السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يعطيكم العافية.
أختي ترتيبها في العائلة الرابعة، عصبية جدا حتى على أبسط الأشياء منذ كان عمرها 3 أعوام، هي الآن عمرها 17 عاما، منذ دخولها الثانوي وكل سنة تزيد عصبيتها، وعندما تعصب تضرب نفسها وهي ليست في وعيها، آخر مرة جلست تبكي وتكرر: أنا خائفة خائفة، اجلسي بجانبي. ما الحل الذي تنصحونني به؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على اهتمامك بأمر أختك، والتي نسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.
العصبية والتوتر والقلق والشعور بالمخاوف هي أعراض نفسية قد تكون عرضية، أي أنها عابرة تختفي بعد فترة، كجزء من التطور النفسي للإنسان في مرحلة البلوغ وما بعدها، أو ربما تكون بدايات لمرض نفسي، ل بد أن أكون صريحا وواضحا في هذا السياق، هذه الحالة من الأفضل أن تذهبوا بها إلى الطبيب النفسي، لأن التدخل النفسي المبكر أيضا فيه فائدة كبيرة جدا.
تعصبها دليل على احتقانها النفسي، على أنها غير مرتاحة، على أنها غير مطمئنة، على أنها قلقة، وربما يكون أيضا متعلقا بالبناء النفسي لشخصيتها، كما تعرفين – أيتها الفاضلة الكريمة – هنالك أشخاص سريعو الغضب، سريعو الاستثارة، كثيرو الهواجس والوساوس، وانفعاليون جدا، قد تكون سمة من سمات الشخصية، شعورها بالخوف هو أيضا عرض رئيسي.
هذه الحالة تستجيب للعلاج، ربما تكون محتاجة لدواء بسيط جدا لعلاج القلق، ومن جانبكم حاولوا دائما أن تساندوها، أن تستمعوا إليها، أن تجعلوها تشعر بأهميتها داخل الأسرة، ساعدوها أيضا بتنظيم وقتها، تدارسي معها – أيتها الفاضلة الكريمة – ما ورد في السنة المطهرة عن كيفية علاج الغضب، وكيفية إدارة الغضب، الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا علاجا عظيما في هذا السياق، فأرجو أن تأتي بكتاب الإمام النووي للأذكار، واجلسي معها وتدارسي معها وحاولي أن تطبقي معها، في جلسة لا تستغرق أكثر من عشر دقائق كيفية التعامل مع الغضب، وانصحيها أيضا بأن تعبر عما بذاتها، وتبتعد عن الاحتقان، الاحتقان النفسي يؤدي إلى هذه الانفجارات والغضب النفسي السلبي.
هذا هو الذي أنصح به، وقطعا الذهاب إلى الطبيب سيكون مفيدا لها، وهي لا تحتاج لجلسات كثيرة، جلسة أو جلستين، مع تناول أحد مضادات القلق ومحسنات المزاج لفترة شهرين إلى ثلاثة أشهر، أعتقد أن مشكلتها سوف تحل تماما، فبارك الله فيك أكملي مسيرتك معها، وتحدثي مع والديك ومعها حول الأمر، وطبقوا ما ذكرته لكم، ذهابها إلى الطبيب ستكون فاتحة خير كبيرة لها -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.