السؤال
السلام عليكم
أنا شاب أبلغ من العمر 23 سنة، فعلت اللواط مع أشخاص على جهل عندما كان عمري 12، ونسيت ذلك، والآن بعد مرور 11سنة سمعت مضايقات من بعض الأشخاص، ولا أدري من أخبرهم بذلك، وتضايق صدري كثيرا وارتبكت، وأعيش الآن في ضيق مما دعتني إلى استشارة 4 أشخاص عزيزين علي جدا في الموضوع، وقالوا:" لا تحمل هما ما عليك منهم، وقتها كنت صغيرا وغير مكلف، وفي غيرك كثير وقعوا في اللواط"، سؤالي: بماذا تنصحوني؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فإني أنصحك فعلا بما نصحك به إخوانك هؤلاء من أنك لا تلقي بالا لهذه الترهات، وهذه الإشاعات المغرضة التي لا يراد منها إلا تدميرك وتحطيمك وردك إلى نقطة سوداء تعيش داخلها فلا تستطيع أن تحيا حياة طيبة أو كريمة، ولا أن تؤسس أسرة، ولا أن تبني لنفسك مستقبلا، فهؤلاء حفنة من الحاقدين الذين يريدون تدميرك، ولذلك ينبغي أن تثبت لهم ولأمثالهم أنك أفضل منهم، وأنك لست من الذين يركعون أمام التهديدات الساقطة الحقيرة.
لأنه فعلا هذا الأمر لعله قد حدث وأنت لا زلت في مرحلة قبل البلوغ، فشرعا ليس عليك من إثم، على اعتبار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بقوله: (رفع القلم عن ثلاثة)، ومن هؤلاء (على الصبي حتى يبلغ)، ومما لا شك فيه أنك لم تكن تدري أن هذه الأمور محرمة، وأن هذه الأمور ستؤثر في مستقبلك، وإنما لعله لعب أطفال، ولعله لم يكن لواطا حتى بالمعنى الدقيق، وإنما كان مجرد أشياء يظن الشباب، أو الصغار في مثل هذه السن أنها عبارة عن جماع، أو غيره وهي في الواقع قد لا تكون من هذا القبيل أصلا.
إلا أن المشكلة الآن أن هؤلاء أصبحوا يلمحون لهذه الأمور – كما ذكرت – بقصد تدميرك وبقصد تحويلك إلى إنسان فاشل ومشرد ومنحرف، فأنت ينبغي عليك أن تتماسك وألا تلقي بالا لهذا أبدا، وكأنك لم تسمع شيئا، وعليك أن تجتهد في البحث عن عوامل القوة التي تجعلك قويا في حياتك، قويا علميا، وقويا ماليا، وقويا ثقافيا وغير ذلك؛ لأنك بهذه الطريقة سوف ترد عليهم أبلغ رد، وسوف تصفعهم على وجوههم جميعا، وسوف تلقمهم النعال؛ لأنك أثبت لهم أنك أفضل منهم.
فأنا أتمنى أن تركز جهدك على التميز العلمي ما دمت طالبا وتدرس، وحاول أن تكون من أوائل زملائك، اجتهد؛ لأنك تواجه تحديا، فأنت لست شخصا عاديا الآن، أنت رجل مستهدف، فينبغي عليك أن تدافع عن نفسك بكل ما أوتيت من قوة، وأن تثبت للناس جميعا أنك إنسان بمعنى الكلمة، وأنك رجل لا يضعف أمام هذه الشائعات التي لا أساس لها من الصحة، والتي قد عفى الزمان عليها وانتهى.
وعليك -بارك الله فيك- بالإكثار من الطاعة، ودعاء الله تبارك وتعالى أن يمسك عنك ألسنة هؤلاء؛ لأن الذي على كل شيء قدير إنما هو الله، والله تبارك وتعالى جل جلاله قادر على أن يخرس ألسنتهم فلا يذكرونك أبدا بكلمة حتى لا بخير ولا بشر، وقادر سبحانه وتعالى أيضا على أن يمسك ألسنتهم عن ذكر عيوبك ما دمت قد استقمت على منهج الله وأصبحت تائبا ومن عباد الله الصالحين ومن أوليائه المقربين.
عليك بالإكثار من الطاعة، وعليك بالصحبة الصالحة، ولا تنزوي؛ لأن بعض الناس (أحيانا) ينزوي بعيدا عن أعين هؤلاء حتى يريح نفسه، وهذا في الوقع خطأ؛ لأنك تفتح أمامهم الطريق ليقولوا فيك ما يقولون، أما عندنا تمشي وتمارس حياتك بصفة عادية فهم سيعلمون أنك لن تستجب لهذه الإشاعات الكاذبة المغرضة، وأنك قوي، وأن هذا الأمر بالنسبة لك ماض في واد سحيق، لن يقدم ولن يؤخر في حياتك شيئا.
أسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يصرف عنك كيد الكائدين، وحقد الحاقدين، وحسد الحاسدين، وأن يتوب علينا أجمعين، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.