السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا أعاني منذ سنوات من تشنج في الرقبة وآلام في الرأس، مع احمرار في العينين، وتثاؤب مستمر، والآن ازدادت الحالة، أصبحت أشعر بقشعريرة وتنميل في جميع أنحاء جسدي، وكأن شيئا يسير على جسمي، وأنفعل وأغضب سريعا، ودائما متوترة وقلقة، والقلق أصبح صديق حياتي، أحيانا أفقد الثقة في نفسي، وأشك في نظافتي، دائما أتأثر بأي انتقاد، وأعصابي لم تعد تحتمل أي شيء، وأعاني من حموضة المعدة المستمرة، والتهاب في الحلق.
ذهبت إلى طبيب الأذن والحنجرة، وقال: أنت سليمة، ولكن الالتهاب بسبب المعدة، وذهبت إلى راقية وقرأت علي الرقية الشرعية، ولم أتأثر، وقالت: لا توسوسي بوجود عين أو حسد، امسحيهما من بالك، قلت لها: أراجعك مرة ثانية؟ قالت: لا داعي لذلك، وأستخدم ماء مقروءا عليه وزيت الزيتون.
سأصاب بالجنون، مما أشتكي؟ لا أدري! أصبحت أوسوس أنه عين أو حسد أو مس، مع أنني أحافظ على أذكار الصباح والمساء وأستمع لسورة البقرة والرقية الشرعية دائما، وإذا سمعت القرآن والرقية أشعر بارتياح، وأوسوس كثيرا أنه مس.
أرجو الرد، جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قد أحسنت الأخت الراقية التي قرأت عليك الرقية الشرعية وقالت لا توسوسي بعين أو حسد وامسحيها من بالك، هذا كلام طيب وجميل، لأن الأعراض التي ذكرتها كأنها مفصلة على ما يشاع حول أعراض العين والحسد، وما يذكر في هذا السياق من أعراض لا أعتقد أنها قائمة على دليل حقيقي. حالتك - أيتها الفاضلة الكريمة - هي حالة قلق نفسي مع وجود وساوس بسيطة، والشيء المهم جدا في مثل هذه الحالات، هو أن تلتزمي بأذكار الصباح والمساء، وأن تتوكلي على الله -تعالى-، وأن تعرفي أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك.
وتبدئي بعد ذلك في المعالجات الطبية، أنت محتاجة إلى أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس، وعقار مثل (زيروكسات) والذي يعرف علميا باسم (باروكستين) سيكون جيدا ومفيدا ونافعا جدا بالنسبة لك، لذا أدعوك أن تذهبي وتقابلي الطبيب النفسي ليصف لك هذا الدواء أو أي دواء آخر يراه مناسبا، وفي ذات الوقت يوجه لك الإرشادات المطلوبة والتي تتمثل في تحقير فكرة أنك مصابة بالحسد، هذا مهم.
ثانيا: أن تجعلي حياتك مليئة بالأنشطة، والحرص على تطوير المهارات، وتقوية الشخصية، وأن تجعلي لنفسك هدفا، وتضعي الآليات التي توصلك إلى الهدف.
أعراضك كما تشاهدين فيها أعراض جسدية كثيرة، وهنالك أعراض نفسية، وهذه الحالة تسمى بالأعراض النفسوجسدية، حتى موضوع حموضة المعدة والتهابات الحلق يزيدها القلق ولا شك في ذلك، فلا تقلقي، وعبري عن نفسك أول بأول لأن ذلك يساعدك في التحكم في انفعالاتك السلبية، وطبقي ما ورد في السنة المطهرة حول كيفية إدارة الغضب، وأنا من ناحيتي أقول لك: لا تغضبي، ابحثي عن التفريغ النفسي دائما من خلال التعبير عن الذات، ممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، تطبيق تمارين الاسترخاء (2136015)، هذا كله يفيدك كثيرا.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.