السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 30 سنة، أصبت باكتئاب حاد, مصحوب بقلق ونوبات فزع, وذلك قبل عشر سنوات من الآن, وقد شخص الدكتور حالتي بأنها اكتئاب مع قلق ثانوي, ووصف لي فاليوم, مع سيروكسات لمدة معينة, وبعدها تشافيت ولله الحمد.
بعد ثلاث سنوات انتكست الحالة, وعادت لي حالة القلق, ولو أنها أقل من سابقتها, وانتقلت لأكثر من دكتور, حتى استقريت على الزيروكسات, حبة يوميا, وسركويل, حبة تركيز 100، وقد استمريت لمدة ثلاث سنوات على العلاج, وكانت نسبة الشفاء 70٪, ولكني تركت كل هذه الأدوية تدريجيا بسبب ما عانيته من زيادة الوزن, وذهاب القلق بنسبة كبيرة، وبناء على التشاور مع الطبيب، والآن وبعد 6 أشهر من تركي للعلاج؛ أعاني من اكتئاب, وأستطيع أن أقيمه ما بين البسيط والمتوسط, والمتمثل في تململ, وعدم الراحة, وعدم الاستمتاع بأغلب ما أقوم به.
نظرتي تشاؤمية للحياة, ورغبتي بالأكل قلت عن السابق, وهناك أرق أحيانا, وأكثر ما يضايقني في الأمر هو الرعشة الخفيفة, وسرعة نبضات القلب طوال اليوم, وذلك منذ أشهر, وقد عملت كل فحوصات القلب, والغدة الدرقية, وكانت سليمة, وقال لي الدكتور: ربما تكون بسبب التوتر أو التفكير.
قبل ثلاثة أسابيع ذهبت للدكتور, فوصف لي علاج فالدوكسان, حبة واحدة, وإلى الآن لم أر أي تغير يذكر بحالتي، أرجو أن تساعدوني بوصف علاج لحالة الاكتئاب, وللرعشة, وسرعة نبضات القلب.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مشعل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنت الآن تعاني من هذه النوبة الاكتئابية الثانية، وما اكتسبته من خبرات حول هذا المرض خلال النوبة الأولى, وفترة العلاج التي قضيتها, والتي انتهت بالشفاء، هذه التجربة –أي التجربة الأولى– من المفترض أن تكون مفيدة لك في هذه التجربة الثانية، وهذا يجعل الأعراض تكون أقل، والتواؤم والتكيف مع الحالة يكون أسرع.
والمفترض –يا أخي– مهما كانت أعراضك ألا تعطل حياتك، وأن تكون فعالا، هذه وسيلة من وسائل علاج الاكتئاب، أي أن المشاعر مهما كانت سلبية, والمزاج مهما كان منخفضا؛ يسعى الإنسان لأن يلتزم بالتطبيقات العملية الحياتية، ولا يفرط أبدا في واجباته أو عمله أو التزاماته.
الذي ينحو هذا المنحى يعالج نفسه بصورة ممتازة، لأن المشاعر سوف تتبدل، والأفكار سوف تتغير، وكلها تصبح إيجابية، وذلك بناء على الفعل والالتزام بالقيام بالمستلزمات الحياتية.
الإنسان من الناحية التكوينية النفسية هو مثلث، ضلعه الأول: الأفكار، وضلعه الثاني المشاعر، وضلعه الثالث الأفعال، الأفكار والمشاعر إن كانت سلبية نغيرها من خلال الضلع الثالث، وهو ضلع الأفعال، أن نصر على الإنجاز، أن نصر على أن نقوم بواجباتنا، وهذا يغير الضلعين الآخرين بعد فترة من الزمن، وهذا يمثل مردودا نفسيا كبيرا، فاحرص على هذا أخي الكريم.
أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالفالدوكسان هو آخر الإضافات لمضادات الاكتئاب، وهذا الدواء يتميز بأنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن، ليس له تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي، كما أنه لا يؤدي إلى النعاس، وله ميزة أخرى مهمة جدا، وهو أنه يرفع معنويات الإنسان، بمعنى أنه لا يزيد الاكتئاب فقط، ولكنه يبني شيئا من ردة الفعل التفاؤلية عند الإنسان، وهذا أمر جيد وإيجابي.
لكن قطعا الدواء يعتبر جديدا نسبيا في أسواق الدواء، والحكم عليه يتطلب بعض الوقت.
الفالدوكسان يتطلب تحوطات معروفة حيال فحص أنزيمات الكبد، حيث إنه في قلة قليلة قد يؤدي إلى ارتفاع في أنزيمات الكبد، وإن حدث هذا فيجب أن يتم التوقف عن الدواء.
الفحص الأول يكون قبل بداية العلاج، الفحص الثاني يكون بعد ثلاثة أسابيع من بداية العلاج، والفحص الذي يليه بعد ستة أسابيع، ثم بعد ذلك بعد اثنا عشر أسبوعا، هذه معروفة ويكون الطبيب قد نصحك بها.
أخي الكريم: استمر على الفالدوكسان، وأنصحك بأن تضيف إليه عقار إندرال بجرعة عشرة مليجراما صباحا ومساء، سيفيدك كثيرا، سيؤدي إلى اختفاء الرعشة، وعملية التوتر الناتجة من نشاط الجهاز الفسيولوجي عند الإنسان.
الإندرال لا ينصح باستعماله للذين يعانون من الربو، والجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة جدا كما ذكرنا، عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم عشرة مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم بعد ذلك يتم التوقف عن تناول الدواء.
أخي الكريم: الرياضة والالتزام بها وبممارستها باستمرار مهمة جدا ومفيدة، وإدارة الوقت بصورة صحيحة أيضا تفيد، والرفقة الطيبة مطلوبة لعلاج الاكتئاب النفسي، والتقرب من الأسرة، هذا أيضا يفيد، وقطعا الدعاء والذكر والإكثار من الاستغفار وتلاوة القرآن فيها خير كثير جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.