عدم ثقتي بنفسي تجعلني أتردد في الحديث مع الآخرين.

0 206

السؤال

السلام عليكم.

أولا: أشكر لكم جهودكم في خدمة المجتمع.

وثانيا: أطرح لكم مشكلتي وآمل من الله وحده أن أجد الحل، ومن ثم منكم، أنا فتاة متميزة عمري 18عاما، مثقفة، ومتطوعة من عائلة غنية -ولله الحمد-، مشكلتي بدأت من سنة، أنا أصبحت لا أعرف كيف أتكلم أتردد كثيرا في الكلام، أخاف أخطأ بكلامي، وما إن أتكلم حتى أندم أو أشك بأني أخطأت، لم أكن هكذا بالسابق بل كنت فصيحة اللسان، وجريئة، أصبحت فتاة خجولة يمضي وقتي وأنا أتذكر الأشياء السيئة فقط بحياتي، والآن أصبحت من كثرة التفكير قد أتكلم بما أفكر به، تعبت كثيرا من نفسي، أشك بأني أقتل نفسي بنفسي، كل حياتي أصبحت إما خيال، وإما تذكر للأحداث الماضية، أحس الآن أن الجميع يملون من كلامي ولا يحبونني، إذا تكلمت أشعر بأني لا أستطيع جمع كلامي، لا أعلم ما الذي حصل لي فجأة.

أريد تفسيرا وحلا، أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميمونة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ابنتنا العزيزة مرحبا بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولا: نقول لك التفكير في الماضي وما حدث فيه من أحداث سواء كانت إيجابية، أو سلبية فهي قد مضت وولت، والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش الاستمتاع بما فيه، أما الماضي نستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة، و كيفية تدارك الأخطاء السابقة، أما موضوع حديث النفس إلى النفس فهو: وسيلة بديلة للتواصل مع الذات يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما، وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم، أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل، فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف أو الحل المناسب للمشكلة وفقا لمعطيات الواقع وقام بالتطبيق الفعلي لذلك نقول: أنه استخدم عقله بطريقة صحيحة، فالعقل نعمة من نعم الله علينا نستفيد منه كثيرا إذا وجهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا، والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة .

فهناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية تكون نتيجة لاستخدام؛ خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور، أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول، أو نتائج واقعية فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق، والتوتر، والإحباط، لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

فما تعانين منه ربما يكون مرتبط إلى حد كبير أيضا بموضوع الثقة بالنفس، والارتباك أثناء الكلام مع الآخرين سببه؛ التوتر الناتج عن ضعف الثقة، وعدم الاعتزاز بالقدرات، والإمكانيات الشخصية التي تتمتعين بها، لذلك نقول لك أنت بخير ولا داعي للقلق حاولي تغيير النظرة السلبية عن نفسك، وإذا لم تنجحي في مجال فهناك مجالات كثيرة في الحياة يمكن النجاح فيها.

اتبعي الإرشادات الآتية ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:
1-لا تستعجلي في الإجابة على الأسئلة المفاجئة وحاولي إعادة السؤال على السائل بغرض التأكد، ولا تضعي نفسك في دور المدافع بل ضعيها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلمي كيفية إلقاء الأسئلة ومارسيها أكثر، وكذلك الإجابة على أسئلة الآخرين، واعلمي أن الناس الذين تتحدثين معهم لهم عيوب، ولهم أخطاء أيضا.

2-حاولي أن تضعي لك برنامجا تدريبيا يوميا تقومين فيه بتحضير مادة معينة أو درسا معينا وقومي بإلقائه في غرفة خالية ليس بها أحد، أو بها من تألفينهم، ولاحظي على نفسك التغيرات التي تحدث لك في كل مرة وقومي بتسجيلها وتسجيل درجة القلق والتوتر التي تشعرين بها في كل مرة، واجعلي لها مقياس من (1 إلى 10) حيث أن الدرجة عشرة هي أعلى درجات القلق، ثم اجتهدي في كل مرة أن تنخفض هذه الدرجة إلى أقل ما يمكن لاستعادة الثقة النفس، وبالتالي التغلب على مشكلاتك.
3-استخدمي روح الفكاهة في بداية الحديث مع الآخرين، وركزي على محتوى الحديث أكثر من تركيزك على الأشخاص وصفاتهم، ومناصبهم، ومكانتهم الاجتماعية.
4-لا تضخمي فكرة الخطأ وتعطيها حجم أكبر من حجمها، فالحذر الشديد من الوقوع في الخطأ قد يساعد في وقوعه.

5-عززي وقوي العلاقة مع المولى –عزوجل- بكثرة الطاعات وتجنب المنكرات، فإن أحبك الله جعل لك القبول بين الناس.
6-زودي حصيلتك اللغوية بالقراءة، والإطلاع، والاستماع لحديث العلماء والمفكرين، وحاولي استعمال هذه المعلومات في لقاءاتك مع الآخرين.
7-تدربي على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفينهم من الأقارب، والأصدقاء.
8- شاركي في الأعمال التطوعية التي تجمعك بالناس وإذا أتيحت لك فرصة تدريس طلاب في المراحل الدنيا اغتنميها ولا تترددي.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات