السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 32 سنة، منذ بداية دراستي في الصفوف الأولية كانت أول مشكلة، تواجهني، وأعاني منها، وخصوصا، لما يطلب الأستاذ موضوعا ويطلب مني أن أكون أمام زملائي، وأتحدث كنت أحس بتعرق، وسرعة دقات القلب، وأتلعثم، ويوصل معي الخوف أني أنسحب وأجلس، ولا أستطيع أن أتكلم، وتحصل معي ارتعاش يلاحظه الجميع، وموضوع الرعشة يبدأ معي من أول ما تقرب الحصة طبعا استمر معي هذا الشيء، وأثر على حياتي كثيرا، وحتى في عملي، وجعلني أتنازل عن أمور حتى لو كانت من حقي، وأبتعد عن الظهور، أو الالتحاق بالدورات إضافة إلى أني لما أذهب إلى أي مكان، وفيه مجموعة أشخاص أتعرق وأتلعثم في الكلام، والشيء الآخر أني لا أحس بطعم الحياة، وأقلق من أي شيء ومكتئب.
أريد تشخيصا لحالتي، وما هو علاج حالتي؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو ديم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما كان يحدث لك في أثناء المدرسة، ومواجهة الزملاء هو نوع من قلق الأداء الذي يأخذ طابع ما يسمى بالرهاب الاجتماعي الظرفي، ولكنه من درجة بسيطة.
أخي الكريم: ذاك الوضع قد انتهى وتلك الأيام قد ولت، وأنت الآن رجل - الحمد لله تعالى - عمرك اثنان وثلاثين عاما، واكتسبت الكثير من الخبرات في الحياة، المهارات على النطاق الوظائفي، التعليمي، وكذلك الاجتماعي، فلا ترسل أبدا إلى عقلك إشارات سلبية تحمل في طياتها المخاوف بناء واعتمادا على ما حدث لك فيما مضى، هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية: تجاهل تماما موضوع الخوف، وأنا أؤكد لك - أيها الفاضل الكريم - حتى لو أحسست بتسارع في ضربات القلب، أو ارتعاش، أو أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف، أو كأنك ملاحظ من قبل الآخرين، أنا أؤكد لك أن هذه المشاعر ليست صحيحة، هذا أمر قطعي أثبت من الناحية السلوكية.
النقطة الثالثة هي: أن تلجأ إلى الأساليب التواصلية ذات الطابع الاجتماعي، مثلا أن تلعب الكرة مع بعض زملائك، أن تكون دائما في الصف الأول في صلاة الجماعة في المسجد، أن تمشي في الجنائز، أن تزور المرضى في المستشفيات، أن تشارك الناس في أفراحهم - كالأعراس مثلا - هذه أنشطة اجتماعية جمعية تجمع ما بين الناس، وهي قطعا مفيدة ومفيدة جدا لعلاج الرهبة الاجتماعية.
سيكون من الجميل أيضا أن تتناول أحد مضادات الرهاب الاجتماعي، وحالتك لا تتطلب جرعات كبيرة من الدواء، جرعات صغيرة جدا سوف تفيدك، وأنا أحبذ أن تذهب وتقابل أحد الأطباء النفسيين، أو حتى الأطباء العمومين، أو طبيب الأسرة، كل لديه فكرة ممتازة في علاج الرهاب الاجتماعي البسيط، عقار مثل (زولفت) معه جرعة صغيرة من الـ (إندرال) أعتقد سيكون جيدا وكافيا ومفيدا جدا في حالتك.
إن لم تستطيع الذهاب إلى الطبيب فجرعة الزولفت - والذي يعرف علميا باسم سيرترالين - هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة - أي خمسين مليجراما - استمر عليها باستمرار لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك اجعل الجرعة نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الجرعة الكلية للسيرترالين - أو الزولفت - هي أربع حبات في اليوم، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاج لهذه الجرعة أبدا، إذا طبقت ما سبقته لك من إرشاد سلوكي، وتناولت السيرترالين بالكيفية، والجرعة والكمية الموصوفة، والمدة الزمنية التي ذكرتها لك أعتقد أن ذلك سوف يكون كافيا.
يمكن أيضا أن تدعم السيرترالين بـ (إندرال)، ويسمى علميا (بروبرالانول) هو دواء بسيط جدا، وداعم لعلاج هذه الحالات، الجرعة المطلوبة هي عشرة مليجرام، تتناولها صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم تجعلها عشرة مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
بالنسبة للإندرال لا يسمح بتناوله للذين يعانون من حالات الربو، ذكرت هذه النقطة لمجرد الاحتياط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.