السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب جامعي عمري 22 سنة, نشأت في طفولة ليست طبيعية بسبب انفصال والدي ووالدتي، وأنا عمري 5 سنوات ومن ذلك الوقت، وهناك دائما مشاكل في معيشتي بسبب هذا الانفصال والتشتت بين بيت أبي وزوجته، وكثرت المشاكل بينها وبيني وبين بيت أمي، والخلافات التي تتسبب في الضغط علي أنا وأختي التي هي أصغر مني بسنة, ومنها المادية والمعنوية.
أبي لا يهتم بأمرنا ولا يتقرب منا، وشخصيته باردة جدا، لكنه طيب, أبي شخصيته غير قوية، وعنده أحلام كثيرة، ودائما يقول ولكن لا يفعل، ودائما يفشل فيما يفعل من تكملة دراسته، أو فعل ما يحلم به من طموحاته، وإلى الآن كما هو, وأمي بالعكس فهي متحمسة جدا وشخصيتها قوية، ولكنها متسرعة في كثير من تصرفاتها وأفعالها، وقلقة جدا، وهذا ما كان يسبب مشاكل عندما كانت دائما تغضب من تصرفات والدي بعدم مبالاته بنا، وغالبا ما تشوه صورته عندنا, وهي دائما تقول هو سبب طلاقنا؛ لأنه لا يحبها رغم أنها قالت له: لا أريد الطلاق بسبب أطفالنا ومستقبلهم.
أنا ابتعثت إلى أمريكا قبل سنتين، وحياتي كانت قبل لا مبالاة في الدراسة، وكانت لا توجد عندي أي طموحات، ولا أي أفكار تفيدني في حياتي، ومستقبلي، وكان أكثر ما يهمني هو اللهو واللعب والمتعة، ولكن قبل سنة كدت أن أفصل من الجامعة بعد فصلي الأول فيها، وهنا قررت أن أتغير, تغيرت حياتي كليا، وتغيرت شخصيتي وتفكيري, وأصبح لدي الكثير من الطموحات التي أحلم فيها والأفكار, وصرت أقرأ, وصارت لي خطة لكل يوم، وماذا أنجز, ولا أريد أنا أصبح مثل أبي أبدا، ولا مثل شخصيته مع أني أحبه هو وأمي، ولكني لا أزال أحس بإحساس أنه ليس لدي قدوة، ولا زلت غير قادر على فعل الكثير من الأشياء، وترتيب حياتي، وتغيير بعض العادات السيئة.
أحيانا أفكر بأن السبب هو جينات من أبي أو أمي وراثيا، ولكني قرأت بأننا نقدر على تغيير أنفسنا والجينات ليس لها أثر على شخصياتنا وحياتنا, وقد أثبتت الدراسات هذا الشيء عندما تم إرسال طفلة إلى مكان آخر واختلفت عن أهلها كليا بكل شيء وبصفاتها.
في نفس الوقت أنا أعتقد وألوم أهلي، والبيئة التي كنت فيها؛ لأنه ليس كان هناك أي تشجيع لنا أنا وأختي معنويا ودراسيا، أو كاهتمام وتحفيز الثقة بالنفس والقدوة, حتى لم نتعود على القراءة أبدا, أبي دائما يشاهد التلفاز, وأمي تهتم بجمالها ونفسها بسبب صغر سنها في نشأتنا, حتى لم نتعلم أساسيات الحياة، ولا كيف نواجه الصعوبات الدراسية، أو العاطفية، وهي التي أثرت علي كثيرا في حياتي, وبسبب الضغوطات النفسية التي كنا نعاني منها كأطفال منذ الصغر، أنا أشعر أن عندي خجلا شديدا عند الكلام مع الغرباء، ولا أتكلم كثيرا كالباقيين حتى أختي نفس الشيء لا تتكلم كثيرا مع الآخرين، وعندي تأتأة، ولكن ذهبت لعيادة هنا -والحمد لله- تتحسن من فترة إلى فترة، والتأتأة بسبب البيئة التي كنت فيها، وليس بسبب الجينات الوراثية.
يوجد عدة أشياء أخرى عندي وحتى عند أختي في طريقة تعاملنا في الحياة، والثقة بالنفس، والإيجابية، وأنا وأختي عندنا جفاء في الكلام، والمشاعر مع الآخرين، في الفترة الأخيرة صرت أفكر كثيرا في هذا الموضوع أنني يمكن أني لن أستطيع النجاح في حياتي، وتحقيق الكثير مما أتمناه فلن أصبح شخصية قيادية في المجتمع، وسأفشل وسأصبح مثل أبي كأن أقول سوف وسوف، ولا أفعل بسبب البيئة التي عشتها منذ طفولتي، والتي أثرت في حياتي كثيرا وأهمها التأتأة في الكلام.
أسئلتي لكم أحبتي:
1- ما مدى قوة تأثير البيئة العائلية للطفل في شخصيته وتفكيره ومعتقداته على مستقبله؟ لأنني دائما أسمع أنها هي الأساس بسبب حساسية العمر.
2- هل بالإمكان تغيير السلبيات في شخصيتي كالخجل, عدم الإنجاز, الكسل كأبي, القلق كأمي....إلخ حتى بعد ما تكونت بعد كل هذه السنين منذ الطفولة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فكم من الوقت تأخذ غالبا؟ وماذا يمكن أن أفعل لكي أغير من عاداتي، ومن الأشياء التي لا تعجبني في نفسي وشخصيتي؟
شكرا كثيرا لكم.