمع –لكن في الناس– أشرار، لكن في الناس من يأخذوا انطباعا عنا غير طيب، لكن في الناس من يتصيدوا الأعراض بمثل هذه المواقف، وبهذه الطريقة تكون أديت ما عليك.
وأيضا ينبغي أن تجتهد في نشر الحجاب بينهن، لأن هذا أضمن، فقد لا يتاح لك كل وقت أن تخرج معهن، لكن إذا اتفقت أن يكون الخروج بلبس محتشم، فإن الحجاب حماية، لأن الله قال: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} يعرفن بأنهن العفيفات، بأنهن الطاهرات، بأنهن الخيرات.
أنا أقول: حتى السفهاء يحترمون المرأة المحجبة المحتشمة، ويتجرؤون على المتبرجة التي تضحك, وتتهاون أو تتمايل في مشيتها, وتلبس الضيق من الثياب.
نسأل الله أن يعينك على الخير، ونكرر شكرنا لك، ونقول لك: إلى الأمام، لكن تعامل بحكمة وهدوء، وحاول أيضا أن يكون الأسلوب أكثر من رائع، وحاول أيضا معالجة الأمور مع والديك بهدوء، حتى يقفوا في صفك.
نسأل الله لنا ولك ولهن التوفيق والهداية.